صفحة الكاتب : احمد خلف الهاشمي

اسلام السقيفة
احمد خلف الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يزال ذلك اليوم الذي استشهد فيه رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) يُلقي بظلاله على مستقبل الأمة لما رافقه من انحراف خطير لمسيرة المسلمين بعد سقيفة بني ساعده المشئومة والتي رجعت بالأمة القهقرى حيث أثرت على مختلف الأحداث التي تمر بها الشعوب العربية والإسلامية وبالخصوص موضوع الإمامة بعد الرسول صلوات الله عليه وعلى اله الأطهار, حيث إنه من المسلمات إن أصل الرسالة قد تم إبلاغها بالكامل من قبل رسولنا الكريم, فلا يعقل بمكان أنْ يأتي شخص ما رغم علو مكانته ويدعي أنّ النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى اله الأطهار لم يعين إماماً للأمة بعده رغم نزول أية صريحة وواضحة يمكن الاستدلال منها على انه تم تعيين الإمام من قبل الله تعالى دون الرجوع إلى الأحاديث الشريفة رغم تواترها  (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا), فلا يعقل أن يُترك المسلمون دون خليفة, ولكن الله تعالى فعل ذلك بحسب جمهور أبناء العامة والذين رأوا أيضاً إنّ الرسول (صلى الله عليه واله) ترك الأمر للأمة وهي تختار خليفته, ولا ادري هل كان يجب على الأمة أنْ تختار الرسول أيضاً,مجرد سؤال لمن اتبع هذه المقولة, وهل إنّ أبا بكر ترك الرأي للأمة لتختار من يخلفه فيها أم انه أمرٌ دٌبر بليل أو قد يكون احرص من خاتم الأنبياء والمرسلين على أمته, وما بال الشورى التي ابتدعها عمر بن الخطاب,وما سر تكفير أي صحابي يخرج على الخليفة الأول والثاني والثالث ويسمونهم مرتدين ولكن عندما يكون خروجاً على أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين علي ابن أبي طالب(عليهم السلام) تصبح المعادلة مختلفة وانه اجتهد فأخطأ ويسمونه خال المؤمنين لعنه الله.
لا أريد الخوض أكثر من ذلك في تأريخ الأمة الأسود ولكن بعد سنين من التساؤلات مع النفس في كيفية ترك الناس للائمة الأطهار وإتباعهم  لكل منبوذ الفعال, وجدت الجواب حاضراً لكل ذي لُبٍ أو ألقى السمع وهو شهيد,إن الأمة التي تجعل من الحجاج الثقفي مظلوماً ومن صدام التكريتي بطلاً, هي نفسها التي جعلت من ابن أكلة الأكباد خالاً للمؤمنين.
وبعد أكثر من 1400 عام نرى المشهد يتكرر ولكن بوجوه مختلفة وبالات إعلامية ضخمة جعلت من الحق باطلاً ومن الباطل حقاً, وأصبح كل من تشيع بحبه لأهل البيت(عليهم السلام) متهماً وكافراً لأنه لا يحب عائشة وفلان وفلان الذين هم من أراذل المنافقين في عهد الرسول(ص),لذا تم قذف الشيعة بمختلف الأوصاف وإنهم إيرانيون ومجوس ليتم تبرير قتلهم وشرعنه ذبح كل من والى وناصر أهل البيت عليهم السلام, فأخذ الممثل الحقيقي لأهل السنة والجماعة وهو اللوبي التركي-القطري-السعودي, بإرسال الأموال والأسلحة لكل ناصبيٍ حقير لقتل شيعة الكرار عليه السلام,ولم يكتفوا بهذا القدر من الإساءة بل امتدت أياديهم الخبيثة لهدم المراقد الطاهرة  لأئمة الهدى عليهم السلام في سامراء وتفجير مرقد العسكريين عليهم السلام,وما إن بدأ أحفاد الكرار برد فعلٍ طبيعي تجاه هذه الأحقاد حتى اخذوا يرتعدون خوفاً ويتبرؤون ممن قام بهكذا أفعال,وأخذت أصواتهم تتعالى بأن أهل السنة بُراء ممن يقتل الشيعة ويهدم قبورهم,حتى إذا اطمأنوا واستوثقوا من أمرهم عادوا إلى ما كانوا فيه من البغي والعدوان,محاولين هذه المرة النيل من العقيلة زين الكبرى عليها السلام  ويتوعدون بهدم كل ما استطاعوا إليه سبيلا من المراقد الزكية لأهل البيت عليه السلام بل وتعدوا إلى مقامات الأنبياء والرسل أولي العزم, كما حصل مؤخراً من هدم مقام نبي الله إبراهيم الخليل(عليه السلام) في سوريا وسط صيحات التكبير من قبل هذه المجموعات الضالة من أبناء أهل العامة, فهل كان إبراهيم الخليل عليه السلام ضالاً ومشركاً حتى يُكبرون بهدم مقامه الشريف, وهل إنّ رسولنا الكريم محمد المصطفى( صلى الله عليه واله وسلم) كان مشركاً(استغفر لله من ذلك) حتى يترك مقام نبي الله إبراهيم الخليل مزاراً للمسلمين, أم إنّ الوهابية وأهل السنة والجماعة اعلم من الله ورسوله بالبدعة حتى يصححوا أفعال النبي؟,لكنهم بالتأكيد لم يأتوا بالجديد وإنما استمراراً لما جاء به دينهم يوم السقيفة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد خلف الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/06



كتابة تعليق لموضوع : اسلام السقيفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net