صفحة الكاتب : ابو زهراء الحيدري

مرجعية الشرع ومرجعية الشارع ....الانطلاقات والإحالات
ابو زهراء الحيدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ها نحن ذا نستكمل ونستمر بتحليل ظاهرة المرجعية وما اصابا هذا المفهوم من تشويه وتشويش وتفريغ لمضامينها الرفعية بعد الخرق الواضح والفادح لهذا الموقع الحساس في الحقبة الصدامية الظلماء من خلال تنفيذ مشروع خطير مرره الطاغية صدام واجهزته الامنية عبر شخصية حوزوية مازومة ومنفلته ، دفعها النظام الى الواجهه وسلمها مقاليد ومفاتيح الحوزة بعيد الانتفاضة الشعبانية وفسح لها الطريق لتستقطب الاتباع والمريدين لتوجه طعناتها الى المرجعية الحقة وتثير فتنة لها اول وليس لها اخر وتسبب بشق الصف الشيعي وحرف مسار الشيعة عن قيادتهم الشرعية ليس هذا فحسب بل تمرير وتخريج وجبة من الادعياء والسفهاء والدجالين والثعابين من تحت عباءه هذه الشخصية الفتنوية .
ولسنا هنا بصدد تحليل هذه الشخصية المازومة وتتبع عثراتها ورصد تناقضاتها فهي شخصية مريضة تعاني من ذهان نفسي بل بصدد معرفة حجم الاضرار والدمار الذي نجم عن حركتها الفوضوية على الواقع والتطرف والهوس الذي ارضعته وغذته لاتباعها وما تسببت به من خرق للحوزة الشريفة وشق وفتق في الصف الشيعي ..
اذن نحن بصدد دراسة بعض من اثار واضرار هذه المرجعية السقيمة ومدى انحرافها عن المرجعية السليمة عبر مقارنه بينها وبين المرجعية الشرعية لكي نتحصن بالتقليد الشرعي ونحصن انفسنا واجيالنا من خطر التقليد الاعلامي ونتمسك بالعلماء الاعلام ولا نقع بفخاخ الادعياء الاقزام . 
فعلى مستوى ما يعرف بنزول المرجع الى الشارع اي المرجعية الشعبية التي تعرف اسعار الخضروات والفواكه وتتكلم بلغتهم الدارجه ومصطلحاتهم الشائعة ، من قبيل ،( حبيبي ، اكل كركري ، ابو داعيك ، اسليمه اتطمك ،!!! ) هذا المصطلحات والعبارات التي تدغدغ مشاعر البسطاء واصحاب البسطيات وتشعرهم بان المرجع يعيش يومياتهم ويعاني معانتهم ، اضافة الى الاستفاده من المجال الذي سمحت به السلطة البعثية لصعود هذه الشخصية المنبر وارتداء الكفن والتحدث مع الناس بصورة مباشرة هذا الاسلوب (البيداغوجي) تسبب بالحاق الضرر البالغ بالركيزة الاساسية لتحديد الاعلمية والمرجعية وهو الضوابط الشرعية من قبيل الرجوع الى اهل الخبرة لمعرفة وتشخيص مرجع التقليد ، فاستخدام اسلوب يحاكي الذهنية الشعبية والتحدث بمصلحاتهم والظهور الاعلامي دفع الالاف من الناس الى العدول من التقليد الشرعي والانخراط في التقليد الشعبي بعدما تاثروا بالظهور الاعلامي لهذه الشخصية واجتذبهم دعايتها وسحرتهم مصطلحاتها الشعبية وصدقوا مدعياتها وتفاعلوا مع دعواها من قبيل المناظره والناطقية .. فتبدل طريق التقليد لدى المتفاعلين مع تلك المرجعية الجديدة ، وباتوا لايعتمدون في التقليد على الرجوع الى هل الخبره بل على اهل الخضرة !! ، واصبحوا يقلدون ويتبعون مرجع الطماطة بدلا من مرجع الفقاهة ! (وكأن اسعار الطماطة والبصل اصبحت من العلوم الدخيلة في استباط الحكم الشرعي جنبا الى علوم الفقه والاصول ، مع اننا نستخدم الطماطة والبصل لعمل (الزلاطة) ولم نكن نتصور انها ستستخدم في مجال الفقه وتحديد الاعلم !!! ، وهنا يتبادر الى ذهننا سوال هو اذا اردنا تطبيق هذه الاليه على المجالات الاخرى فيصبح على ضوء هذه النظرية اننا يجب ان نتاكد من الطبيب المشهور علميا الذي نراجعه للعلاج او اجراء عملية صعبة ، هل يعرف اسعار البصل والبطاطا قبل ان نسمح له باجراء العملية ..
ان هذا التأسيس الذي تبنته مرجعية الشارع احدث تغرة كبيرة في منظومة التشيع والالية الشرعية التي تشخص المرجع الحقيقي وتحصن موقع المرجعية من خطر الادعياء والزواحف الحوزوية فبات الخرق واضحا ومكشوفا لكي ينفذ من خلاله عدد من الطلبة المزروعين من قبل امن النظام الصدامي ليتصدوا ويسلكوا طريق كبيرهم الذي علمهم السحر ويؤسسوا لهم مرجعيات الدجل والتزييف امثال مرجع الممثلات او المرجع ابو شامه !! الذي يضع على خده الايمن شامه مصطنعه كي توحي بانه الحسني الموعود وعند ظهوره مؤخرا بعد غيبه طويله نسي شامته فظهر بدونها !!. 
ولعل هذا اخطر تاسيس لتدمير المرجعية واختراقها من الادعياء والاعداء لم يمر على التشيع منذ تاسيس الحوزة على يد الشيخ الطوسي اعلى الله مقامه .. نعم كان هنالك ادعياء لكنهم فشلوا في استقطاب وتضليل الشيعة الا النزر اليسير منهم ولم تتشكل ولم تتحول قضية المدعين الى ظاهرة بارزة تمارس لصوصية في وضح النهار للاتباع والمقلدين اوخط موازي لخط المرجعية الحقة مثلما نشهدها في وقعنا الراهن ينافسها ويزاحمها ويعرقل مسيرتها ويسرق اتباعها . .. يتبع

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو زهراء الحيدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/23



كتابة تعليق لموضوع : مرجعية الشرع ومرجعية الشارع ....الانطلاقات والإحالات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net