صفحة الكاتب : جواد البغدادي

درس رياضي ... للسياسيين !!
جواد البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كان لي موعدا مع احد الاطباء,  ببغداد الحبيبة, لغرض عرض فلذة كبدي  البالغ من العمر 12 عام , المريض منذ اكثر من سنة, كنت على عجلة من امري لأهمية الموضوع الصحي لولدي لعرضه على الطبيب عسى ان يكون  سببا في شفاء حالته المتفاقمة بعد
الاتكال على الله سبحانه وتعالى. في (الكيا) يتهامس شابان يقول الاول الجالس بقربي, ذات الابتسامة الجميلة والوجه المنير والملبس البسيط يدل على تواضع الشاب, اليوم النصر لنا انشاء الله ,هكذا ارى همة شباب العراق في اثبات الوجود وحب بيتنا الكبير وجامع شملنا ( العراق ). أبتسم الشاب الثاني,  عندما سمع كلام زميله والثقة الموجودة لديه , و صفاته شبيه بزميله كأنهم تؤامان, قال : (لاتدع احلامك وخياك  تسيطر على عقلك, فان الحظ لا يتكرر مع منتخبنا كما حدث في المرات السابقة), فرد عليه بكلمات هزت مشاعري رغم ما انا به من موقف لا يحسد علية بسبب مرض ولدي!. (كأن افكارك افكار اهل الخليج اتجاه منتخبنا وبلدنا, دعك من اليأس وتعال لنشاهد المباراة وترى بأم عينك من هم العراقيين وغيرتهم, واني اعدك بالنصر اليوم وسوف نحتفل مع كافة اطياف ابناء شعبنا.... هيا بنا
لنشاهد المباراة). 
عندها تناسيت مرض ولدي وذهبت خلفهم لمشاهدة المباراة في احدى مقاهي بغداد, المباراة لم تستطيع الحكومة تأمين نقلها بسبب الظروف الامنية التي تعيشها البلاد ومنها بغداد الحبيبة!  فجلست خلفهم  لمشاهدتها عبر احدى القنوات الرياضية العربية! بدأت المباراة و دقات القلب تزداد مع تزايد هجمات الفريق الكوري الجنوبي, تارة اتابع الشابين وصيحاتهم مع بقية الشباب, هنا تبدء اغرب واصعب اللحظات يسجل العراق هدفا وبعدها بدقائق يأتي التعادل ثم الهدف الثاني لفريقنا وينتهي الشوط الاول بتقدم فريقنا. دخل السرور في قلوبنا نسيت موعد الطبيب المعالج لولدي, وسمعت الشاب الاول يقول لزميله (الم اقول لك نحن لها), ابتسم الثاني وقال: (المباراة لم تنتهي وسوف ترى), هنا انطلق من داخلي وحشا مرعبا اتجاه ذلك الشاب (الثاني) وقلت له: انت مثلما نعتك زميلك حينما قال: (لك افكارك افكار
اهل الخليج , وانا ازيد على ذلك انت من  الحاقدين على ليوث العراق). أطرق برأسه لم يتكلم باي كلمة قال: (اني اسف), ثم اكد لي بانه يحب العراق والمنتخب الشبابي, لكن لديه رؤيا فنية كونه متخصص في عالم التدريب بكرة القدم،  استمرت المباراة في شوطها الثاني كانت الاصعب بدقائقها على الجميع, فقد ادركت ان حكم المباراة ومن معهم لا يرغبون بفوز ليوث العراق (بعدما منح فرصة التعادل بخطأ غير مستحق الى الفريق الكوري)!.
انتهت المباراة بوقتها الاصلي والاضافي الاول عندها  اعاد فريقنا الحلم والسرور لكل العراقيين بتسجيله هدف الترجيح قبل نهاية المباراة بدقيقتين ، نفذ الوقت الاصلي للمباراة ، ولم يطلق الحكم صافرة النهاية ليضيف دقيقتين قتل بها فرحتنا  (الشمشون الكوري) بتعادله للمرة الثالثة مع فريقنا! ابتسم الحظ للعراقيين بفوزهم بركلات الترجيح , هنا صرخ الشابين والجميع وانا وولدي (عراق... عراق... عراق) اخذ الواحد يهنئ الاخر قال الشاب الاول اجعل الامل والثقة بالفريق والتحدي هو الهدف من اجل وحدة العراق, فقد عودتنا منتخباتنا الوطنية بإدخال الفرحة ووحدة الشعب ودحر الطائفية واعطاء رسالة الى من يعزف على وتر الطائفية وجر البلاد اليها. ( العراق يمرض ولا يموت) ,  اللعبة وابطالها انسونا عيادة الدكتور وعدنا الى البيت فرحين ،ترى لماذا لا يسعى السياسيين العراقيين برسم الفرحة على وجوه ابناء الشعب العراقي بالعمل كفريق واحد  مثلما فعل ليوث العراق؟! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/09



كتابة تعليق لموضوع : درس رياضي ... للسياسيين !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net