صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المرأة بين الدين والحضارة. الحلقة الأولى
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أنا امرأة واتكلم عما أراه وأسمعه من الرجال إما شفاها او من خلال ما كتبوه في الماضي والحاضر ومن أشهر رجالاتهم : ((أنتِ بوابة الشيطان. أنتِ من اجترأ وأكل من الشجرة المحرمة. أنتِ أول من كسر الشريعة الإلهية ... أنتِ من دمّر الرجل المخلوق على صورة الله ورمى به خارج فردوسه)). (1)
وياليت الأمر توقف على ما يقوله الرجال ولكن المؤلم هو ما يقوله الله الرب في وصف مخلوقته حواء التي خلقها :((وغاية الخبث خبث المرأة وكل خبث ولا خبث المرأة ولا غضب شر من غضب المرأة مساكنة الاسد والتنين خير عندي من مساكنة المرأة الخبيثة خبث المرأة يغير منظرها ويرد وجهها اسود كالمسح لا يعثرك جمال امرأة ولا تشته امرأة لحسنها غضب ووقاحة وفضيحة عظيمة المرأة التي تتسلط على رجلها المرأة الشريرة ذلة للقلب وتقطيب للوجه والم للفؤاد التي لا تنشئ سعادة رجلها انما هي تراخ لليدين وتخلع للركبتين من المرأة ابتدأت الخطيئة وبسببها نموت نحن اجمعون. لا تجعل للماء مخرجا ولا للمرأة الشريرة سلطانا ان لم تسلك طوع يدك تخزيك امام اعدائك فاقطعها عن جسدك لئلا تؤذيك على الدوام)). (2)
قبل البداية لا بد من التنويه بأن هذه النظرة لم تتغير عن المرأة والمرأة لم تحصل على حقوقها في أوربا حتى زمن الحرب العالمية الثانية حيث اعطى هتلر للمرأة ما لم تكن تحلم به ، واخذ منها مالم تسمح بأخذه . أعطاها حقوق العمل وحرية التصرف وحرية الرأي . واخذ منها فلذات اكبادها وقودا للحرب أدخلها مصنع الانتاج ومصانع الانجاب ، وكل امرأة تُنجب اكثر من ثلاث أولاد لها جوائز تنالها. 
الحرب اكلت الرجال ،والمصانع بحاجة لليد العاملة فكانت المرأة قطع الغيار التي حلت بدل القطع التالفة من الرجال في الحرب ويُبين لنا حجم الكارثة في نقص الرجال من خلال خطاب هتلر الذي القاه في تجمع الناس في مصنع صواريخ المدفعية الثقيلة في شتوتكارت حيث قال : ((اذا انتهت الحرب فسوف تحصل كل واحدة منكن على بيت وسيارة ورجل)).(3) 
أصبحت المرأة تعاني معاناة مريعة من خلال نقص الرجال في الحربين وتحققت نبوءة الكتاب المقدس التي جاء في سفر إشعياء 4: 1 ((فَتُمْسِكُ سَبْعُ نِسَاءٍ بِرَجُل وَاحِدٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاَتٍ: «نَأْكُلُ خُبْزَنَا وَنَلْبَسُ ثِيَابَنَا. لِيُدْعَ فَقَطِ اسْمُكَ عَلَيْنَا. انْزِعْ عَارَنَا)) . نص محزن يعكس حالة المرأة تحت قوانين الرجال وقراراتهم الظالمة. يطلبن الرجال فلا يجدن وعندما يجدن الرجل يقلن له : نحن ننفق على انفسنا ناكل خبزنا ونلبس ثيابنا فقط نريد اسمك كرجل يُخيّم علينا ونرضى ان نتشارك نحن السبع نساء بك فقط ليكُن اسمك علينا. 
وانتهت الحرب وحاولت المرأة ان تنتقم من الرجل اذي اخذ منها فلذات اكبادها حطبا لحربه المجنونة وأخرجها من بيتها ليلقيها في مصاعب حياة العمل فجمع لها مهام المرأة ومهام الرجل. مهام المرأة في الحمل والانجاب والرضاع وادارة شؤون البيت والحيض والنفاس ومهام الرجل في العمل ومصارعة الحياة من أجل لقمة العيش. فازدادت تعاستها وعلى اثر ذلك تكونت امبراطورية ((الفمنست: التعاضدية النسوية ضد الرجل)) وتغلغلت المرأة في كل مناحي الحياة. ولكنها مع ذلك لم تحصل على ما تريد وبقيت النظرة نفسها التي يضعها الرجل امامها كل يوم 
سنوات طويلة وانا اتابع حال المرأة في الغرب ، حيث الشعارات البراقة التي يُصدّرونها لبقية أنحاء العالم والصيحات التي تُنادي بالاقتداء بالغرب في مجال ((حرية المرأة)). حتى أصبحت عندي حصيلة هذا التتبع ارقام مخيفة وحقائق مروعة تتعلق بحال المرأة في الغرب. وكلها تقارير موثقة من اكبر مؤسسة دولية غربية يجلس فيها كل ممثلو شعوب الكرة الأرضية تلك هي الامم المتحدة وفروعها الأخرى. لا يحق لي أن اتحدث وأنا بعيدة عن هذه الدول ، ولكني لما حللت بها منذ سنوات بدأت رحلتي في هذا الاتجاه لكوني امرأة وان الأمر يخصني ،فكانت الحصيلة البحث الصغير الآتي. 
لا أناقش حال المرأة الشرقية التي يقودها سوء الحظ إلى بلدان أوربا. أنا لا أريد أن اُخطّأ القرآن عندما اقول بعكس ما يقوله القرآن يقول : ((ولن ترضى عن اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) . أنا لا ادري ماهو نوع (الرضا) (4) الذي ذكره القرآن هنا لربما هناك تفسيرا لا أعلمه فالمسلمون ادرى بتفسير ذلك . ولكني اقول لعل القرآن يقصد نوعين من الرضا .
الرضا الخارجي : وهو بعد اتباعك ملتهم سوف يظهرون لك الابتسامة واللطف في التعامل والذي يعتبره المتبعون لملتهم تعاطفا وحبا قلبيا نظرا لتأثير ثقافة الاسلام التي كان ينتمي لها المسلم وبساطة وثقتهم السريعة بمن يبتسم لهم. 
الرضا الداخلي : وهو ان يرضى عنك اليهودي أو النصراني لكونك فعلا اتبعت ملته واصبحت مثله نسخة مستنسخة من الكفر بمقدسات الاخرين وعدم احترام الشعوب ونهب ثرواتها وشرب للخمر واكلك للخنزير وممارستك لكل انواع التحلل والتحرر من كل القيم السابقة والتخلص من الموروث العائلي .... وغيرها. 
طبعا كلا الأمرين لا يتحققان حيث تبقى العقبة الكبرى والتي تقف سدا بوجه رضا اليهود والنصارى عنك ، وهو انك ((شرقي)) عيونك سوداء وشعرك اسود عنصر متدني. الغباء والحماقة والتخلف فيك طبيعة لا يُمكن تغييرها. وهذا ما نراه ونلمسه يوميا ، وخصوصا إذا أصبحت على علاقة مباشرة معه في الدائرة الضيقة من الأعمال مثل ((الترجمة)).
يتبع . الحلقة الثانية 
المصادر ـــــــــــــــــــ 
1- من كتاب : تحت ملابس النساء . المؤلف ترتليانوس أوفري 1973. 
2- يقول القس أنطونيوس فكري في تفسير سفر يشوع بن سيراخ تفسير سفر حكمة يشوع بن سيراخ: ((أصعب خبث هو خبث المرأة فهي لضعفها تدبر بخبث، هي تلجأ للحيلة لا للمواجهة فالمصيبة التي تدبرها المرأة التي تبغض هي أصعب مصيبة بل يشبه الخبث والانتقام من المرأة برأس الحية بما فيها من سم وإذا لم يستطع الرجل السيطرة على امرأته فليطلقها: إقطعها عن جسدك)). لا اورد تعليق القس على جملته الاخيرة، فلا يفهم قوله شخص آخر ،الذي برر فيه اطلاقه لكلمة الطلاق هنا لكونها محرمة في ديانته. 
3- كتاب : كوبلز فنّ الدعاية النازية . هنريخ شتوت هوفمان 1962. 
4- (( حتى تتبع ملتهم )) باتريس لومومبا اتبع ملتهم ،كان وثنيا ثم تنصّر ولكنهم قتلوه لأنه حاول ان يبني نظام ديمقراطي حقيقي في الكونغو فقاموا بتصفيته عام 1961على الرغم من اعتناقه للمسيحية. هؤلاء لا يهمهم اتّباع ديانتهم بقدر ما يهمهم أن تكون مصالحهم بخير

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/06



كتابة تعليق لموضوع : المرأة بين الدين والحضارة. الحلقة الأولى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/06/07 .

تحياتي اخي الطيب علي جابر الفتلاوي.
أنا اجزم أن احد اسباب ذلك هو عدم معرفة الرجال لفن ادارة هذا المخلوق المعقد العجيب واعني المرأة فلم يخبرنا التاريخ ان هناك حالات صفاء ومودة وانسجام بين الرجل والمرأة إلا بين الصفوة من البشر وحالات نادرة لبعض الرجال . لنترك الانبياء جانبا ومن يليهم من ذوي العصمة والحكمة . هل كانت الجنائن المعلقة إلا بسبب امرأة . وهل كانت مقبرة تاج محل إلا بسبب امرأة ، وهل كانت مقبرة هالي كرناسوس إلا بسبب امرأة هذه ثلاث من عجائب الدنيا السبع وكذلك يُحكى عن مملكة الانساء ، والآن امبراطورية النساء (( الفمنست)) في الغرب . ولكن مع ذلك تبقى المرأة لغز محيّر لا يُحسن الجميع ادارتها وانا اتعجب من عدم وجود معاهد تقوم بتدريس فن ادارة المرأة كما ان هناك معاهد لتعليم فن سياقة السيارة ، والتشبيه قاصر عن ادراك المعنى العميق لذلك . اضافة إلى ما كتبته في البحث من اوصاف واتهامات قبيحة للمرأة فقد ذكر القرآن المقدس ان كيد المرأة ومكرها كان عظيما مقابل كيد الشيطان الذي كان ضعيفا . وحتى المثل المشهور الذي يقول : ان وراء كل عظيم امرأة . فهذا من اكبر الاهانات التي توجه للمرأة إذا اخذنا بنظر الاعتبار عدد العظماء في كل جيل ، تبين انه لا وجود للمرأة إلا واحدة من كل كذا مليوم ولذلك قال الكتاب المقدس . وجدت من بين ألف رجل واحد ، ولم اجد من بين الف ولا امرأة . الامور متلابسة إلى حد الحيرة وكلٌ يلقي باللوم على صاحبه ، ولكني كامرأة اقول ساعد الرب الرجل علينا فنحن مشكلة كبيرة .
تحياتي

• (2) - كتب : علي جابر الفتلاوي ، في 2013/06/07 .

الاخت ايزابيل الطيبة النقية حياك الله تعالى
ان مقالاتك دواء وشفاء ، ربما اجمعها واكتب قراءة لها في كتاب مستقل ان وافقت على ذلك ، مقالتك عن المرأة رائعة ، أضيف ان النظرة الدونية للمرأة متسلسلة تأريخيا من العصر السومري والبابلي والى الديانات الابراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام وهذه الديانات تحمل المرأة خطيئة آدم في الجنة ، والمشكلة ان القرأن لم يحمل خطيئة آدم لحواء لكن رجال الدين يصرون على تحميلها لها ، النظرة الذكورية هي المتحكمة للاسف ، نحن نعرف في القرآن ملكة سبأ بلقيس كيف كانت متحكمة في قومها الى ان استقدمها النبي سليمان بواسطة الجن فاستسلمت له ، والظاهر ان هذه الفترة هي الفترة الذهبية للمرأة ، هل في اليمن فقط ام في جميع البلدان والحضارات في ذلك الزمان لا ادري ، الظاهر ان الحياة البدائية كانت اكثر تقديسا للمرأة من حياة الحضارة حيث كانت آلهة للجمال والخصوبة ، ورمزا للخير والعطاء ، لكن الحضارة السومرية والبابلية احتقرت المرأة وورثت الديانات السماوية ذلك ، كذلك الديانات الوثنية احتقرتها من خلال ملحمة كلكامش ، والاله مردوخ الذي انتصر على الآلهة تيامات وهزمها ومن حينها احتقرت المرأة ، سيدتي هذه مشاركة لرأيك وتحياتي لك .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net