صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

فرق السيكاربي المرعبة ؟ Sacarpi
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من يملك الإعلام والمال سوف ينتصر وهذا ما حصل حيث أن عالم الظلم لا يتورع عن طمس جرائمه واظهار جرائم الطرف الآخر بأبشع صورها حتى وإن كان هذا الطرف محقا ويخوض حربا مقدسة معه . هما مفردتان لا يكاد يختلف جوهرهما إلا من حيث الحروف. (السيكاربي) و (الحشاشون) . ولكن تم طمس كل جرائم فرق السيكاربي وتسليط الضوء على اعمال الحشاشين بصورة مجحفة ومجانبة للحقيقة . لا بل المغالات بشكل مقزز حتى درجة الغثيان. famous-assassinations (1) لا تكاد تكتب هذه المفردة في حقل الباحث عن المواضيع أو الصور على الانتر نت حتى تُطالعك مئآت الألوف لابشع صور جرائم الاغتيالات التي تقشعر منها الجلود . اشهر الكتب واشهر الصحف والبرامج التلفزيونية والراديو وكل وسائل الاتصال المرئية والمسموعة تستخدم هذه الكلمة التي اصبحت في العالم الغربي وغيره اكبر وصمة عار على جبين ((الإسلام والمسلمين)). فلا تكاد تحدث جريمة اغتيال حتى تقفز إلى الذهن هذه المفردة المرعبة ومعها إسم الإسلام. ولكن لو كتبت في عالم الانترنت كلمة (السكاربي) بشقيها الانكليزي والعربي لما ظهر لك أي شيء وكأن هناك تواطئا على اخفاء كل ما يتعلق بهذه المفردة التي جاءت في الكتاب المقدس والتي تُشير إلى فرقة خناجر اليهود التي ارعبت روما بأسرها. (assassinations ) الحشاشون تلك الفرقة الإسلامية التي كانت مقدسة في عيون الدول المسيحية لكونها في بداية تشكيلها كانت موجهة لضرب رموز الدولة العباسية وغيرها من الدول المتحالفة معها . فلم يكن الحشاشون مصدرقلق لعامة الناس بل كان همهم ضرب الرؤوس التي تتسبب في قهر الناس واذلالهم . ثم حول الحشاشون عملياتهم ضد الجيوش الصليبة وكانت بداية اعمالهم ضد الصليبيين اغتيال ملك بيت المقدس كونراد مؤسسة الحملة الصليبية الثالثة على بيت المقدس(2) فأوجعت هذه الضربة أوربا التي اتهمت ريتشارد قلب الاسد بالتواطئ مع الحشاشين لقتل كونراد ومنذ ذلك اليوم استخدمت أوربا ثم العالم الغربي هذه المفردة (الحشاشون) اسوأ استخدام في الاشارة لكل الاعمال التي يقوم بها المسلمون ، ثم عممتها على كل عملية اغتيال تقع في العالم. طبعا هذا ظلم غربي آخر يُحيق بالمسلمين من قبل العالم المسيحي الذي نسى أو تناسا عن عمد أن اول من أسس عمليات الاغتيال في العالم هو (الكتاب المقدس) حيث تُطالعنا نصوص مرعبة عن فرقة سيكاربي والتي تعني ((مستعملي الـ سيكا)) أو الخنجر.(3) التي قام بتشكيلها اليهود المندسون في المسيحية لتصفية خصومهم والقضاء على المسيحية التي كانت تشكل خطرا عليهم وعلى الديانة اليهودية. طبعا هذه الفرقة ليست مثل فرقة الحشاشين التي كان همها ضرب كبار رجالات الدولة وتتعاطف مع عامة الناس . فقد كانت فرقة السيكاربي تضرب كل من يقف في وجهها من دون تمييز نساء اطفال زعماء لا فرق حتى اشاعت الرعب والفوضى في انحاء الدولة الرومانية برمتها وتسببت في ارق الامبراطورالذي حاول جاهدا الكشف عن هذه الفرقة الخفية. ولكن عن طريق الصدفة تم اكتشاف هذه الفرقة. حيث نجا أمير روماني من محاولة الاغتيال ولكنه تظاهر بالموت بعد أن لسعه أحدهم بخنجره في خاصرته وعندما اطمأن زعيم عصابة الخناجر واتباعه من موت الجميع كشفوا لثامهم للبدء بعملية قطع الرؤوس ، فرأى الأمير الروماني وجه زعيم هذه العصابة، ليكشف هذا الأمير فيما بعد قائد هذه الزمرة الخطيرة في مكان آخر.وإذا به (بولص) مؤسس المسيحية فيما بعد. فعندما تم إلقاء القبض على بولص بتهمة اثارة الفوضى ومثل أمام الأمير الروماني طلب بولس أن يتكلم ولكن الأمير تمعن في وجهه الذي بدا مألوفا فتعرف عليه وقال له : ((أفلست أنت الذي صنع قبل هذه الأيام فتنة وأخرج إلى البرية أربعة آلاف من القتلة)) سفر أعمال الرسل الإصحاح 21 : 38. ثم كيف نست أوربا أن فرق (فرسان المعبد) المسيحية التي تأثرت جدا بأعمال الحشاشين . هي أول من أسس فرق الاغتيال في أوربا بعد رجوعهم إليها من الجهاد في فلسطين واشاعوا الفساد والفوضى هناك ولسنوات طويلة حتى تم القضاء عليهم بجهد بالغ.وهذه الحركة تشابه من حيث المبدأ عودة المجاهدين الافغان إلى ديارهم وبث الرعب في اوصال الدول التي عادوا إليها. ولكن مع الاسف أن كل الجهود التي نبذلها لبيان الحقيقة وتصحيح الاخطاء التاريخية المقصودة ذهبت أدراج الرياح حيث أن بعض المذاهب الإسلامية التي نشأت حديثا امثال السلفية والوهابية والتي انبثقت عنها فرق ذبح وقتل وشق الصدور واكل القلوب أعادة وبقوة إلى الساحة مفردات كانت لربما غير مفهومة للاجيال الجديدة ، ولكن الاعلام الغربي كان بالمرصاد لكل خطأ يرتكبه بعض المسلمين فسوف يتم توظيفه في ابشع صور الا ستغلال الظالم الغير انساني . فلو قام شخص مسلم بعمل ارهابي لتم توجيه الاتهام للاسلام والمسلمين كلهم اجمعين اكتعين . ولكن لو ارتكب مسيحي او يهودي نفس ما يرتكبه المسلم فإن الاعلام المسموم سوف يصور هذا الشخص معتوه حتى وإن كان رئيس عصابة او مذهب مثل جريمة (تيموثي ماكفي) (4) التي هزت اركان الولايات المتحدة الأمريكية. ففي كل نقاش أو حوار يحدث في الكنائس او على مستوى الاجتماعات يتم عرض المئآت من افلام الذبح والقتل على الهوية المذهبية طبعا كلها تحدث من طرف واحد هم السلفيين او الوهابية المحسوبين ظلما على الاسلام . هؤلاء الذين لا يتورعون عن ذبح خصومهم عجزا منهم على المجابهة الثقافية او العلمية بينهم من بين من يختلف معهم في الرأي . الغالبية العظمى منهم جهلاء لايفقهون شيئا سوى لغة السكّين ولا تزال إلى اليوم مشاهد فتح صدر احد الضحايا والتمثيل به واستخراج قلبه وقضمه في سوريا لا يزال يتم توضيفها وبقسوة بالغة لشتويه صورة الاسلام. حتى أن هذا الحادث ورد على لسان زعماء دول كبرى تملك حق الفيتو في الامم المتحدة وأدت إلى تأخير تزويد الجيش الحر بالسلاح . ولكن تأثيراتها السلبية على الإسلام كانت مريعة ، وسببت للمسلمين في أوربا حرجا كبيرا. بسبب طيش وجهل وهمجية هذه التشكيلات السلفية والوهابية وبسبب عملية استخراج قلوب الضحايا وذبح العالم المصري الشيخ حسن شحاته وعرضه على شاشات التلفزيون والانترنت بتلك الصورة البشعة الهمجية عاد من جديد استخدام مفرادت كانت نائمة وعلى رأسها (assassinations ) . يقول يوحنا الرسول في رسالته الأولى 3: 8 ((َنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. بِهذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ: كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ. لأَنَّ هذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا.لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ ــ قابيل ــ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ.لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ)). ولكن الكتب المقدسة حذرت من هؤلاء السفاحين المجرمين لأنهم يبدأون بقتل بني جلدتهم ومن ينتمون إلى دينهم ولا يتورعون عن ذبح حتى اخوانهم في الوطنية كما يقول في سفر المكابيين الثاني 5: 6 ((فطفق ياسون يذبح اهل وطنه بغير رحمة ولم يفطن ان الظفر بالاخوان هو عين الخذلان حتى كأن نصرته هذه انما كانت على اعداء لا على بني امته وامر الجنود ان يقتلوا كل من صادفوه دون رحمة ويذبحوا المختبئين في البيوت فطفقوا يهلكون الشبان والشيوخ ويبيدون الرجال والنساء والاولاد ويذبحون العذارى والاطفال ويبيع النساء والصبيان)). أليس هذا نفسه ما يجري اليوم عبر فتاوى تُبيح قتل الآمنين في بيوتهم وذبح الاطفال واستباحة النساء ،والسكين هي وسيلة الحوار الوحيدة بينهم وبين خصومهم. لَيْسَ بينهم مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ بينهم مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً. أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسُحْقٌ. وَطَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ. لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــــــــــــ 1- طائفة إسماعيلية نزارية، اشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي، ومعاقلهم الأساسية كانت في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران. أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته. مما أكسبها عداءا شديدا مع الخلافة العباسية والفاطمية والدول والسلطنات الكبرى التابعة لهما كالسلاجقة وخوارزميين والزنكيين بالإضافة إلى الصليبيين إلا أن جميع تلك الدول فشلت في استئصالهم طوال عشرات السنين من الحروب. كانت الإستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها انتحاريون لا يأبهون بالموت في سبيل تحقيق هدفهم. حيث كانوا يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والخليفة العباسي الآخر الراشد وملك بيت المقدس كونراد بن مونفيراتو. وقد جاءت نهاية هذه الدولة عند الغزو المغولي الثاني بقيادة هولاكو عام 1256م ثم فقدت استقلالها السياسي في سوريا على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م. 2- كونراد بن مونفيراتو (أو كونراد الأول ملك أورشليم ) (توفي 28 أبريل 1192) نبيل من شمال إيطاليا، وأحد المشاركين الرئيسيين في الحملة الصليبية الثالثة. أصبح ملكًا لأورشليم في فلسطين. ويذكر بعض المؤرخين تعاون صلاح الدين مع الحشاشين لتنفيذ الاغتيال. وتجدر الإشارة إلى ان بعد مرور اربع اشهر من الاغتيال حصلت هدنة بين صلاح الدين والحشاشين. هذا الاغتيال اخر منجزات سنان الذي توفي عام 1192م\588 هـ. 3- انظر مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية - القمص ميخائيل جريس ميخائيل الذي يقول : ظهور جماعة من السفاحين في عهد ولاية فيلكس عرفوا باسم (حملة الخناجر) Sicarians من الكلمة sica أي خنجر. كانوا مسلحين بالخناجر وعلى استعداد لارتكاب أي جريمة مقابل أي شيء.. أنتشر هؤلاء في ربوع فلسطين وغيرها وهددوا الأمن في المدن والريف. مملوءين شراسة وتعصبًا للدين والوطن والقومية اليهودية وأشاعوا الذعر بين الأهالي، وعبأوا أفكار الناس ومشاعرهم بعقائد فاسدة ومن لا يُطيعهم فهو كافر ويجب ذبحه. 4- تيموثي ماكفي مسيحي كاثوليكي ينتمي إلى طائفة الدافيديين صُنف إرهابي تم إعدامه لدوره في العملية التفجيرية في مدينة أوكلاهوما في 19 ابريل 1995. الذي أدى إلى مقتل المئآت عندما إنفجرت شاحنة محملة بـ (2.2) طن من المتفجرات واقفة أمام مبنى ألفريد مورا الفدرالي. لم يقل أي احد في الاعلام ولا في غيره بأن المسيحية ارهابية ولا الكاثوليكية ارهابيا لكون الارهابي ينتمي إلى هذه الديانة . ولو كان ماكفي مسلما لقامت القيامة على الاسلام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/01



كتابة تعليق لموضوع : فرق السيكاربي المرعبة ؟ Sacarpi
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net