صفحة الكاتب : حسين الركابي

جهاد النكاح ونكاح الجهاد!!!!
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لابد لنا من معرفة أو الخوض في أمرين مهمين في حياة الفرد المسلم،  احدهما لا يقل شئنا عن الأخر كون الاثنين يصبن في بناء وحرية المجتمع،  وان اختلف احدهما عن الأخر بالتطبيق وكثير من الأحاديث وضحت مدى أهمية هذين الأمرين.  
الأمر الأول:  الجهاد في سبيل الله حيث قال تعالى (فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) تلك الشعيرة التي فضلت على باقي الإعمال السماوية يراد منها تحقيق أمر في غاية الأهمية أو معالجة أمر ينذر بخطر على الأمة من اجل ان تعيش الأمة حياة حرة وكريمة.  
كثير ما  يتبادر إلى الأذهان اليوم حينما يسمع الجهاد يتصور في ذهنه الموت فقط،  وإنما المفهوم الصحيح لهذا الأمر هو لإحياء الحق والعدل حتى يعيش الإنسان بحرية وكرامة ويتخلص من العبودية التي كانت تحكم وتحجم حرية الإنسان،  وهذا الأمر الخطير لابد ان يكون مناط بالحاكم الشرعي وحده الجامع للشرائط ولا يكون مثل هكذا أمر يتعلق بأرواح  الناس بيد عامت المجتمع أو بيد أصحاب الفتاوى حسب المصلحة الشخصية. 
نستقي من قول الإمام الحسين (عليه السلام ) في العاشر من محرم عندما اراد ان يوضح للقوم حقيقة ما جاء به من إصلاح بعد ان استشرى الفساد والظلم وسلبت الحقوق قال  (ما خرجت أشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صل الله عليه واله) 
الأمر الثاني:  وهو الزواج وقال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.) إذن أمر النكاح( الزواج ) بالشكل الشرعي والصحيح إلى تكاثر وتعدد الطوائف والأديان والقوميات وبنائها بناء صحيح،  وضمن الأطر الشرعية والقانونية ولأخلاقية وقال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) حتى لا يكون الأمر متعلق بالغريزة الحيوانية فقط وإنما هو بناء شعوب وأمم.  
إما اليوم وفي ظل هذا الكم الهائل من الفتاوى التي تصدر من شيوخ الردة ووعاظ السلاطين، الذي يصدرون بين الليلة وضحاها عشرات أو مئات الفتاوى التي من شئنها ان تولد الانحطاط والفوضى في المجتمعات والنيل من كرامة وحرية الإنسان،  والمرأة بالذات وجعلها لقضاء الحاجة وإلغاء دورها الكبير في بناء المجتمع،  وهي إلام،  والزوجة،  والأخت،  والبنت،  وحصرها ضمن دائرة غريزية كما اصدر العالم السعودي (محمد ألعريفي)  حيث أفتى بوجوب ذهاب الفتيات المسلمات إلى سوريا،  لجهادهن بفروجهن للمجاهدين العرب كما اسماهم،  هذه الفتوى تعدت كل الأمور الإسلامية وتجاوزت القيم الأخلاقية والإنسانية،  إصدار مثل هكذا فتاوى ما هي الى امتداد الى اؤلئك الذين عاشروا الرسول صل الله عليه واله ستة أشهر ونقلوا عنه خمسة عشر الف حديث...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/29



كتابة تعليق لموضوع : جهاد النكاح ونكاح الجهاد!!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net