صفحة الكاتب : وليد فاضل العبيدي

طاغية قيد الانجاز ح1
وليد فاضل العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأمة العربية تستحق شهادة الايزوا على صناعة الطغاة بامتياز .!!!!!
هذه الصناعة الوحيدة التي أجادتها الأمة العربية بامتياز والمفروض أن تقوم بإصدار شهادة الايزوا الدولية لها ..
فلا توجد امة صنعت طغاة مثل امتنا والتاريخ يشهد ويوثق ما كتبه الأدباء والشعراء ومادون المؤرخون .....
فهذا الشاعر (أبو العتاهية) يمتدح الخليفة العباسي (المهدي) قائلا:
أتته     الخلافة     منقادة ...  إليه   تجرجر  أذيالها
فلم   تك   تصلح   إلا له ...  ولم  يكن يصلح إلا لها
ولو  رامها   أحد   غيره ... لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات القلوب ...  لما  قبل  الله   أعمالها
وهذا الشاعر الأندلسي (ابن هاني) قد جاوز الحد في مدح (المعز ألعبيدي) حيث يقول:
ما شئت إلا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار
ومدحه في قصيدة أخرى يقول فيها:
وتلك المنشآت مواخراً ... تجري بأمرك والرياح رخاء
واليكم هذا الموقف مع مسعول غض البنية من أجلاف الناس تقلد منصبا  لم يكن يحلم به في آبائه الأولين ....!!!!!
بين تجاعيد الأيام وترهات الأحلام  يتخيل الإنسان نفسه قيصرا أو كسرى أو شيئا عظيما كبيرا ترتمي بين اضلافه الناس  فيسترخي ويمتطي صهوة الخيال ليعبر بها القصور وليحدد بها الطرق التي سيسلكها  ليرضي نفسه  ويهدئ من روعه ويقرب البعيد في حلمه ويبعد القريب  .
تتضاعف الأحلام وتتحول إلى هدف مقصود وغاية تستحق الصمود بوجه كل ماكان أو لم يكن موجود في واقع الحال وإنما رسمه وخطط له في جلساته المنعقدة بين أرداف  الأيام المنصرمة حتى تتضاءل الحقائق ويبدأ الوهم بالظهور على أفكار البطل  المنتظر والمغوار المقتدر . وياليتها تتوقف عند هذا الحد ..يسلك كل السبل ليقنع نفسه بأن ألاثم هو عمل صالح  وان من حوله يكيدون له المصائب ويحاولون  جرفه عن جادة الصواب .
اليوم وفي صورة لم أكن أتوقعها  رجلا من تفا هات العصر التي تقلدت المناصب وتصدت للمصائب لا ينفع أن يرعى شاة أو يربي دجاجا ....التهمته الغفلة .....وزجج عقله بالهيبة والسلطان..ولذلك ابتكر فكرة الحماية الأمنية  ...لايمشي إلا ومن حوله  عشرون أو يزيدون من قوم دججوا بشتى أنواع البساطيل المقندرة وأجهزة الاتصالات المسطرة على مكاتبهم عند دخول الموقع ولا تسمع إلا كلمة ؟ تقدم المقصود ..اجب ...علم ..
ونعود إلى طاغينا الجديد ..ما أن خرج من غرفته حتى ترى حشودا لاتعلم مرساها إلا بأمر ربي  ....فجئه! تعطل الباب ...ازدحم الجنود ومن يحيطون به على فتح الباب ومنهم من توغل بيديه الطويلتين من بين مؤخرات الموجودين ليتبرك تملقا بمس العتلة لعل الله أن يجعل فتحها فرجا له بإيفاد أو مكافأة لغير العاملين ...فالهبات على قدم وساق ..بمجرد الضحك بوجه...لقد تعلم أن لايبقى من ميزانية الدائرة إلا ما يسد الرمق .
ولا عجب أن نسبت له الأساطير ووثقت لها الكرامات في الأيام القريبة القابلة فهو يستهوي العامة ممن يفضلون إغلاق عقولهم وفتح أفواههم عند سماع الحديث. وكل أخباره يتلقفونها من حراسه وحمايته ..فليس من المعقول أن يكون فضا غليظ القلب معهم فهم دائرة الأمان الأولى لشخصه الغبي ...ومن يصدقها عليه أن يستغفر الله تعالى فقد صنع طاغية جديدا.  بكل جديد عن هذا الطاغية الناشئ في أحضان مجموعة من الأغبياء المستفيدين من طرطشاته  وهشهشاته التي ليس لها  داعي  غير الكذب على الواقع المرير الذي يحيونه والذي يحاول أن يتكيف عليه معهم  ..فهو قد بدأ يخطئ بحق العقلاء ويرتكب الحماقات ويمتطي العناد بكل بأس وصرامة وبلا رجعة ..
ترقبوا الطاغية الجديد في حلقاتنا المستمرة عن مسيرته النضالية التي نوافيكم بها من على شاشات  الحدث العراقي ..
من بغداد المنصورة 
2013-05-05
 
الطغاة من صنع الناس ..فالشعوب تسقط لا وعيها على انسان او مجموعة معينة تتوقع منها خيرا 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد فاضل العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/06



كتابة تعليق لموضوع : طاغية قيد الانجاز ح1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net