العراق ... سفينة كثُر ملّاحُها...
فلاح السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فلاح السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يطلق البعض حين يصف الساحة العراقية بأنها ساحة معقدة لا يمكن الإصلاح والتغيير فيها مهما حصل وذلك نتيجة لما تمر به من النكبات المتوالية على مر العصور والأزمنة ويصف الناس فيها بأنهم ليسوا أهل إرادة ولا عزيمة وذوي همم ضعيفة... فهل ينطبق هذا الكلام على الساحة العراقية اليوم وعلى الشعب العراقي الجريح الذي تحمل الآهات والويلات وعاصر الأزمات ...؟
الجواب على ذلك ربما ان الحال الذي يمر به أبناء هذا الوطن هو حال مختلف عن بقية أحوال الشعوب على الأرض من خلال عدة أمور:
أولها: كثرة الخيرات التي المتوفرة على أرضه مما يجعله عرضة للطامعين من الخارج والداخل وكذا موقعه الإستراتيجي الذي يحظى به.
ثانيها: الحروب المتوالية التي مرّ بها على مر التأريخ والإحتلال الكثير من دولة لأخرى تتعاقب عليه مما عرقل حركة التقدم ونقص الوعي وقلة التثقيف وتفشي مظاهر التخلف.
ثالثها: التغيير المستمر لنوعية الرؤساء الذين حكموا العراق مما يعطي تجديدا لكل حاكم بفرض ثقافته التي يأتي بها على هذا الشعب الجريح فمن حكومة إلى أخرى من عهد الاحتلال إلى عهد الملوك إلى الحكم الجمهوري إلى الحكم البعثي إلى الحكم الجديد حكم الديمقراطية والحرية المدعاة.
رابعها: الكسل الذي يكاد يعم الطبقة المثقفة من القضاة والمعلمين والأساتذة الجامعيين وبقية المسؤولين في ممارسة عملية التثقيف وبث الوعي وترقية عقول المجتمع إلى الحد الذي يعطيهم الدافع للاعتراض وتغيير الفساد.
خامسها: الثقافة الجهتية التي حصر الفرد العراقي فيها نفسه حيث ترى الفرد العراقي يشعر بأنه لا وجود له إلا بإنضواءه تحت جهة معينة من الأحزاب او التيارات أو الحركات فيفقد بذلك حرية الرأي ويكون محكوما برأي الجهتية التي لا تسعى إلا لمصالحا على حساب الأفراد.
بين كل هذه الظروف يعيش الفرد العراقي ليشكل مجاميع متعددة كل مجموعة منه تجعل لها قائدا تسير نحوه فبذا يتعدد القادة ويتشتت الشعب وفي تشتته يحصد ضعفه الذي يعطي للآخرين السيطرة عليه والتحكم فيه وفي إرادته التي ينبغى ان يكون حرا فيها ...
فليتنبه أفراد شعبي على ما هم فيه وليكونوا احرارا يعيشون على ارض الرافدين كفرد واحد ولا يجعلوا من أنفسهم عبيدا لغيرهم ...
فغيرهم يعيش وهم نحو الموت يسيرون ولكي لا يصدق عليهم ما يقال من أن (( الشعوب تصنع الطواغيت)) فيظلموا أنفسهم بما صنعوا فلا معصوم غير المعصوم ولا إله غير الله تعالى ...
والسياسة أفعى تلتهم الناس والأخلاق والإخلاص لتحقق ما تريد عن طريق الفقراء الذين كما يقول احد البرلمانيون ( نأخذ منهم الأصوات وبعد المناصب ندحرج الفقراء من الدرج)
فيا لله من هذا الفعل وهذا الإستصغار بهذا الشعب..
F_m1333@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat