أتهجَّأُ الدنيا بتأتأتي
وأهُشُّ أحلامي بِمنْسأتي
أمضـي إلى المعنى فيهرقني
جمر السـراب بدرب أُغنيَتي
الشعر أجمل لعنةٍ عُشقَت
ما زلت اقضم فيه سيئتي
لازلتُ أرشُفُ منهُ قافيةً
محمومةَ الفوضى كمِحرقةِ
ونسجتُ من حرف الفناء ضحىً
فالتفَّ بي حبلاً لمشنقتي
أمشـي إلى لحدي طواعية
أتنفس الموتى بلا رئةِ
ما زلت أمتهن الحياةَ لظىً
وأعيشها رفضاً بمحبرتي
وحمَلتُني جِذعاً لأصلِبَني
رأياً تحدّى ألفَ مِقْصلةِ
يروي دمي كلَّ الحياةِ، لذا
يخضـرُّ ذاك الجذعُ من لُغتي
***
أعمارُنا - الشعراءَ- فائضةٌ
نتنفسُ العـشرينَ كالمائةِ
غرباءُ نمـشي دونَ أحذيةٍ
تقتادُنا لعْقاً لأحذيةِ
غرباء نمـضي في مناكبها
لا زادَ نحملُ غير مُفردةِ
زمنُ النبوءةِ لم تزلْ يدُهُ
تختارنا حَذَراً كأحجيةِ
أوَ لا ترى ما اللهُ ألهمنا؟
مزجَ الشعورَ ببعضِ مُعجزةِ
نشفي من الأشواق أتعسَها
بالحُبِ نحيي ألفَ مقبرةِ
نمـشي على بحرِ الحياةِ رؤىً
بالشعرِ نُبحرُ لا بأشرعةِ
يجتاحنا موجٌ يؤرجحنا
ما بينَ توحيدٍ وزندقةِ
وأنا ملاكُ النورِ يحرسني
كي لا أضيعَ بقعرِ شيطَنتي
***
طارتْ بيَ الدنيا وأحسبها
هبتْ كطيفٍ تحت أغطيتي
أحلاميَ اليقظى تطاردني
فإخالني دوماً على سِنةِ
كم ذا رأيتُ الحربَ ريحَ صَباً
تنثالُ ورداً فوقَ سوسنةِ
ورأيتُ بئرَ النفط ممتلئاً
عسلاً مصفىً تحتَ زنبقةِ
وأرى الطفولةَ غابةً مُلئتْ
كعكاً وحلوى ذاتِ أطعمةِ
وبنيتُ في حُلمي مصانعَ من
وردٍ زكيٍّ دونَ مدخنةِ
وسمعتُ صوت اللهِ مرتفعاً
بالحُبِ زيَّنَ كلَّ مئذنةِ
وضممتُ كلَ الناسِ في ولهٍ
مثلَ الدُمى ما بين أذرعتي
وأنامُ يا شِعري وكلهمُ
عشِقوا السلامَ.. وتلك أمنيتي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat