صفحة الكاتب : واثق الجابري

لا تهربوا الى الأمام
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عجباّ لأغلب ساسة العراق  لا يجيدون الاّ لعبة الهروب للامام , يتخذون من ابسط المشاكل ازمات وتحل بأزمات وأزمات وعقد وخطأ بأخطاء وخطايا  , وكأن ستراتيجيتهم برامج للبقاء على الازمات , لم يستفيدوا من التحضر والديمقراطية  الاّ وسيلة للعودة للقبلية والدكتاتورية , يسلبون الانسان كل الحقوق ويفضلونهم انفسهم  واقاربهم عليه ويطبقون حقوق الانسان بالشكل المقلوب  , فيعطى الجلاد ويحرم الضحية . يعتبرون الحرية شيء مطلقاّ لفئة دون اخرى والبقية يكونون عبيد تحت ايديهم , يثورون لمصالحهم ومناصبهم ولا يثورون لثلث شعبهم تحت خط الفقر وارامل وأيتام ومعوزين  ومدن اخرى حملهم اهلها على اكتافهم وتجاوز نصفهم خط الفقر , ترفعون اصواتكم بكل طاقاتها حينما تكشف ورقة للفساد  , وتكتفون بالتنديد والبيانات المكتوبة  الجاهزة حينما تتناثر الاشلاء على الارصفة , كل مرة تقولون قضينا على الارهاب والطائفية وتدعون لها سراّ وعلانية ,  تسمون اسمائكم وخلفياتكم اسلامية وان اعمالكم لمرضات الله وطريق لأخرتكم  وتخالفون مرجعياتكم وقيمكم واخلاقكم وعقلائكم ومواطنيكم , منذ عشرة سنوات وانتم تتقاتلون وتتشاتمون وتدعون معاداتكم للطائفية والعنصرية والتمييز وتنصرون العشيرة وتزجزون الطائفة للتمسك بالكرسي , تتراجعون ولا تراجعون وترجعون بالعراق الى عهود التخلف والامية  , تقولون انكم جئتم للدفاع عن المواطن وتقدموه ضحية رغم دمائه المسلوبة بالأمس واليوم  لتحقيق ماّربكم ,  تتصارعون في كل يوم  على الصغيرة والكبيرة وتقطعون الاعناق والارزاق  وتساومون وتتنازلون  في غرفكم المظلمة عن قوت وحقوق الفقراء , يتّهم احدكم الأخر بالخيانة والمؤامرة  ويخون احدكم  رفيق دربه ويتأمر على الشعب بنهب خيراته وسفك دمائه , ترفضون التسقيط ولكنكم في مستنقع السقوط , وترفضون التدخلات الخارجية وافعالكم كأنكم جنود للأجندة الخبثة  الحاقدة وما تريد لهذا الشعب , رفعتم شعار الكرامة والابسامة وانكم طيور سلام وحمائم خير  , لكن الفقر والعوز والمحرومية  ضيعت الكرامة وسلبت الفرحة وعاش المواطن في دوامة البحث عن  الاستقرار ومعركة لقمة العيش , توعدون الناس بالتفاني لأجلهم ولكنكم تعبدون الكراسي وتصنعون من انفسكم اّلهة ولكم من يعبدكم ويصفق ويمسح على اكتافكم , وتزيلون قيم  المجتمع والعشائر بمحاولة شراء ذممها وقيمها واعرافها وتسلحوها خلاف للقانون .
لقد كشفت اوراقكم وغسل المواطن يديه من أغلبكم الى الذراع وسيعاقبكم في الانتخابات , وسيقاطع من ابتدع اساليب  التحشيد الطائفي  والعشائري وتنازل عن المباديء لأجل الحضوة بالمنصب  ليكون سبب له لجمع الاموال والجاه ويرضي الحاشية  , لقد نفختم  في تفعيل الطائفية النائمة وايقضتوا اخطبوطها وجعلتم من المحسوبية تسير على الرقاب وتطرد الكفاءات والطاقات وتوقف المشاريع  لتقاطعها مع المصالح الشخصية  , فلا تهربوا الى امام فإن حق المواطن يلاحقكم وسبقكم بالتفكير ولن تستطيعوا هذه المرة خداعه ..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/26



كتابة تعليق لموضوع : لا تهربوا الى الأمام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net