صفحة الكاتب : سيف جواد السلمان

التيارات الدينية واحتلال عقلية الفرد العراقي......
سيف جواد السلمان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

قد يتبادر في اذهان البعض سبب انجذاب الشارع العراقي للتيارات الدينية التي ترتدي جلباب السلطة في العراق باختلاف مذاهبها وتسمياتها المغلفة بالوطنية والمدنية واللبرالية والعلمانية محاولة استقطاب الفئات الصغيرة المتبقية من الشعب العراقي والمؤمنة بالمسميات السابقة الذكر قلبا" وقالبا" وتبغض ادخال الدين و رجالاته في المعترك السياسي و بالتالي تلعب دور معين في ادارة الدولة او رسم سياساتها وتوجهاتها..

ما هو السر الذي يدفعنا للتمسك بها  أنحن متدينون ؟؟؟ أم نحن نؤمن بشعاراتها التي اهترات اذاننا من سماعها على مدى العشر سنوات المنصرمة دون تطبيق حقيقي واقعي يلبي جسام الطموحات لشعب رافق الجوع والحرمان لعقود من الزمن....... هل المشكلة نحن ام هم المشكلة ؟؟؟؟؟؟ 

وفي معرض اجابتي عن هذه التساؤلات اقول اننا لسنا متدينون اولا" وانا لا اقصد بذلك اننا (ملحدون) ولكننا لسنا على درجة او مستوى من التدين يدفع بنا لنؤيد هذه الاحزاب الدينية  التي تعاني نوع من الشيزوفرينا فهي وطنية المظهر دينية المحتوى او المضمون ماركسية الاصل ولربما اعتلت وجوهكم نضرة غريبة  مستفهمة عن اماكنية جمع هذه الصفات المختلفة الاتجاهات في تيار واحد .... السياسة فن الممكن هذه الاحزاب ادعت الوطنية كما اسلفنا بالتالي سوف تجتذب الوطنيون او يحسبون انفسم كذلك ولكنها في الوقت نفسه دينية مذهبية يدعي رجالاتها التدين والتطرف لمذهب معين وهذا هو الوجه الثاني اما الوجه الثالث الماركسي فهو غير المعلن الا ضمن نطاق ضيق من الاقارب والاصدقاء ........

وبالنسبة للتساؤل الثاني فاعتقد اننا اجبنا عليه في معرض سؤالنا وبات واضحا للفرد العراقي انها شعارات فارغة لاتحمل من المحتوى سوى الاحرف التي كتبت بها وربما استقبلت بنوع من الايمان في مرحلة من المراحل ولكن سرعانما كفر بها  لانها لم ولن تحقق المعجزات التي ادعت قدرتها على تحقيقها...

والمشكلة نحن في ثالثا" فهم لم يجبروا احد ان  يخلع رداءه ويرتمي عاريا في احضانهم  ضننا" منه انهم  سيكسوه ويطعموه ..... ولكن تبقى الاجابة غامضة فاين  تكمن هذه المشكلة او الخلل؟؟؟؟

الخلل يكمن في عدة امور اولها شخصية الفرد العراقي المسبوكة والمقولبة في مجتمع اقل مايقال عنه مغلق, ابعد عن العالم الخارجي لما يزيد عن ال 35 عاما فشخصية الانسان يصنعها المجتمع الذي يعيش فيه فتنمو وتتفاعل ضمن المعطيات التي تسوده وبما ان هذا المجتمع يوصف بانه محافظ تحكمه منظومة من العادات والتقاليد الاجتماعية بالنتيجة فانه سيسعى جاهدا للبحث عن قوى دينية تضمن البقاء والاستمرار لهذا النمط المجتمعي لذا  فانه يتجه للتيارات الدينية على الرغم من انه يعلم جيدا" انها تدعي التدين ولكنه يطبق دوما" المبدأ القائل (السئ المعروف خيرا" من الحسن المجهول).......

 

المكمن الثاني للخلل هو فكرة الاضطهاد ينظر لها السياسيون ذوي التيارات الدينية  ويسعون جاهدين لترسيخها في المجتمع العراقي بالتالي خلق قواعد جماهيرية مهزوزة عاطفيا يمكن السيطرة عليها وتحريكها  في اي وقت بخطاب واحد لا اكثر .... ونحن نشير هنا الى المكونات الثلاث فالكورد والشيعة هم مضطهدوا الامس والسنة مضطهدوا اليوم ......

اما الخلل الثالث فيكمن بالحضور الخجول للتيارات المدنية في الساحة السياسية العراقية وعدم تبنيها برامج توعوية وتثقيفية تثبت للمواطن انها الافضل والاجدر لقيادة البلاد  في ضل التنوع الديني والذهبي والقومي في العراق... وبين هذا وذاك يبقى الامل معقودا على صعود قوى وطنية ليس لها من الغاية شئ الا خدمة هذا الوطن المثخن بالجراح......

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف جواد السلمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/22



كتابة تعليق لموضوع : التيارات الدينية واحتلال عقلية الفرد العراقي......
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net