صفحة الكاتب : السيد يوسف البيومي

الفرق الإسلامية: القرامطة
السيد يوسف البيومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل الحديث عن هذه الطائفة التي انتسبت إلى الإسلام زوراً وإلى الشيعة والتشيع بهتاناً. ولا بد أن نوضح بأن هؤلاء لا علاقة لهم بالتشيع، ولا بالعقائد التي يعتقد بها الشيعة الأثنا عشرية وقد قام علماء المذهب الشيعي بتصدي لهم من خلال توضيح حقيقة هؤلاء المجرمين، وقد قتل القرامطة جمعاً من علماء الشيعة منهم: ابن بابويه ففي سنة عشر وثلاثمائة دخل القرامطة لعنهم الله إلى مكة أيام الموسم، وأخذوا الحجر الأسود، وبقي عندهم عشرين سنة، وقتلوا خلقاً
كثيراً، وممن قتلوا: الشيخ علي بن بابويه، وكان يطوف، فما قطع طوافه، فضربوه بالسيف، فوقع إلى الأرض وأنشد: 
ترى المحبين صرعى في ديارهم     كـفتيـة الكهف لا يدرون كم لبثوا.
وقد قام الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد الأزدي النيشابوري بتأليف كتاب يرد فيه على عقائد القرامطة الفاسدة تحت عنوان: الرد على القرامطة.
وكتب الشيخ أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكلينيّ الرازي وهو من كبار العلماء الملقب "بثقة الإسلام" شيخ علماء الإمامية في عصره ووجههم، وله كتاباً أيضاً أسمه: الرد على القرامطة.
ما الأصل في تسمية هؤلاء بـ "القرامطة":
لقد ورد في رسائل الحكمة شرح لمعنى كلمة القرامطة، وقيل أن آدم الصفا عندما دعا إلى التوحيد، اتبعه القرامطة الذين سموا بهذا الاسم لأنهم كانوا يقرمطون (أي يعبسونا).
وذكر البغدادي في كتابه "الفرق بين الفرق": أن القرامطة تنسب إلى حمدان قرمط لقب بذلك لقرمطة في خطه أو في خطوته ـ أي في مشيته ـ، وكان في ابتداء أمره أكاراً من أكرة سواد الكوفة وإليه تنسب القرامطة.
والقرامطة أوملاحدة الموت أتباع الحسن الصباح المتسمّون بالإسماعيلية وهم من بقاياهم
 وهم يقولون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) ظاهراً، وبالإلحاد وإبطال الشريعة باطناً لأنهم يحللون أكثر المحرمات ويعدون الصلاة عبارة عن طاعة الإمام والزكاة عبارة عن أداء الخمس إلى الإمام، والصوم عبارة عن إخفاء الأسرار والزنا عبارة عن إفشائها. 
وقالوا: القرامطة قالوا بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر بالوراثة والوصية. وهذه الواقفة على موسى بن جعفر تدعي الإمامة لموسى وترتقب لرجعته.
والقرامطة قد نقضت الإسلام حرفاً حرفاً، لأنها أبطلت أعمال الشريعة وجاءت بكل سوفسطائية، وإن الإمام إنما يحتاج إليه للدين وإقامة حكم الشريعة فإذا جاءت القرامطة تدعي أن جعفر بن محمد أو وصيه استخلف رجلا دعا إلى نقض الإسلام والشريعة والخروج عما عليه طبائع الأمة الإسلامية وكذب دعواهم صريح لا يحتاج للتوضيح والتفسير وأكثر دعواهم فيها الكثير من المتناقضات والفاسد الركيك. 
 
وقيل: القرامطة هم فرقة من الإسماعيلية المباركية، ويعتقدون بأن الإمام بعد جعفر الصادق (عليه السلام) هو محمد بن إسماعيل بن جعفر، ويعتقدون بأنه الإمام القائم المهدي، وهو رسول وهو حي لم يمت، وأنه في بلاد الروم، وأنه من أولي العزم، وقد أنشاؤوا دولتهم في البحرين ثم توسعوا غرباً حتى وصلوا بلاد الشام سنة 288 هـ .
وقد أوردنا أن هؤلاء تعدوا على الحجاج بيت الله الحرام وقد قتلوا الكثير منهم إضافة إلى ذلك أنهم خلعوا الحجر الأسود من موضعه الشريف ووضعه في عاصمة حكمهم لمدة عشرين عاماً قبل أن يعيدوه إلى مكانه. 
وأخيراً، أريد أن أبين للقارئ الكريم بأن القرامطة هي حركة سياسية لها أصل عقائدي كما بينا أعلاه، وهم على الأغلب ينتسبون إلى ذلك الشخص المدعي "حمدان القرمطي" الذي كان في وقت من الأوقات أحد دعاة الأئمّة المستورين لمذهب الإسماعيلية، وقد أقام في الكوفة أواخر القرن الثالث الهجري.
وما لبثت أنّ هذه الحركة القرمطية إلا أن انشقّت عن الدعوة الإسماعيلية في زمن الأئمّة المستورين بعد أن وقع الخلاف بينهم على شخصية الإمام، فدعوا إلى استقلال دعاتها بالدعوة لأنفسهم وعدم الخضوع لمكاتبات الأئمّة الإسماعيلية في السلمية..
وقد قام القرامطة بالقضاء على هؤلاء الأئمّة المستورين منهم: زكرويه بن مهرويه وأولاده، الذين كانوا على رأس القرامطة في سواد الكوفة بعد "حمدان القرمطي"، وغزوا الشام وأخذوا دمشق، وقاموا بتخرّيب السلمية بعد فرار إمام الإسماعيلية وولده إلى المغرب. كما سعى قرامطة البحرين للقضاء على الخلفاء الفاطميين أوّل دخولهم لمصر.
وأرسل القرامطة في الكوفة الدعاة إلى جزيرة البحرين، وكان من أبرز هؤلاء الدعاة: أبو سعيد الجنابي، والحسن بن بهرام، وفي سنة 283هـ تزعّم أبو سعيد الجنابي هذه الحركة القرمطية في البحرين ومن ثم سار هو وأصحابه إلى القطيف، ثمّ إلى البصرة، وقد عهد أبو سعيد الجنابي إلى ابنه أبو طاهر قيادة الحركة القرمطية، ففي سنة 307هـ سار إلى البصرة فاستباحها، وفي سنة 312هـ اعترض حجّاج بيت الله الحرام، فقتل منهم وانهزم الباقون.
وفي سنة 317هـ هجم على مكّة وقتل كثيراً من الحجّاج ونهب أموالهم، وفي سنة 319هـ سار أبو طاهر أيضاً إلى مكّة، فقتل الحجّاج واقتلع الحجر الأسود وحمله إلى هجر، فلمّا بلغ خبر انتهاك الحرم وسرقة الحجر الأسود إلى "المهدي الفاطمي" كتب إليه يقرعه وأنكر عليه فعلته هذه ولعنه وتهدّده إذا لم يقم بإرجاع الحجر الأسود إلى مكانه.
هذه نبذة من تاريخ القرامطة وعقائدهم وأفعالهم الشنيعة التي لا تمت للدين الإسلامي بصلة لا من قريب أو بعيد..
وفي نهاية، أتوجه من القارئ الكريم أن ينتظرنا في مقالة جديدة وفرقة أخرى سوف نتعرف عليها معاً..
3/5/2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد يوسف البيومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/03



كتابة تعليق لموضوع : الفرق الإسلامية: القرامطة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net