صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح96 سورة الاعراف
حيدر الحد راوي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

لسورة الاعراف فضائل كثيرة , نذكر منها ما ورد في كتاب ثواب الاعمال , ورد عن ابو عبدالله (ع) من قرأ سورة الاعراف في كل شهر كان يوم القيامة من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون , فأن قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة .

  

المص{1}

تقدم مثلها , الله ورسوله واهل الذكر اعلم بمعانيها وخفاياها ! . 

 

كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ{2}

اوكل الله عز وجل الى رسوله الكريم محمد (ص واله) مهمة ثقيلة , ذات نطاق واسع , تواجهها عقبات كثيرة , وموانع يتعسر تجاوزها , لا يمكن لاحد ان يتحملها غيره (ص واله) , فكان اهلا لها ! . 

ينبغي الاشارة الى ان معنى (  فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ ) ضيق من تبليغه خشية التكذيب , كما اشار اليه علي عاشور العاملي في مصحف الخيرة والسيوطي في تفسير الجلالين وغيرهم من المفسرين يميلون الى هذا المعنى . 

 

اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ{3}

خاطبت الاية الكريمة السابقة الرسول الكريم محمد (ص واله) , والاية الكريمة وجهت خطابها لعامة الناس , وفيها امر (  اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ) , ونهي (  وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء ) , اما ختام الاية الكريمة (  قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) فنذكر فيها رأيين على سبيل الطرح : 

1- ان طريق الحق واضح ولا يحتاج الى كثرة مواعظ , ويمكن للانسان اللبيب الوصول اليه بعدد قليل من المواعظ , شريطة العمل بها . 

2- طبيعة الانسان النسيان والغفلة , فبالرغم من كثرة المواعظ التي تطرق سمعه وبصره وباقي حواسه , الا انه لا ينتفع الا بالقليل القليل منها , مثال , الكل يعلم مضار التدخين , والمدخن يعلم ذلك جيدا , الا ان معرفته لا تدفعه الى الاقلاع عنه , بالرغم من كثرة المواعظ والنصائح الطبية , التي تشرح وتبين مضاره ومخاطره على الجسم البشري .           

 

وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ{4}

تذكر الاية الكريمة ان كثيرا من اهل القرى اتاها العذاب في حالين : 

1- (  بَيَاتاً ) : ليلا , سواء كانوا نائمون , ام يشغلهم شاغل . 

2- (  أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ) : وقت القيلولة في منتصف النهار , سواء كانوا نائمون , ام مشغولون بشواغل خاصة.        

 

فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ{5}

تروي الاية الكريمة ما قاله اهل تلك القرى , عند حلول العذاب عليهم (  إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) , فأعترفوا بأساتهم وتقصيرهم , بعد ان ايقـنوا بعجزهم عن درأ العذاب , ودفع خطره .    

 

فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ{6}

تشير الاية الكريمة الى ان الله عز وجل سوف يسأل تلك الامم ( هل اتتكم رسلنا ؟ , بماذا أجبتموهم ؟ ) , ثم انه عز وجل سوف يسأل المرسلين عن اجابة الامم لهم , وهذا من مقتضيات العدل الالهي ! . 

 

فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ{7}

تشير الاية الكريمة الى ان الله عز وجل سوف يقصص على كل امة ( او كل فرد ) قصتها , تسرد فيها كافة الاعمال والاقوال , كل شاردة وواردة , لا يسقط منها شيء مهما كان تافها , وتؤكد الاية الكريمة في ختامها انه جل وعلا لم يكن غائبا عنها , فهو جل وعلا في كل الاحوال موجود ! . 

 

وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{8}

تشير الاية الكريمة الى وجود ميزان من نوع خاص , توزن فيه الاعمال , (  فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ) كثرت اعماله الصالحة , ورجحت كفتها على اعماله الطالحة , عندئذ يشمله ختامها (  فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .     

يلاحظ ان من مستلزمات الفلاح , رجحان ( ثقل ) الاعمال الصالحة على خلافها , فينبغي للعقل السليم ان يدرك ذلك , ويعمل لاجله . 

 

وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ{9}

تشير الاية الكريمة الى كفة الميزان الاخرى , كفة (  وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ) قلت اعماله الصالحة , وازدادت اعماله الطالحة , ورجحت كفتها , (  فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم ) بتعريضها للعذاب , والقاءها في موارد التهلكة ( جهنم ) , ثم تختتم الاية الكريمة بذكر السبب الاكبر والاهم (  بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ) ! .          

 

وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ{10}

نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة مواقف : 

1- (  وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ ) : بسط الله عز وجل الارض , سخرها وذللها , فأصبحت موطنا ومسكنا لبني ادم . 

2- (  وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ) : ما تعيشون به وعليه من جميع النعم ( مطاعم ومشارب ) .

3- (  قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ) : مع كل ذلك , شكركم لنعمه عز وجل قليل ! .    

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/13



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح96 سورة الاعراف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net