صفحة الكاتب : علي سالم الساعدي

هـــايــهــيـــة !!!
علي سالم الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

من خلال استطلاعات بسيطة لأحاديث المواطن العراقي التي أعتاد الجميع على تكرارها . كلمة (هايهية) لا اعرف معناها في الأصطلاح واللغة . كما ولا يعرف مصدرها الأصلي الذي جعل الجميع ينطقها دون ترددلــو كـــان (الــســـيـــن) رجـــلاً لــشـنـقـــت قــائــلــه !!!

 .

حتى أصبحت هذه الكلمة عرفآ سائدآ في مجتمعنا . ففي العرف تعني الرضا والقبول, أو التنحي جانبآ حيال قضية أشبه بالمحالة . لا حل لها سوى الهايهية!!! بحثت كثيرآ في قواعد اللغة العربية ولم اجد لها معنآ  . 

فراجعت كتب التاريخ وبقية العلوم الاخرى, لم يعرف لها مصدرآ صريح . فهي كلمة مؤنثة لها مدلولات بحاجة الى وقفة وتأمل لان مصدرها مؤول من شعب سأم الحياة .

( ومـــن ســـأم الــحــــيـــاة طـــاب لـــه ألـــمــمـــات )

رغم كل معاني الجور واليأس الذي يعيشه المواطن . جعله يبتكر مصطلحات جديدة, لا يعلم معناها سواه  ( فالـمـعـنــى فــي قـلــب الــقــائـــل )  .

فبعد الخوض في غمار حديث الكلمة وجدت لها بعض التعابير او الجمل التي تكررت في الاونة الاخيرة . 

( شنو البيدنة نسوي هايهية ... يمعود شنو الي تغير هايهية ... واني شعلية هايهية ... هايهية سد الموضوع ... وين متوصل خل توصل هايهية ... خليها غير وقت هايهية )

وهذهِ الجمل هي التي اودت بالوطن الى الهاوية . ولم يعرف مصيرآ لنا حيال التطلع الى المستقبل القريب او البعيد . فمصير الجميع الى المجهول, بسبب انهيار الروح الوطنية للسواد الاعظم من العامة. وقلة الشعور بالأنتماء الشخصي للتراب المقدسة .

ومجمل هذه الانتكاسات التي اصبحت عائقآ حقيقيآ للوطن تحل من خلال تعزيز ثقافة المواطنة . وتقوية العوامل الأيجابية التي يمكننا العمل عليها وتطويرها في الأيام القادمة . 

ناهيك عن تعزيز روح الأنتماء لهذا البلد من خلال استعراض التأريخ الحافل بالأنجازات . وهنا سيظهر لدينا المعدن الاصيل الذي من شأنه ان يتجه بالعراق نحو خارطة طريق معبدة للأزدهار . 

وهذا لا يأتي أعتباطاً . بل بسلسلة من الاجراءات  ستصل بمجملها  الى ركب التنمية والتقدم . لعل أولها ثورة فكرية لجميع المواطنين واطلاعهم على اللاعيب التي يمتهنها رواد الفن السياسي ,وخبايا التدليس في العملية السياسية من بعض المسؤولين .

كي يعي الجميع من هو المقصر في الفترة السابقة ومن هو صاحب المشروع الوطني الذي يريد بالوطن ان يكون دولة عصرية عادلة . ومن الذي خدم الوطن والمواطن .

ومن هنا سيعلم الجميع الغفوة والسبات العميق الذي جعل منهم خارج نطاق الخدمة الوطنية . وجعلهم بعيدين عن الواقع والعمل على ارجاع بريق الوطن للقمة .

. فالنبتعد عن الاتكال ونبدأ نحن بالمبادرة الى الخلاص . فأزدهار بلاد وادي الرافدين لا يأتي الى بنهضة ابطالها الذين عزموا ان يكونوا دعاتآ صالحين لتوعية الجميع وتنويرهم . كي يضع الركب على السكة الصحيحة

ومن هذه السطور سنضع بديل كلمة اليأس والتنحي عن المسؤولية كلمة هي من تعيد بريق الأمل للعيان وهي ( نحن :: نحن ) نحن من سيعمل على خلاص الامة من الأضطهاد 

كما ونحن من سيبادر من اجل اراحة اخي في الدين والوطن . ونحن من سنبذل الغالي والنفيس من اجل عراقٍ خالي من الأرهاب والمفخخات . وهذا يأتي بالتعاون الجاد ولغة الحوار التي نفتقدها مؤخرآ

( تــعـاونــوا عـلــى الـــبـر والـتـقــوى ولا تــعـاونـــوا عـلــى الاثــم والــعــدوان ) 

ولا اعتقد ان هناك بر اكثر من العمل في سبيل انجاح مستقبل الوطن سواء بالقليل او بالكثير ( لا يكلف الله نفسآ الى بوسعها ) ولا نريد  العمل بالأعجاز بل بالتكليف .

نكتفي بالتكليف لأنه افضل من الأيهام واللاشيء . الذي اصبح اللاشيء كالفايروس الذي اصاب جميع المواطنين . ولا عمل سوى ازالته والعمل على تقوية النواحي الأيجابية من جديد 

فهبوا يا رجال الوطن الصادقين لقيادة الوطن ووضع من يمثلكم بالموضع الصحيح والخيار الأصح كي لا نخطأ ثانيتآ, ونقول ياريت الي جرى لم يكن ولا كان

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي سالم الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/15



كتابة تعليق لموضوع : هـــايــهــيـــة !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net