الثورة هي الحل
زكية المزوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا يكون للامم المتقدمة مستقبل زاهر وحياة كريمة ما لم تكن لشعوبها مواقف مشرفة في صنع القرار وفرض أرادتها على الساسة ، وحين تصمت الشعوب عن حقوقها يكون حالها كحالنا في العراق .. فشعب خانع وقانع ومطيع كشعبنا جعل اللصوص يتجمعون في كتل وأحزاب وجلهم جاؤوا من اصقاع الارض وحفرها المظلمة وبمساندة المحتل الاثم صاروا سادة علينا فما بين بعثي وسلفي وصفوي تكونت حكوماتنا التي تعاقبت منذ سقوط الصنم البعثي الذي قرح قلوبنا بظلمه وعدوانه حتى لم يسلم من اذاه لا اخضر ولا يابس .

واليوم وبعد مرور اكثر من ثمان سنوات على تحرير العراق من نظام البعث الآثم واحتلاله من قبل المحتل الغاشم وتابعيه صرنا كمن كان في مصيبة فاصبح في مصيبتين ، وصرنا مثلا يضرب به في التخلف والفساد الاداري والاخلاقي ، وصارت الارامل الكسيرات كفيلات لجيش من الايتام حتى صار بعضهم صيدا سهلا لنخاسي الغرب فصاروا يبيعون ارامل وايتام العراق بسعر بخس لتجار الاعضاء البشرية والجنس والاعمال الشاقة ، وفي الوقت الذي وصلت فيه نسبة الفقر المدقع لنسبة ما يقارب من 80% في عموم العراق وتعيش هذه النسبة الكبيرة من العراقيين البسطاء في بيئة لا تلائم حتى الحيوانات في ظل سبل عيش ذليلة فمعظمهم اما عاطل عن العمل واما معوق حرب واما يعاني من امراض مزمنة وبخاصة كبار السن واما يترك الدراسة ليعيل عائلته فيعمل على بيع كل ما يأتي بالمال كأن يعمل في الطرقات وعلى ارصفة الشوارع ذليلا مهانا تتلقفه الاقدار فأن مات او قتل أو تعرض لاي عوق جسدي او نفسي ضاعت حقوقه وحقوق عائلته ، بينما يحرص مجلس النواب الجديد على تخصيص الرواتب والامتيازات الخيالية لأعضاء البرلمان اضافة الى تخصيص قطع اراض على ضفاف دجلة  لهم ولعوائلهم حتى أخذت رواتبهم وامتيازاتهم نسبة 28% من ميزانية الدولة وليذهب الشعب الى الجحيم ، وبدلا من ان ينصف رئيس الوزراء نوري المالكي ويعدل ويطالب بتوفير قوت الشعب من خلال تأمين مواد الحصة التموينية  كاملة للمواطن مع منح كل عائلة فقيرة راتبا شهريا لا يقل عن مليون دينار راح يكرم شعبه المقهور بما قيمته 15 دولار مقابل نسيان  مواد الحصة التموينية والتي تكلف اصغر عائلة فقيرة في العراق شهريا ما لا يقل عن 350,000 دينار عراقي اي ما يقارب ال300 دولار ، فكيف لعائلة فقيرة يزيد عدد افرادها عن الــ 15 فردا ان تعيش ب15 الف دينار عراقي يانوري المالكي ، أسأل مستشاريك ليسألوا خدامهم كم تصرف عوائلهم شهريا على مواد الحصة التموينية شهريا وقدرها بالدنانير ثم أظهر على فضائية العراقية وأظهر كرمك الطائي على شعبك .. يامن قال في امثاله مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب :

أطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت ولا تطلبوه من بطون جاعت ثم شبعت فأن الخير فيها شحيح ..!! 

لكن ما نطلبه من السيد رئيس الوزراء نحن ارامل وايتام وفقراء العراق ليس من حر ماله او مال ابيه كي يقتر على ملايين الفقراء في العراق بهذه الــ ( الملاليم ) كفى تحقيرا لشعب منحكم الكراسي والعيش الرغيد بتضحياته وجهاده بعد ان كنتم مجرد نكرات جئتمونا من اصقاع الارض وحكمتمونا فظلمتمونا وتركتمونا نعيش القهر والفقر المدقع ونجتر الآمنا في اليوم الآف المرات  . ..

كفاكم سلب ونهب اموال الشعب وخيراته  لصالح عوائلكم ولصالح مواليكم واحزابكم وقرابتكم .

سئمنا الصبر عليكم وسئمنا جبننا وخضوعنا الدائم لكم .

على هذا وما دام هذا حالكم ايها الساسة  والحكام فلا جدوى من الانتظار ولا جدوى من استعطافكم .. ولا بد من الثورة والانتفاضة .. 

لا بد من ارغامكم على الرضوخ لمطالب الشعب وما لم ترضخوا وتعدلوا وتركنوا للحق فعليكم ترك الكراسي لمن ينصف ويعدل ويمنح كل ذي حق حقه ويقضي على الفساد ويحاسب المقصر والمرتشي والمفسد والمتقاعس ايا كان ..

علينا ان ننتفض فلسنا اجبن الشعوب ولسنا افضلهم حالا .. كفى ذلا ايها الشعب المهان .. كفى ركوعا للساسة ايها الاعلام التابع المسيس دائما ..

كفى تصفيقا لكل من هب ودب .. كفى صمتا ايها المتعبون ايها الراكضون ليل نهار خلف لقمة مهينة لا تسمن ولا تغني من جوع . 

اعرفوا حقوقكم ايها الشعب المتعب .. 

فكروا بكرامة  امهاتكم واراملكم وابناء اخوتكم ممن استشهد في سبيل كرامة العراق وكرامتكم ثم لم ينصف الحكام عوائلهم وتركوهم على ارصفة الشوارع او تحت بيوت الطين والصفيح صيفا وشتاءا ..

عليكم ان تعرفوا ان لكم حقوقا كثيرة فالشعوب تأخذ وتعطي وأنتم  اعطيتم كثيرا للعراق ولم تأخذوا بالمقابل سوى الآلآم والجوع والقهر والموت اليومي  

لا تقبلوا بالعيش طالبوا بالحياة وشتان ما بين العيش والحياة .. 

لنصرخ معا وننتفض معا  وننادي  كل الشرفاء والوطنيين داخل وخارج العراق

الى كل المضطهدين

الى كل من سلبت حقوقهم

الى كل من يعيش ولا يحيا

انتفضوا معنا من اجل الايتام والارامل والعجزة والمقعدين

انتفضوا معنا من اجل المرضى والاطفال

انتفضوا من اجل الخبز والنفط والكرامة

انتفضوا معنا من اجل القضاء على السراق والمفسدين

انتفضوا معنا من اجل طرد المحتل ومحاكمتهم

انتفضوا معنا من اجل محاسبة الوزراء المفسدين والمتقاعسين

انتفضوا معنا من اجل تعيين الطاقات الشبابية وتوفير فرص العمل للبسطاء

انتفضوا معنا من اجل منح كل مواطن عراقي راتبا وقطعة ارض وحصة من النفط

انتفضوا معنا من اجل منع الرواتب الخيالية عن الوزراء ونواب مجلس البرلمان والرئاسات الثلاثة تلك الرواتب التي لا يتقاضاها اي رئيس او برلماني في ارقى دول العالم

انتفضوا معنا من اجل تقديم المزورين الى القضاء

انتفضوا معنا من اجل كشف المجرمين والمتسترين عليهم وتقديمهم الى العدالة واعدامهم امام انظار الشعب

الموضوع السابق الإعلام الرقمي.... ودوره في تحشيد الجماهير

الموضوع التالي هل سيكون "للحواسم" جزء ثانِ ؟؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat