تحيا مصر ....... تحيا ثقافة التنوير
د . حاتم عباس بصيلة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرة أخرى تعيد لنا مصر الإحساس العظيم ببطولة الإنسان عندما يحارب من أجل قيمته العليا في تحقيق العدالة والحرية والسلام !! ولم تكن مصر عظيمة إلا لأنها عظيمة في الفكر والثقافة والأدب والعلم والفنون وهي كلها تصب في التنوير والفهم وعدم الانجرار إلى دوامة التعصب المظلمة التي أرادت باستبدادها إن تجر العالم المصري إلى هاوية الدم والاقتتال!! فالثقافة المتنورة هي التي تقبل الرأي الآخر وتحاوره من اجل الوصول الى الحقيقة وعندما تكون الثقافة متطرفة فان التشنج سيكون من طبعها الذي بلا شك سيؤدي إلى الدمار في سحق الآخر !!
إن مصر العظيمة بنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ونوال السعداوي وتوفيق الحكيم والعقاد وطه حسين وعشرات من الأدباء والمفكرين وفناني السينما التي اعتبرها معجزة العصر الحديث في التصوير والثورة على الاستبداد انتصرت لحرية الفكر والمعتقد وحق إبداء الرأي منذ أكثر من قرن وقد ضحى أولئك الأبطال براحتهم وأعمارهم من اجل الإنسان المصري والإنسان العربي والعالمي .
كان العقاد يسمي إخوان المسلمين ب(خوان المسلمين) وكنت أعجب من عملاق كالعقاد يصفهم بهذا الوصف ولكن مرسي بتعصبه ودعوته باسم الشرعية التي هي الحكم والجلوس على الكرسي تؤكد تشنج الفكر السلفي الذي لا يعيش عصره ولا يريد سوى الحكم والتحريض على القتل والدم والقوة وعدم سماع الآخرين والانصياع سرا للإرادة الأجنبية والظهور بمظهر الإسلام البعيد كل البعد عن ذلك !! لكن المواطن المصري المتشبع بالثقافة المتنورة سحق اكبر رأس للاستبداد الجديد بإصراره على الرفض أو الانصياع لثقافة الهراوات والجهل الذي يكفر من يشاء وما يشاء !! فلو بقي مرسي في الحكم لانتعشت البلطجية الإسلامية لكن الثورة الشعبية التي قام بها الشعب المصري أعادت التوازن الجديد !! وخير دليل على الثقافة المتنورة ان جميع فئات الشعب كانت تنادي للحرية فامتزج العسكر مع الشعب والقضاة والصحفيون والفنانون والأدباء والشعبيون والمتنورون من رجال الدين الداعين للسلام
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . حاتم عباس بصيلة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat