صفحة الكاتب : ابو فاطمة العذاري

ان مع العسر يسر ....
ابو فاطمة العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال تعالى :
(( فإن مع العسر يسرا ))
هذه حقيقة إلهية فما أصاب الإنسان من عسرٍ سواء كان مادي أو معنوي فلابد من أن يلازمه يسرًا سواء كانت الملازمة آنية أو مؤجلة فانه لابد من وجود يسرٍ معقبٍ لذلك العسر .
والتلازم هذا تارة يكون من نتاج العسر ومرة يكون اليسر بما ينتجه العسر من فتح باب اللجوء إلى الله أو ذكر ه تعالى المؤدي إلى زيادة الرصيد الآجل أو التقريب العاجل .
أن جوهر هذا الامر هو اليقين من خلال انه كلام الله تعالى في إن العسر الذي يعترضنا ليس المراد الإلهي منه هو تعسير أمورنا لأنه تعالى يقول في اية آخرى :
( الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) فنفهم من ذلك إن العسر إنما هو الباب الأصلح في بعض الموارد لنزول العطاء الإلهي المتمثل باليسر سواء فهمنا هذا اليسر على انه اليسر الدنيوي أو اليسر الأخروي المصاحب للعسر الدنيوي .
فمن التفت إلى هذه الحقيقة قل جزعه في مواطن العسر لأنه على يقين من إن سبب العسر هو عطاء الهي بغير عمل إنما هو منة منه سبحانه عندها يرتقي الإنسان إلى درجة في سلم الإيمان ففي هذه الآية خير عظيم لأنها بشارة لأهل الإيمان بأن للشدة نهاية مهما طال أمده وهذه الآية تبث الأمل في نفوس المؤمنين ففي تكرارها توكيداً لوعود الله عز وعلا .
و اليوم المسلمون أحوج ما يكونوا إلى الاستبشار بهذه الآية حيث يعيشون الكثير من صنوف الإحباط والهزائم مما أدى إلى سيادة التشاؤم واليأس حتى ان الكثيرين يشعرون بانقطاع الحيلة والاستسلام وهي تتمثل بالشكوى الدائمة من كل شيء ، من خذلان الأصدقاء وتآمر الأعداء .
أن الآية تفند التربية التي قد تقوم ببث روح التشاؤم واليأس مما يورثه الإحباط واليأس حيث يفقد الثقة بكل ما حوله وتكون النتيجة البرم من كل شيء .
وهذه النظرة الخاطئة تفضي إلى معضلة منهجية كبرى ، هي عدم القدرة على مواجهة المعاناة كما تؤدي إلى عدم القدرة على إدراك السيطرة و القدرة بالتالي على التغيير أو تبديل.

تتعاقب الأحوال كما يتعاقب الليل والنهار ، .{ فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً } ، وإن الفرج مع الكرب ، وإن في رحم كل ضائقة بوادر انفراجها ومفتاح حلها ، وإن لجميع ما نعانيه من أزمات حلولاً مناسبة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو فاطمة العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/04



كتابة تعليق لموضوع : ان مع العسر يسر ....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net