صفحة الكاتب : علي محمد الطائي

حصاد السنين / ح1
علي محمد الطائي
في أحد أرياف الشرق تعيش فاطمة مع أبويها  وأخواتها الأربعة وأخوانها الثلاثة ، وفي ظلال البيت الريفي المتواضع ، تجمع  المحبة والألفه كل أفراد الأسره .هناك وفي القرية الجميلة تتصاعد رائحة أشجار الزيتون والصنوبر وكروم العنب والتين والرمان وفي هذه القرية يوجد  بئر ماء تتجمع عليه بنات القرية للتزود منه بماء الشرب . وفي نفس الوقت يقوم شباب القرية بالنظر ومن بعيد بمغازلة بنات القرية ،لأن العادات والتقاليد تمنع الشباب من الاقتراب من بنات القرية ومحادثتهن . ومن ضمن شباب القرية ،هناك شاب وسيم وقع نظر فاطمة عليه أسمه (محمد) ولكن هذا الشاب سمعة أهله سيئه ، أذ تتشاجر هذه العائله كثيرا في ما بينها على أتفه الأسباب وعقولهم فارغه وصغيره ويعتبرون جميع سكان القرية متخلفون ولا يفهمون شيئ ألا هم من يعلم كل شيئ ويتقن الكلام وهم ملائكة الله على الأرض ، لذلك يتجنبهم جميع سكان القرية ولا يحبذوا الاقتراب منهم ومصاهرتهم أذا تقدموا لخطبة بنت من بنات القرية  لهذا كانت فاطمة متخوفة  أذا تقدم (محمد) لخطبتها يجابه بالرفض من قبل والدها .ولكن فاطمة أحبته عن بعد وهو أيضا أحبها وبدأ يبعث لها المراسيل عن طريق أحدى أخواته وعن طريق أقاربه من الذين لهم صله ببيت أهل فاطمة ، لكن فاطمة أخبرته من الصعب أن يوافق عليك أبي بسبب ما يسمعه عن عائلتكم ، فهو في المقابل بدأ يبرر لها ويقنعها أنه يختلف عن أخوته و أهله وأنه رجل متحضر ويكتب القصص وينظم الأشعار من أجلها . أقتنعت فاطمة بكلامه . هنا  تحاول فاطمة أغماض عينيها علها تستسلم لملكوت النوم علها تأخذ قسطا من الراحة قبل أن يطلع فجر اليوم الجديد بأنواره  فهي تنتظر فارس أحلامها ورجل المستقبل الذي سوف يخطبها ، وفعلا أتى (محمد) لخطبتها ، تقول فاطمة  على ما أذكر كان وسيما ويتمتع بابتسامه جميلة تكاد لا تفارق مخيلتي  أما عن كلامه المعسول وخفة دمه وكاريزما أقناع الآخر  وموهبة السيطره على الأحاسيس التي يمتلكها  لا تقاوم . وعلى الرغم من الكلام الذي أسمعه عن عائلته وأنهم لا يطاقون ومن الصعب معاشرتهم أو العيش معهم تحت سقف واحد  ورغم كلام والدي رحمه الله أن هذه العائله من الصعب الوثوق بها ومصاهرتها ، ولكن كل هذاالكلام لم يغير أو يؤثر عليه  لأني أحببته عندما وقعت عيني عليه وسمعت كلامه الجميل ، وفعلا تزوجت منه وأنا عمري ثمانية عشر سنه ، وبدأ مشوار الحياة الجديدة وانتهى زمن العزوبية لغير رجعه  وبعد فتره وجيزه من زواجنا كان يعاملني بكل حب وحنان ويكلمني عن المستقبل وينظم لي الأشعار ويوعدني ببيت الأحلام  وبعد مرور فترة قصيره على زواجنا ، قرر (محمد) أن يتطوع في صفوف الجيش ، هنا بدأت حياتي تتغير ، أذ أنتقلنا من الريف الى المدينة ، وذالك بسبب مكان الوحدة العسكرية الواقعه ضمن أحد القطعات القريبة من  العاصمة ، بطبيعة الحال أنا أمرأة ريفيه ولم أعيش حياة المدينة وبهرجتها، ولم أشاهد عمران المدنية وجمال الطرقات ، والجلوس في المطاعم الجميلة والأسواق التي تكتظ بالناس  والعادات والتقاليد التي تعودت عليها في الريف تختلف عن المدينة ، فقد قام (محمد) باستأجار بيت لنا في المدينة , في بداية الأمر كان كل شي جميل وعلى مايرام ، لكن بعد فترة وجيزه بدأ محمد يتغير ويتململ وبدأ يشكي من قلة المصروف وصعوبة العيش في المدينة ومتطلباتها ، فهناك أيجار البيت يجب أن نقوم بدفعه كل شهر  وهناك مصروف حياة المدينة التي تختلف عن الريف والبساطة التي يتمتع بها الريف عن المدينة  وتفاقمت المشاكل وبدأ محمد ينعل اليوم الذي تزوج فيه ،ويسمعني في كل يوم الكلام الجارح  الذي لا يروق لي سماعه ، ووصل به الأمر أنه بدأ يضربني على أي سبب تافه ولا أعلم ما هو الذنب الذي اقترفته بحقه , فأنا لم أختر الحياة الجديده بمحض أرادتي  هو من قرر وهو من خطط ، وبعد سنه تقريبا على زواجنا أنجبت له طفلتنا الأولى  قلت في قرارة نفسي أن الأمور سوف تتغير  وسوف يكون محمد سعيدا جدا ويغير معاملته لي  وأن الله قد رزقنا طفلة كالقمر المنير في  بداية الأمر فرح (محمد) كثيرا ، ولكن بعد فترة وجيزه أكتشف محمد أن هذا المولد نقمه وليس نعمه وذلك بسبب المصروف الأضافي فياسمين المولوده الجديد تحتاج الى حليب وملابس وأذا مرضت تحتاج الى أجور الطبيب وكذلك تكاليف العلاج . 
التنور الثقافي
4-4-2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/06



كتابة تعليق لموضوع : حصاد السنين / ح1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net