صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

ليس كل مره...تسلم الجره ..ايها الطغاة
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مبارك الذي تأخر كثيرا هذه المرة في (إعادة) صياغة خطبته (الجاهزة) ـ التي ألف أن يُدير بها الأزمات ، ويكبح بها جماح الغضب والإحتجاج الشعبي على سياساته ـ لم يكن يعلم بأن ظهوره من عدمه على شاشات التلفزيون أصبح سيان ، وأن وقع كلماته العتيقة لم يعد مؤثرا ، فالشعب تعلم الكثير من كل تجاربه السابقة مع التهدئة التي لاتأتي بأي نتيجة في تغيير فعلي لسياسات النظام ! .. وهوعازم هذه المرة على أن لايتم الضحك على ذقنه بلغة خطاب متكررة ومهدِّدة ومتوعدة بأسم حفظ النظام ، وبأسم الدستور والقانون ! .. وعازم أيضا على وضع حدٍّ لعبثية أصحاب القرار ومماطلتهم في النظر في إنشغالاته وقضاياه ! ..
ولعل أكبر مفارقة في المشهد المصري هي أن يتابع العالم المؤتمرات الصحفية للرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته والناطق بأسم البيت الأبيض ، وهم يتحدثون من خلالها بالنيابة عن الحكومة المصرية ، التي إكتفت بالتزام الصمت المريب والمقيت ! ..
تأخر مبارك في التوجه بخطاب تهدئة إلى شعبه الغاضب ، لكنه لم يكن ردا على المطالب الجماهيرية (التي تابع تطوراتها أول بأول) ! .. بل كان عبارة عن حلول ترقيعية معهودة ، ومحدودة مقتصرة على تقديم الحكومة كبشا إعتياديا لافتداء نظامه ، وإبعاد بعض المقرّبين وإظهار خصامهم كما هو الوضع الراهن مع الميليادير أحمد عز الذي قبل (الحزب الحاكم) إستقالته ؟! ..
لماذا إذن يُكابر الرجل ويدّعي الجبروت ، رغم أن صورته تظهر مقاومته الشديدة للعجز عن الوقوف مطولا على قدميه ! .. فالرجل يُكابر في إعلان حاجته إلى عكازه وحاجته إلى نظارات طبية تقيه الوقوع في الأخطاء الإملائية الفادحة والزلات الفاضحة من مثال : (إنني مُحتمِل) بدل (إنني أتحمل) ! ..
روبرت غيبس قال بأن الرئيس باراك أوباما لم يتحدث ولو تليفونيا مع الرئيس حسني مبارك بخصوص الوضع في بلده ! .. وطبعا الديبلوماسي الناطق بسم الإدارة الأمريكية لايدرك أنه بنفيه لأي إتصالات بين الزعيمين ، إنما هو يؤكد حدوث ذلك فعلا لكن بصورة سلبية لايستطيع التصريح بها أمام عدسات الكاميرات ، وأن رأي الإدارة الأمريكية واضح في دعمها لمطلب الشعب المصري في إسقاط نظام ترغب هي أيضا في إستبداله بآخر..لمصلحتها طبعا
إنكار غيبس لأي تواصل بين أوباما ومبارك ، يعني عدم توصل الطرفين إلى تسوية أمام إصرار مبارك على العناد والمكابرة عن تقديم إستقالته ، حفاظا على ما تبقى له من ماء الوجه ، ولإعطاء فرصة لأمريكا لزرع رجلها الجديد بعيدا عن مقصلة الغضب الشعبي ، بالتالي سد كل المنافذ في وجهها لاستكمال مسيرة فرضها لوصايتها عليه ، فيما لو كان صاحب الفضل في إسقاط النظام كما حدث بتونس ! ..
مسار الأحداث أصبح يتضح مع مرور كل دقيقة من عمر الأحداث ، وأصبحت الرؤية تتبلور حول مصير النظام الذي يبدو أن الشعب عازم على الإستمرار في تشييعه بالصرخات والشعارات الكثيرة ، التي لم تسلم حتى دبابات الجيش منها (والتي كتب عليها) وكلها طبق الأصل : (فليسقط مبارك) ...
العراق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/04



كتابة تعليق لموضوع : ليس كل مره...تسلم الجره ..ايها الطغاة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net