صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

أستفتاء الى الشيخ القرضاوي ! هل يحاسب الله تعالى أمير قطر ( حمد ) يوم القيامة ؟
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أوجه أستفتائي هذا الى مفتي المجاهدين المسلحين الشيخ القرضاوي ، بأعتباره من كبير وعاظ السلاطين اليوم ، سيما وأنه يعتبر أمير قطر بمثابة خليفة المسلمين ، أو ولي أمرهم ، ومواقف الأمير معروفة في تقديم الدعم المادي والمعنوي للسلفيين أصحاب الفكر التكفيري ، و( للمجاهدين ) الذين يقتلون المسلمين الاخرين ، بمختلف وسائل القتل الحديثة والقديمة ، مثل السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة ، وذبح ألأسرى من المدنيين أو العسكريين بالسيف ( الأسلامي المقدس ) ، وطلبا للثواب أكثر! لابد من فصل الرأس عن الجسد وعرضه أمام الكاميرات الجهادية ، مثل كاميرا  الجزيرة أو العربية أو الشرقية أوالنهرين أوغيرها من الكاميرات ، كي تقرّ عين ولي أمر المسلمين ( حمد ) ، وتقرّ عين الشيخ القرضاوي مفتي الجهاديين   وتقرعيون الجهاديين التكفيريين الآخرين في أنحاء العالم الأسلامي ، ومواقف الولي ( حمد ) والشيخ ( القرضاوي ) تشهد بها ساحات العراق وسوريا ولبنان والبحرين وليبيا وتونس ومصر واليمن وغير ذلك من البلدان الأسلامية التي هي تحت رعاية  ولي أمر المسلمين ( حمد ) وفقيه الولي الشيخ ( القرضاوي ) ، وأبتدعت هذه الأيام طريقة جديدة في ( الجهاد ) ، ولو أنّ هذه الطريقة لها جذورها التأريخية ، وأول من أسسها الشيخة هند أم معاوية بن أبي سفيان ، أذ أقدم أحد ( مجاهدي ) النصرة المدعومين من الولي ( حمد ) وأسرائيل ، على قتل أحد الجنود السوريين ، فشق صدره وأخرج قلبه ومضغه نيئا ، وبذلك لم يخالف سنة سيدته هند عندما مضغت  كبد الحمزة عم النبي نيئا بعد أستشهاده في معركة أحد .
أستفتائي الآن الى الشيخ القرضاوي : هل يحاسب الله تعالى  يوم القيامة أمير قطر  (حمد ) ؟ 
ربما يعتبر البعض سؤالي هذا أعتباطيا ، أو تندريا ، أستطيع أنْ أقول أن هذا السؤال تأريخي ، فقد طرح هذا السؤال لأول مرة من قبل أحد خلفاء الأمويين وهو:
( يزيد بن عبد الملك ) ، أذ أستفتى هذا الخليفة ألأموي فقهاءه : 
هل يحاسب الله تعالى الخلفاء يوم القيامة على أفعالهم ؟
أفتى أربعون ( فقيها ) من وعاظ السلاطين في عهده ، بأنه لا حساب على الخلفاء يوم القيامة ، فقهاء وعاظ السلاطين اليوم ، يعتمدون على فتاوى السلف ( الصالح ) ، وسلفهم الصالح فقهاء السلطة في التأريخ ، أذ يفتون لسلاطينهم بما يشتهون من الفتوى ، ويطمئنون سلاطينهم أن لا حساب عليهم لأنهم أولياء الله على الأرض ، فيطلقون أيديهم في أنواع الجرائم والموبقات ، لأن ولي الأمر يعمل ما يراه صالحا لرعيته ، حتى لوأصدر حكمه وهو مخمور .
كان الخليفة الأموي او ألعباسي أو العثماني ، يعمل من أجل كرسيه فحسب ، ويسفك في سبيل ذلك الدماء ، كي يتفرد في الحكم ويحكم الملايين من الناس حسب هواه  ويصرف أموال المسلمين ، حسب ما يريد ويشتهي من دون أنْ يحاسبه أحد ويدعمه في ذلك وعاظ السلطة  ، ولا همّ له غير أنْ تطيعه الجماهير مهما يعيث في الأرض فسادا ، والّا فالسيف هو الحكم ، أذ تقطع رقاب المعترضين بالطريقة الأسلامية الحلال ، والفتاوى جاهزة لتجعل سفك دماء الناس حلالا وتقربا الى الله ، والويل لمن يعترض على حكم ( ولي أمر المسلمين ) ، حتى لو كان فاسقا فاجرا ظالما سفاحا  هذه الثقافة الأستسلامية وليست الأسلامية هي المتوارثة من العهد الأموي وحتى نهاية حكم الدولة العثمانية ، ولا زالت هذه الثقافة هي السائدة في عقول شيوخ التكفير الذين يسفكون دماء الأبرياء من المسلمين اليوم .
أمير قطر ( حمد ) أحد ولاة المسلمين بالمنظور الفقهي لشيوخ التكفير ، وهو لا يختلف عن خلفاء الجور في التأريخ ، ومعه السلاطين الآخرين ، لكن الخليفة في قطر يزيد على خلفاء الجور في التأريخ ويتميز عنهم بشيئ ، وهو أن سلاطين الجور والظلم في التأريخ يعملون لأنفسهم فحسب ولأولادهم الذين يرثون الحكم من بعدهم  الا ان الولي ( حمد ) يزيد عنهم في الصفات والدوافع ، فهو يتصف بصفة سلاطين الجور الذين يعملون لأنفسهم ، أضافة أنه الخادم المطيع لليهود الصهاينة في فلسطين  أذ يعمل بجد وأخلاص لأرضائهم ، وتنفيذ أجنداتهم على الأرض ، ويصرف المليارات من دولارات نفط الشعب القطري ،  لتحقيق هذا الهدف من غير حساب أو رقيب ، وهذا الدافع هو الذي يتميز به عن سلاطين الجور في التأريخ .
 على ضوء هذا المعطيات نسأل كبير شيوخ وعاظ السلطان ( القرضاوي ) السؤال التأريخي الذي سأله يزيد بن عبد الملك الى ( فقهاء ) عصره :
هل يحاسب الله تعالى الأمير ( حمد ) يوم القيامة ؟! 
أذا اردنا أن نستشف جواب الشيخ القرضاوي ، نعتمد على معطيين الأول تأريخ الفتوى لفقهاء السلطة ، والثاني سيرة وتأريخ وفكر الشيخ القرضاوي ، فهو من فقهاء السلطان بأمتياز، ويمثل الفكر السلفي التكفيري خير تمثيل ، هذا الكلام بالنسبة للشيخ القرضاوي ربما يعتبره مديحا ، ويفتخر بهذا التوصيف ، وهذا أمر يخصه ، الذي يخصنا أن نستشف فتوى القرضاوي بناء على المعطيين السابقين أرى أنه سيفتي أن الله لن ( يحاسب ) أمير قطر ! بل على العكس سيثيبه لأنه يقدم خدمة للأسلام والمسلمين ، وهذا الجواب هو ما يبحث عنه أمير قطر ( حمد ) ويريده ، وبحث عنه سابقا الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ، فوجد جوابه عند أربعين ( فقيها ) من فقهاء السلطان .
 طبعا هدف الخليفة الأموي أو العباسي أو العثماني هو حمل الناس على الطاعة فحسب ، ولا يحمل الحاكم الطاغوت في التأريخ ألأسلامي أكبر من هذا الطموح لكن الخليفة ( حمد ) طموحه اليوم أكبر من ذلك بكثير ، فهو يريد الطاعة العمياء ، ويريد أيضا خدمة أسرائيل على أحسن ما يرام ، أمير قطر يعمل وكيلا للصهيونية في المنطقة ، ويبذل مليارات الدولارات من أموال الشعب القطري لهذه المهمة  وعلاقته الرسمية والخاصة ممتازة مع أسرائيل ، وقد أكد المسؤولون الأسرائليون ذلك  وأكدته ليفني رئيسة وزراء أسرائيل السابقة أيضا ، من خلال زياراتها المتكررة لسمو الأمير ، وما دعم أمير قطر للجهاديين التكفيريين ألا تحقيقا لهذا الهدف ، لأن أمير قطر والتكفيريين يسعون جميعا لتحقيق هدف مشترك هو خدمة الكيان الصهيوني ، من خلال تمزيق وحدة المسلمين على أساس طائفي ، وتحويل الصراع من أسلامي صهيوني ، الى صراع أسلامي أسلامي ،  والغاية النهائية تطبيع العلاقات مع أسرائيل ، وبيع فلسطين لليهود الصهاينة الذين تجمعوا من دول شتى  هذه هي مهمة أمير قطراليوم يعاونه سلاطين الحكم في المنطقة ، مثل السعودية وتركيا أردوغان ، وسلاطين آخرين في السر أو العلن ، ومعهم وعاظ  السلاطين مثل الشيخ القرضاوي .
مهمة قطر والسعودية وتركيا الأردوغانية تصفية المقاومة الحقيقية التي تقف بوجه أسرائيل ، وتنفيذ المشروع الأمريكي ألصهيوني لتقسيم البلدان العربية الى دويلات صغيرة على أساس طائفي ، بحيث لا تشكل خطرا في المستقبل على الكيان الصهيوني ، وهذا هو مشروع كيسنجر القديم ، الذي أحياه بايدن أثناء الغزو الأمريكي للعراق ، واليوم يريد تطبيقه المسلحون التكفيريون في سوريا ، والتكفيريون والبعثيون في العراق ، الذين أستغلوا تجمعات الأنبار لتحقيق هذا الهدف  أذ تسللوا داخل صفوف المعتصمين لتحقيق أهداف ثلاثي الشر ( تركيا ، السعودية قطر ) ، بدفع من بعض السياسيين العراقيين المرتبطين بأجندة محور الشر . 
هذه الفوضى الارهابية الدموية الطائفية ، التي يقودها أمير قطر بالتعاون مع السعودية وتركيا ، تأتي خدمة لأسرائيل وأمريكا ، أما فقهاء البعث والتكفير فيعتبرون عمل أمير قطرهذا جهادا وتقربا لله تعالى ، وبناء على هذه المعطيات وجهنا أستفتاءنا الى الشيخ القرضاوي ، ونأمل منه أن يجيب ، سيما وأنّ القرضاوي هو ( الفقيه ) الأقرب الى أمير قطر ، فهو مفتي البلاط الأميري ، وتكريما لدوره منحه الأمير الجنسية القطرية ، وللعلم فأن من هوايات القرضاوي هذه الأيام جمع أكبر عدد من جنسيات بلدان مختلفة ، وآخر جنسية حصل عليها هي الجنسية الفلسطينية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/23



كتابة تعليق لموضوع : أستفتاء الى الشيخ القرضاوي ! هل يحاسب الله تعالى أمير قطر ( حمد ) يوم القيامة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net