صفحة الكاتب : جاسم المعموري

ايها المصريون ثورتكم في خطر
جاسم المعموري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد تجاوز التوانسة الخطوة الاولى في ثورتهم الشجاعة بسبب تلبيتهم السريعة لندائها وخروجهم جميعا الى الشارع في وقت واحد وبلا تردد , كما ان بن علي ليس حسني , والفارق بينهما اهمية مصر الاستراتيجية بالنسبة لاسرائيل , واهميتها بالنسبة للمنطقة ككل ,وان سقوط نظام الحكم فيها سيؤدي حتما الى سقوط الكثير من الانظمة العربية المستبدة في المنطقة , مما جعل العالم يدخل انذارا غير مسبوق في ترقب الوضع في مصر الكنانة , فالرئيس الامريكي ممسكا بجهاز هاتفه وهو على اتصال دائم بحكام الجور والاستبداد لايدري مالذي يجب فعله لانقاذ النظام في مصر , اما اسرائيل فانها لاتنام ليلها تحضيرا لأسوء الاحتمالات , واما السعودية فانها قامت فعلا بتسخير كل امكاناتها في خدمة النظام المصري ضد طموحات الشعب المظلوم هناك , واعلنت ذلك من خلال بيان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز حيث وصف الثورة في مصر بانها شغب وتخريب .
     لكن الخطر الاكبر على الثورة في مصر يتمثل في عدة عوامل اساسية , منها الدعم اللامحدود الذي ابدته دول الاستكبار في العالم واذنابها في المنطقة , وبسبب عوامل داخلية اساسية منها دخول محمد البرادعي ساحة الثورة , ومحاولته قيادة جماهيرها الغاضبة الى طريق غير الطريق الذي ارادته هذه الجماهير من خلال قوله انه يريد الاتصال بالجيش قريبا ,ولم يوضح لماذا هو يريد ذلك , كما انه يحاول امتصاص نقمة الجماهير من خلال قوله بأنه مخول من قبلها ومن قبل الكثير من الاحزاب للتفاوض من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية ,في الوقت الذي هو محاط بالمخابرات المصرية التي توجهه حيث تريد بعد ان اعادته الى مصر على وجه السرعة , ان البرادعي يشكل خطرا كبيرا واساسيا على طموح الشعب في تحقيق ثورته ضد الديكتاتورية والظلم , اما الخطر الثاني فانه يتمثل بالاسلاميين الذين سوف يصادرون دماء الشهداء ويحيلون الثورة الى مأساة حقيقية تعم الشعب كله , فهم ربائب المخابرات العالمية المعروفين باهدافهم الخسيسة , لتشويه صورة الاسلام والقضاء على فكره الناصع , والنخر في جسده من الداخل , حتى تحيله الى حطام ورماد , لتجلس على حطامه ورماده , لذلك سارعت الى اقامة الصلاة في الشوارع , في محاولة مفضوحة منها الى اعاقة تقدم الجماهير , واثبات وجودها من جهة , رغم عدم شعبيتها في الثورة منذ انطلاقتها , وفي حال نجاح الثورة فانها ستقول انها كانت تشكل الخط الامامي في المواجهة لذا فهي احق بالاتباع من جهة اخرى , وهي كذلك توصل رسالة خبيثة الى الغرب المعادي للاسلام بأن البديل الوحيد للنظام هناك هو الاسلاميون , وهكذا تضيع مصر بين احضان الجهل والظلام والتخلف والارهاب , ولذلك خرج رجال الازهر للمشاركة في التظاهرات , ولا ادري اين كانوا كل ذلك الوقت وهم المعروفون بوعاظ السلاطين منذ عقود مضت , وهم المرتبطون بالنظام وبمصير النظام ,وهم المرتبطون بالحركة الوهابية الارهابية الدموية التوسعية المتخلفة المسؤولة عن دماء الابرياء من ابناء العراق, ودماء الكثير من الشعوب الاسلامية الاخرى , نعم ان التحرك الازهري هو تحرك مفضوخ وغبي ومضحك جاء نتيجة لارتباك النظام في مصر محاولا امتصاص نقمة الجماهير وتحويل مسار ثورتها المباركة , وتسليم شبابها بعد ان تهدأ النفوس الى اجهزة النظام الديكتاتوري القمعي لينتقم منهم ويقتلهم جميعا , لذا على الشعب في مصر ان لا يبطيء في ثورته وان لايسمح بتغيير مسارها , بل علية القضاء على نظام الحكم فورا وتقديم القرابين من اجل ذلك , لأن فشل الثورة لايعني قتل عدد اكبر من المصريين من قبل النظام الحاكم فحسب , بل القضاء على طموحات الشعب العربي الابي في الكثير من الدول العربية , الذي يطمح الى اسقاط انظمة الحكم فيها بعد نجاح الثورة في مصر , حيث سيكون شعبها خير معين للشعب العربي في تحقيق طموحاته المشروعة تلك , اما الخطر الثالث فانه يتمثل في مستوى الوعي الجماهيري المصري الذي يجب ان يكون عند حسن الظن وان لايصدق بما يدعيه النظام من وعوده بالاصلاحات واقالته للحكومة , فأن هذه الاقالة عبارة عن تغيير شكلي لاقيمة له على الاطلاق ولا يشكل حلا لابسط مطالب الجماهير , بل هو للانتقام منهم والتنكيل بهم , حيث عمد رئيس النظام الى تعيين جنرلات عسكريين على رأس السلطة في البلاد لتخويف الجماهير , فنزل الجيش الى الشارع وحلقت الطائرات الحربية على مستوى منخفض , وكأنها ذاهبة للهجوم على عدو يحتل الديار ويدنس المقدسات , نعم انهم يسرقون خبز الشعوب من افواه اليتامى ليشتروا به السلاح لقتل اليتمامى والفقراء والمعدمين والمساكين من ابناء الامة , واما الخطر الرابع فانه يتمثل في دخول الفنانين المصريين على الخط في جميع اجهزة الاعلام العربية للضحك على عقول الجماهير , والاستخفاف بحقوقها من خلال دعوتهم الى الصبر والانضباط , والى التفاهم وتشكيل برلمان وغيرها من الاقوال الواضحة الابعاد والمضامين ذات الرسائل المعنونة الى طبقة البسطاء من الناس لكي يطفئوا غضب ثورتهم ومن ثم تسهل السيطرة عليهم بعد ذلك حينما تهديء النفوس وتطمئن القلوب , بعد ان يؤكدوا ( طبعا ) وقوفهم مع الجماهير وطموحاتها .
  ان خطة رئيس النظام في مصر هي خطة متعددة الجوانب ترمي الى القضاء على الثورة وانها من الخطورة بحيث يمكن ان تؤدي الى تحقيق اهدافها , لذا فأن من المهم جدا للشعب في مصر ان يتعامل معها بالشكل الذي يضمن استمرار العمل النضالي الثوري حتى اسقاط النظام تماما , وذلك لأن مصير الامة كلها بين يدي ابناء مصر اليوم وهم خير من يحمل الامانة ويؤدي الرسالة , واننا جميعا اذ نحييهم من غربتنا حيث نعاني فراق الاهل والاحبة والوطن فاننا نهيب بهم ان يسجلوا للتاريخ علو همتهم وسمو شرفهم وعظيم بطولاتهم , وان يحفظوا للاجيال وطنهم خاليا من الظلم والاستبداد والفقر والجهل والمرض , واننا على يقين ان ارادة الشعوب اقوى من كل الظالمين في الارض , وان اليوم الذي تحقق فيه الشعوب طموحاتها المشروعة في الحرية والكرامة والعدل والاستقلال ات لا ريب فيه .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم المعموري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/01



كتابة تعليق لموضوع : ايها المصريون ثورتكم في خطر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net