صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

نريدها قندهار ياجماعة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الميادين العامة وعند مداخل الدوائر الرسمية وفي الفنادق الشهيرة وعند التقاطعات حيث الإزدحام في حركة المرور، وفي كثير من الأحيان عند المساجد والمراقد المقدسة وفي الأسواق الشعبية والمقاه المنتشرة في كل الأمكنة ،وعند المطاعم يلتقيك رجل، أو إمرأة ويتوسلانك لتمنحهم بعض المال ، أطفال صغار ونساء كبيرات وشابات وعجائز ورجال بمنتهى القوة والعنفوان.. وفي أحيان كثيرة تحمل بعض النسوة أطفالا رضعا يتوسلن للحصول على مبالغ من المال ،يمنحهم البعض شيئا منها، وينهرهم آخرون والبعض يعطيهم متذمرا شاكيا من ظاهرة بدأت تأخذ حيزا من الإهتمام الإعلامي والشعبي وتثير المخاوف الكبيرة من إستفحالها وتحولها الى أسلوب حياة ، ويرى خبراء إجتماعيون وتربويون إنها تحولت بالفعل الى ثقافة ناشئة وأسلوبا حياتيا متبعا لتحصيل مكاسب مادية بينما ينشط من خلفها من يدعمها، وربما كانت تمثل نوعا من الإستثمار الذي يعمل فيه المتسولون كشكل ظاهري للعمل، بينما يختفي الذين يستغلون النساء الضعيفات والأطفال ليكونوا تحت طائلة الذل والعار والإهانة من عامة الناس في الشوارع والميادين ومن ثم يتحول هولاء في المستقبل الى متسولين لاغير، وهم لايستطيعون عمل شئ آخر، ولاقدرة لهم على العمل بميدان آخر.
السلطات العراقية تبدو عاجزة في مواجهة المتسولين الذين يمثلون جيشا لاقبل للحكومة وأجهزتها الأمنية والمكلفة به، حتى مع إتخاذ تدابير معينة بين حين وآخر ، ومع التسول تنشط مهام أخرى كالقوادة التي أصبحت مهنة لبعض المجموعات المنحرفة، ويشكو مواطنون من وجود بيوت دعارة دوهمت من الأجهزة الأمنية وتعرضت الى ضغط مجموعات سكانية تتذمر من سوء السمعة الذي يطال أحياء سكنية بسبب وجود هذا النشاط مع وجود سماسرة ،وربما جهات توفر الحماية مقابل خدمات جنسية ،وفي بغداد بدأت ظاهرة الملاهي تعود ومع عودة مغنين كانوا ينشطون في ملاهي سورية ولبنانية وخليجية ورواج سوق بيع الأجساد والعمل المزدوج بين الغناء وتوفير خدمات جنسية خاصة وإن العراق ينشط الآن إقتصاديا حيث تتفجر الثروات وتزداد الدخول المادية العالية لدى فئات إجتماعية كانت محرومة في السابق ولم يستطع لاالدين ولا العادات والتقاليد المجتمعية الحؤول دون إنتشار ظواهر الفساد الأخلاقي والتجارة بالأجساد وفتح الملاهي الليلية التي توفر خدمات محرمة وكان لحملة ( بغداد لن تكون قندهار ) دور إيجابي !! فقد غلبت أصوات المدافعين عن الحريات وقهرت إجراءات غلق محال بيع الخمور والملاه الليلية والدعارة ولم يعد ممكنا وقف السيل العرمرم الذي يجتاح البنية المجتمعية العراقية.
كيف يمكن أن نوقف التسول كظاهرة منتشرة ؟ وكيف نمنع الإتجار بأجساد الشابات العراقيات اللاتي نجدهن عند أبواب الكافتريات والملاهي والمطاعم يعرضن أنفسهن ؟خاصة وإن مواقع التواصل الإجتماعي تتعرض لمثل هذه الحالات وهنالك صفحات على الفيس بوك تظهر فيها صور وأرقام وطلبات ودعوات لممارسة سلوكيات شاذة من هذا النوع !!.
الوضع خطير ..نريدها قندهار ثانية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/30



كتابة تعليق لموضوع : نريدها قندهار ياجماعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net