صفحة الكاتب : محمد ناظم الغانمي

والدي أفضل سياسي في العالم...!
محمد ناظم الغانمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لطالما سمعت كلمة سياسة منذ نعومة أظافري , وكنت لا أعرف معناها , سيقول أحد القراء وهل كان أحد يعرف أو يتكلم بها في زمن الطاغية !, لا ياعزيزي , السياسة التي أتكلم عنها سياسة من نوع خاص ومباحة في كل الأنظمة , وهي سياسة المنزل !, والمنزل هو الدولة المصغرة التي نعيش أحداثها كل يوم .
تبدأ معرفتي بالسياسة من مجرد كلمات عابرة كنت أسمعها من والدي حين يتكلم مع والدتي , التي كانت تعقد معه أجتماعها الدوري كل مساء لتخبره بما حصل ليومها القاسي , حيث كنا نسكن في بيت ( جدي رحمه الله ) والد أبي,  وكان بيت العائلة يضم ثلاث أخوة ( عمامي ) عمي الأكبر ووالدي الأوسط وعمي الأصغر , حيث أن والدتي هي ( الغريبة ) , ونساء أعمامي ( خوات ) .
وهنا يبدأ الصراع بين نساء ( عمامي ) ووالدتي بأعتبارها لا تنتمي لهم , فكانت تخبر والدي أنهم يعاملوها بقسوة وتهكم وينظرون لها نضرات ( حقد ) في بعض الأحيان منذ أن تزوجها , وأصبح الوضع لايطاق , فيجيبها والدي : ياعزيزتي ( أخذيهم بالسياسة ) , فتقول والدتي كيف ( آخذهم بالسياسة ؟ ) , فيبتسم ويقول لها تصرفي معهم عكس مايفعلون !, يعني أذا كنتي مستائة منهم تصرفي على أنك غير مستائه أصلا" وأجعلي الأبتسامة لاتفارقك أمامهم , وساعديهم في أمورهم الخاصة , وتكلمي معهم دائما", وحاولي التقرب منهم شيئا" فشيئا" حتى وأن كنت غير راضية عنهم في داخلك !, فتتعجب والدتي وتقول كيف افعل هذا فأنا غير مقتنعه وهم ( يغثوني ) بتصرفاتهم !, فيقول والدي نعم السياسة تتطلب ان تتمتعي بصدر رحب ( وخلك ) وتقدمي التنازلات أمام الأغلبية !,  فهم أغلبية وأنتي وحدك ! وسينتصرون عليك أذا دخلتي في حرب معهم , هنا تقول والدتي هم يضايقون ولدي ولا يحبوه ( يكرهوه )! , فيقول والدي الست تضربيه في بعض الأحيان أذا أساء ؟ فتقول نعم أفعل , فيقول لها دعيهم يقوموا بالمهمة وأعتبريه أبنهم ! وحتى اذا ضربوه فهم ليسوا بغرباء فهم أهله ! فلا يهم أذا صرخوا عليه أو ( طردو من الغرفة مالتهم ) , ويعود لمفردته التي لاتفارق لسانه ويقول وهذه ايضا" سياسة !, وهنا يقترح على والدتي مقترح جميل ويقول لها : سأبادر الى وضع ميثاق سلام بينك وبين نساء أخوتي ( بطريقتي ألخاصة ) , ولكن عليك أن تسيري على ضوء المبادرة ! وبشرط أن تتحملي كل التبعات ! هنا بعد ( صفنة طويلة ) تهز رأسها والدتي بالايجاب .
وفي الصباح بعد مباحثات طويلة من الليلة الماضية , تجلس العائلة مجتمعة ككل يوم على مائدة الأفطار ( واللمة العراقية الحلوة ) , فيقول والدي بكل هدوء وأبتسامة عريضة  ( الله لايحرمنه من هاللمة الحلوة ) , ثم وجه  الكلام الى نساء ( عمامي ) البارحة لم تنفك (أم محمد) من مدحكن حتى تصورت أنكن أعز على قلبها مني !, فهنيا" لكن هذا الحب , هنا تعلو علامات التعجب على وجوههن !!, ولم أسمع ألا همسات ( وأحنة شعدنه غير العزيزة )!! , بعد أنتهاء الفطور ذهب الرجال الى أعمالهم , وأذا بالنساء تتقرب من والدتي تدريجيا" والأسلوب تغير تماما" , وساد جو من الألفة والمحبة وكأنهن أحسن بضلمهن لوالدتي !, لأنها كانت لاتخبرهن بأستيائها منهن بل تخبر والدي فقط ! .
وبعد تجربة السياسة الناجحة ونجاح ( الخطة ) أستمرت العلاقة رائعة جدا" بين النساء وتغير كل شيء جذريا" ( حت أنام بغرفتهم ميحجون وياي ) , وأصبحت والدتي تجلب لهن الهدايا عندما تذهب الى ( الزيارة) أو التسوق , وهن يفعلن المثل , وأصبحت أختهن الثالثة ,  ويعود الفضل هنا الى صاحب المبادرة الرائعة والسياسي المحنك ( والدي ) .
أستنتج من هذه السياسة الرائعة أن أساس التآلف والحب والعيش تحت سقف واحد هو المبادرة , وتقبل المبادرة , والحوار , وتقبل الآخر , وتقديم التنازلات , ونبذ الخلافات البسيطة , ومراعاة المصلحة العامة, وزرع الكلمة الطيبة , لكي يتم تجنب التفكك الأسري والأنقسام , وأتمنى أن تطبق هذه السياسة ألبسيطة في بلدي الحبيب العراق , لكي نتجنب الأنقسام , والقتل من قبل الأرهاب الكافر , ونقارب في وجهات النظر , ونجعل من العراق بيت كبير نعيش تحت سقفه بحب وأمان , ويجب أن نستمع لمن يبادر لتوحيد كلمة العراق ولم شملهم وتطبيق هذه المبادرة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد ناظم الغانمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/01



كتابة تعليق لموضوع : والدي أفضل سياسي في العالم...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net