صفحة الكاتب : محمد ابو طور

الابتسامة التي هزت عرش مصر
محمد ابو طور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

داهمه شعور بالفرح والانبساط صباح يوم مشهود استيقظ فيه مبكرا كعادته ، السرور كان عنواناً رئيسياً أضفى مزيداً من البهجة والانشراح (بتاعة باسم يوسف) عليه، فاليوم سيقابل شعبه (حبيبه) رفيق ثلاثون عاماً في رحلة الكفاح والتضحية ، ورغم أن حبيبه (شعبه) قد خلى وغدر به و لاف على غيره متنكرا لسنوات طوال من الهنا والاستقرار ، إلا أنه أصبح متأكداً لدرجة اليقين أن حبيبه قد عرف الحقيقة ، وأقسم بالثلاثة انه ولا يوم من أيامك يا ريس .

 

وقف أمام المرآة بكل عظمة وكبر يسترجع كلمات آخر لقاء مع ( حبيبه)...أنا أو الفوضى... قالها وهو يدرك معناها وأبعادها فالرئيس دايما على حق وهو مطلع على الأسرار والسرائر والنوايا والأعمال ....لم يسمع حبيبه ( شعبه) الكلام ولم يلتفت للتحذير فاختار الإخوان المرادف الوحيد فى كل المعاجم للفوضى والخراب.

 

أعتدل فى وقفته ولسان حاله يقول : " اليوم سأقابل حبيبي لابد أن يراني فى أطيب حال ....خلاص لا داعي للمسكنة والتمارض ...حبيبي عرف الحقيقة وهو في انتظاري لكي يعلن أسفه وندمه واستغفاره وتوبته وعزمه ألا يعود لفعلته ثانية " .

 

وصلت الطائرة ونزل منها على كرسيه لأول مرة ، ودخل زنزانته ولوح وابتسم لشعبه فتحركت آلاف من عضلات وجهه لتؤكد الفرح المغلف بالشماتة ، والسرور المغطى بالتشفي ، والبهجة التي صاحبتها حروف " مش قلتلكم ... تستاهلوا" .

 

ابتسامة تجاوزت مقياس ريختر ، أصابت الزمرة الحاكمة بالحيرة ، وقلوبهم بالوهن وعروشهم بالتصدع ، ثقة ومعنويات مرتفعة للمبتسم قضَّت مضاجعهم وزادتهم ارتباكاً ، فخرجت تصريحاتهم مرتعشة خائفة هزيلة تؤكد رؤيته ونبوءته.

 

ضعفهم منحه القوة ، وفشلهم رفع معنوياته ، وخيبتهم اللي بالويبة أعطته أملا فى الغد.

 

يا خسارة يا مصر .....اليوم فقط نستطيع أن نعلن بكل أسي وحسرة وأسف أن ثورة 25 يناير قد ماتت وقبرت بأيدي من لم يشارك فيها وركبها غشاً وزوراً وغدرا ، ونقضوا غزلها من بعد قوة أنكاثا.

 

أما عن الشعب المتسبب فى تلك المشاهد العبثية ، المسالم الخانع الخاضع اليائس الميئوس منه ، فإلى مقال آخر إن شاء الله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد ابو طور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/15



كتابة تعليق لموضوع : الابتسامة التي هزت عرش مصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net