صفحة الكاتب : علاء كرم الله

الأردن أحقاد وأطماع لن تنتهي؟! أحداث السفارة العراقية في الأردن
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل الخوض في تفاصيل ماجرى في أحتفالية السفارة العراقية بالأردن  في المركز الثقافي الملكي الأردني، بمناسبة العيد الوطني السنوي لضحايا المقابر الجماعية بتاريخ 23/5/2013 ، أقول لم أتفاجأ بالموقف الأردني الرسمي والشعبي على السواء !وما حمله من كم هائل من الحقد والكره على العراق وشعبه، ولأن الشعوب على دين ملوكهم كما يقال! فلم ألمس أية فرق بين ملكهم ومواطنهم العادي فيما يكنونه للشعب العراقي من كره دفين!! وقد تجلى ذلك بوضوح في ردة الفعل على أحداث السفارة العراقية في الأردن والذي سنأتي على ذكره بالتفصيل. فأهل الأردن لهم أخلاقية غريبة وعجيبة قد يتفردون بها عن باقي الشعوب العربية، فأخلاقهم قريبة الشبه بتصرفات القرود! فان أعطيت القرد شيئا ما وضع يده على رأسه وأن لم تعطه وضع يده على مؤخرته وضرب بها عليك!!، والأردن منذ نشأتها في اربعينات القرن الماضي كدولة كانت ولا زالت تعيش على الصدقات ومعونات الدول!، حتى أن ملكهم الراحل (ملك حسين) كان واحد من عشر رؤوساء دول في العالم يتقاضون رواتبهم من المخابرات الأمريكية!!( محمد حسنين هيكل- كتاب/خريف الغضب)، أما عن مواقف الأردن  وعمالتها لأمريكا و لأسرائيل!! فمعروفة حتى قبل تطبيع العلاقات بينها وبين أسرائيل!. فعندما قررت مصر توجيه الضربة المباغته لأسرائيل وأعلان ساعة الصفر في حرب أكتوبر عام 1973أتفق القادة العرب على عدم أشراك الأردن بالخطط السرية وترتيبات المعركة خوفا من أبلاغها لأسرائيل من قبل ملك حسين!؟، حيث كانت (كولدا مائير) تستأنس برأي ملك حسين في مايخص أمور العرب وكان لا يبخل بأعطائها الرأي السديد في ذلك!، فعندما سألت (كولدا مائير) ملك حسين عن أوضاع العرب وترتيباتهم وهل أنهم  سيحاربون بعد هزيمة 1967 وكان ذلك قبل حرب أكتوبر1973 بأشهر، كان يقول لها أنا قلق من تحركهم!! وأنصحكم بأخذ الحيطة والحذر!، وعندما وقعت حرب  أكتوبر ونجحت الجيوش العربية في أستثمار عنصر المفاجأة وحققت مصر بعضا من النصرفي حربها تلك، عندها أعتذرت (كولدا مائير) من الملك حسين لأنهم لم يأخذوا بنصيحته ويحذروا من العرب!!( المصدرالسابق- خريف الغضب – محمد حسنين هيكل) والعراقيين رغم طيبتهم المعروفة لم ينسوا ما فعل الأردنيين بهم بعد أحداث حرب الكويت وأزمة الحصار الأقتصادي الذي فرضته أمريكا وليس الأمم المتحدة على العراق! كيف أرادوا ذل العراقيين العاملين لديهم بعبارة(يعطيك العافية)!! بدون أن يعطوهم أجورهم  بعد شهر كامل من العمل!، فهم من ملكهم الى أصغر مواطن فيهم بؤرة الخسة والنذالة والعمالة والشيطنة، وهم السوسة التي نخرت بالجسد العربي وأعتاشت عليه وعلى مصائبه منذ اربعينات القرن الماضي ولحد الآن!!، والكل يعرف موقف الأردن تجاه العراق من بعد سقوط النظام السابق في 2003 عندما أصبحت ملاذا آمنا لكل البعثيين الهاربين وأولهم (رغد) أبنة الرئيس العراقي المعدوم وباقي العائلة  ولكل مجرمي الحرب الأهلية بالعراق من أمثال أسعد الهاشمي وعبد الناصر الجنابي والطائفي المقيت عدنان الدليمي وهيأت  لهم كل الأجواء الآمنة والأمنية للتحرك والتخطيط والتنسيق مع تنظيمات القاعدة! والكل يتذكر كم شهد الطريق الدولي الذي يربط بغداد بالأردن من حوادث أختطاف وقتل على الهوية المذهبية للكثير من العراقيين ( أن كانوا مسافرين عاديين أو حتى موفدين أو من أشتركوا في دورات بالأردن!!) حيث كان الجهات الأمنية تخبر تنظيمات القاعدة عليهم!. فقد وقفت الأردن بالضد من توجهات وتطلعات العراقيين بعد سقوط النظام السابق ولم تألوا جهدا بتدريب الأرهابيين وأرسالهم للعراق! ولربما يتذكر العراقيين المجرم الأرهابي الأردني (رائد البنا) الذي قام بعملية انتحارية في محافظة بابل في 28/شباط/2005 أدت الى مقتل 118 وجرح 126 عراقي!!، وما كان من أهالي الأردن الأنجاس في مدينة (السلط) ألا أن أقاموا له عزاء كبير بأعتباره شهيدا!!وكان الموقف الحكومي واضحا ومنسجما مع رؤية الشعب! حيث حضر الكثير من أعضاء البرلمان الأردني وقدموا العزاء لوالد(رائد البنا) المفتخر بالعمل البطولي لولده!!، كذلك نذكر من مواقف الأردن القذرة تجاه  العراقيين بعد سقوط النظام  السابق هو سؤالهم للعراقي القادم أليهم في دائرة الجوازات ( أنت شيعي لو سني)! ثم أزدادوا حقدا وكرها للعراقيين وتطور السؤال الى (أنت مسلم لو شيعي)! فالشيعة بنظرهم كفار!!؟. والحقد الأردني على العراق وشعبه يعود الى  ثورة تموزعام 1958! حيث أسقطت الثورة النظام الملكي في العراق وقتل الملك المرحوم فيصل الثاني خطأ بتهورمن أحد ضباط الثورة( الملك المرحوم فيصل الثاني هو أبن عم الملك حسين ملك الأردن)، ويقال والعهدة على من قال بأن الملك حسين من شدة تأثره لمقتل أبن عمه الملك فيصل الثاني قال والله (لأجعل في بيت كل عراقي عزاء) وبغض النظر عن مدى صدقية الرواية، فقد كان للملك حسين ملك الأردن الراحل الدور الكبير في دفع الرئيس العراقي السابق (المجنون صدام حسين) بأستمراره بالحرب مع أيران طيلة ثمان سنوات والتي راح ضحيتها مئات اللألاف من العراقيين وفعلا كان هناك عزاء في بيت كل عراقي!! بالمقابل  جنت الأردن من وراء تلك الحرب الكثير الكثير من المكاسب الأقتصادية!! والكل يتذكر كيف كان يسحب الملك حسين حبل المدفع لضرب أيران في جبهات القتال!!. والأردن التي نراها اليوم متحضرة جميلة متمدنة بنيت من خير العراق ودماء شبابه!! حيث كان يحرص الرئيس العراقي السابق الحاقد على العراق وشعبه!! بتزويد الأردن بالكهرباء بالوقت الذي كانت بغداد تغط في ظلام دامس وكان ذلك في تسعينات القرن الماضي عندما كان العراقيين يأنون من وطئة الحصار الأقتصادي عليهم!.ناهيك عن عشرات المليارات من الأموال التي سرقها المقبور(حسين كامل) وهرب بها الى الأردن والتي عرف الملك حسين كيف يستفاد منها في أقامة الكثير من المشاريع الأقتصادية ثم أقنعه بالعودة الى العراق ليقتل شر قتل على يد (صدام حسين) فحسين كامل بالنسبة الى الملك حسين ودهائه طفل صغير!!.أردت من هذه المقدمة الطويلة أن أهيأ ذهن القارىء وأطلعه على حقائق مواقف الأردن مع العراق لربما تكون غائبة عنه ولربما هناك من القراء من يعرف وعاش حقائق أكثر ألما من التي ذكرتها، وكذلك أردت من مقدمتي الطويلة أن أوضح للقارىء وليس دفاعا عن حراس السفارة بأن ردة الفعل كانت طبيعية وكفانا ضعفا فقد أستقوى علينا صغار القوم والأراذل. ونأتي الى الحادثة: بتاريخ 23/5/2013 أقامت السفارة العراقية في الأردن حفلا على قاعة المركز الثقافي الملكي الأردني بمناسبة اليوم الوطني للمقابر الجماعية وحضر الحفل وفود وشخصيات عربية وأجنبية كثيرة والغاية من الأحتفال ليس لأستذكار الشهداء   حسب ولكن لفضح جرائم النظام السابق التي أقترفها بحق العراقيين، وأثناء الأحتفال وألقاء الكلمات قام أثنان من الأردنيين الذين حضروا الحفل يقال أنهم محامين بالهتاف بأسم (صدام حسين..بالروح بالدم  نفديك يا صدام!!) بكل صفاقة وقلة أدب وعدم حياء وبلا خجل، هتاف سخيف وحقيرلأناس مرضى مصابين بمرض عبادة الأصنام رغم أن معبودهم قد أعدم!،وأضعك عزيزي القارىء بصورة المشهد وأسألك هنا كيف تتوقع الرد من موظفي السفارة ومن الحماية ومن الكثيرمن العراقيين الحاضرين الذين ادمى صدام قلوبهم بقتل أحبتهم وأبنائهم وفلذات أكبادهم،لنقرب الصورة أكثرونأخذ مثلا بسيطا: عائلة ما تبكي على أبنها فلذة كبدها مات مغدورا ويأتي  شخص عابر سبيل يشيد بقاتله!! ماذا نتوقع من ذوي القتيل المغدور؟ أيمسحون على رأسه، أو يقبلون جبينه؟. أم يمسحون به الأرض؟ وهذا هو ماحصل بالضبط فما كان من رجالات الأمن العراقي وحماية السفارة العراقية ألا أن أشبعوهم ضربا ( بسطة تمام تشفي الكلب عرضت على الأنترنيت)، وبدلا من أن تعتذر الأردن عن  فعلة هذا النفر الضال البعيد عن اللياقة والذي يعبر عن مكنون كره الأردنيين للعراق وشعبه وتقديسهم لصدام( ونقول نفر ضال  أذا أردنا أن نخفف من التصرف ونحصره بحدود ضيقة)، وعلى أقل تقدير أن  تستحي الأردن  ملكا وشعبا! وهي تعيش على هبات النفط العراقي المجاني وعلى باقي خيراته، انقلبت الآية تماما على العراق؟! فقد عرضت صحيفة السبيل الأردنية مكافأة مالية قدرها عشرة ألاف دولار لمن يأتي بحراس السفارة الذين أعتدوا بالضرب على الأردنيين(طالت كرعان الأردنيين وصاروا أوادم براسنا)، وطالبت بربطهم وسحلهم بالشارع وبالمكان الذي وقعت فيه الحادثة( تصورمدى الوحشية والكره)!!، اما على المستوى الرسمي العراقي فقد أعتذر السفير العراقي هوشيار زيباري! من وزير الخارجية الأردني وعقد مجلس الوزراء العراقي جلسة طارئة وأعتذر العراق بشكل رسمي وبأسم رئيس الحكومة المالكي!وأعتذر ايضا صالح المطلك نائب رئيس الحكومة!. ولكن كل هذا لم يكفي الأردنيين!!(لاحظ كرههم وحقدهم وكيف صاروا أوادم وهم الذين يستجدون رغيف الخبز!)، حيث عقد مجلس النواب الأردني جلسة طارئة لمناقشة الأمر ورغم كل هذه الأعتذارات الرسمية والشخصية طالب أحد النواب الأردنيين(خالد الحياري) بحرق السفارة العراقية!!! أن لم تتخذ الحكومة موقفا من هذا الأعتداء!، ورغم أنف الحكومة العراقية والعراقيين قرأ أعضاء مجلس النواب الأر دني الفاتحة على روح (صدام حسين)!! بناء على طلب النائب مازن الجوارنة وهم يرفعون صوره!!.ولم يكتفوا بذلك بل قام الأهالي في مدينة أربد بالأعتداء على العراقيين وحرق ممتلكاتهم وسياراتهم وطردهم من المنطقة والكثير منهم لازال يتلقى العلاج!!ولا يستطيعون العودة الى بيوتهم.  أقول  لا عتب على الأردن(المكادي) التي تعيش  على خيرات العراق وباقي الدول العربية والغربية(هبات ومساعدات) أن كان من ملكهم الذي يعطي الضوء الأخضر بكل ماجرى!! أو من باقي أفراد الشعب فهذا ديدنهم دائما مع العراق، ولكن العتب كل العتب على حكومتنا الضعيفة البائسة التي أصبحت مضحكة وسخرية أمام الكثيرمن  هذه المواقف وغيرها من مواقف الدول العربية تجاه العراق مثل عزف السلام الجمهوري القديم(فترة حكم صدام)! أو رفع العلم العراقي القديم ذو النجمات الثلاث! في المناسبات الرياضية والفنية!! وغيرها. لقد أستضعفونا الجميع وأذلونا في عقر دارنا مرات ومرات ومنهم هذه الأردن البقية الباقية من أسرائيل!!، وكلما زدنا عطاء للأردن وغيرها من الدول العربية كلما زادوا علينا حقدا وطمعا وكرها . وحسبنا الله العلي العظيم وهو المستعان على ما يفعلون.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/02



كتابة تعليق لموضوع : الأردن أحقاد وأطماع لن تنتهي؟! أحداث السفارة العراقية في الأردن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مواطن فاشل ، في 2013/08/01 .

خارج الموضوع 






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net