صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

الحرية بدأت من الإسلام
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 فالإسلام هو إعلان نهاية ملك القياصرة والأكاسرة ...و الملك لله الواحد القهار فلا سلطان ولا ملك في الأرض

 بسم الله الرحمن الرحيم
 (هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ) آل عمران /138.
(نَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل/34.
(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) آلا عمران/159.
 
(وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الشورى/38.
وهـذه جملة من الروايات الواردة عن الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين عليهم آلاف التحية والسلام في باب المشورة ، أذكرها لأهميتها.
عن النبي (صلى الله عليه  وآله وسلم): (مَن أراد أمراً فشاوَرَ فيهِ وقضى، هدي لأرشدِ الأمورِ).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (مَن أرادَ أمراً فشاوَرَ فيهِ امرءً مسلماً وفّقَهُ الله لأرشد أموره).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما تشاوَرَ قومٌ إلاّ هُدوا لأرشدِ أمرِهم).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما خابَ مَنْ استخارَ ولا نَدِمَ مَن استشار). 
وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم)  : (إذا كان أمراؤكم خياركم ، وأغنياؤكم سمحاؤكم ، وأمركم شورى بينكم ، فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كان أمراؤكم شراركم ، وأغنياؤكم بخلاؤكم ، ولم يكن أمركم شورى بينكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحّضه النصيحة سلبه الله لبه).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من شاور واتكل في إمضاء ما عزم ثم ندم فقد اتّهمَ الله تعالى).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (المستشار مؤتمن إن شاء أشار وإن شاء لم يشر).
وعن علي (عليه السلام) قال: سُئل رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الحـزم
فقال: (مشاورة ذوي الرأي ثم اتباعهم).
وعن علي (عليه السلام) قال: (من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ).
وعن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية قال : (اضمم آراء الرجال بعضها إلى بعض ، ثم اختر أقربها من الصواب وأبعدها من الارتياب إلى أن قال: خاطر بنفسه من استغنى برأيه ، ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ).
وعن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (اضربوا بعض الرأي ببعض يتولَّد منه الصواب).
وعن علي (عليه السلام) قال: (الاستشارة عين الهداية ، وقـد خاطر من استغنى برأيه).
عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (كـانت الحكماء فيما مضى من الدهر يقولون ينبغـي أن يكون الاختلاف إلى الأبواب لعشرة أوجه:
أولها:بيت الله عزّ وجل لقضاء نسكه والقيام بحقه وأداء فرضه إلى أن قال: والسابع: أبواب من يرتجى عندهم النفع في الرأي والمشورة ، وتقوية الحزم ،
وأخذ الأهبة لما يحتاج إليه).
وعن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (من استبد برأيه هلك ، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها).
وعن علي (عليه السلام) قال: (من شاور ذوي الألباب دلّ على الرشاد).
وعن علي (عليه السلام) قال: (مكتوب في التوراة ومن لم يستشر يندم…).
وعن علي (عليه السلام) قال: (لا ظهير كالمشاورة).
وعن علي (عليه السلام) قال: (لا مظاهرة أوثق من المشاورة).
وعن علي (عليه السلام) قال: (ما عطب من استشار).
وعن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (من اعجب برأيه ضل ، ومـن استغنى بعقله زل).
وعن علي (عليه السلام) قال: (لا رأي لمن انفرد برأيه).
وعن علي (عليه السلام) قال: (افضل الناس رأياً من لا يستغني عن رأي مشير).
وعن علي (عليه السلام) قال: (إنّما حض على المشاورة لأن رأي المشير صرف ، ورأي المستشير مشوب بالهوى).
وعن علي (عليه السلام) قال: (إذا عزمت فاستشر).
وعن علي (عليه السلام) قال: (إذا أمضيت أمراً ، فأمضه بعد الروّية ومراجعة المشورة).
وعن علي (عليه السلام) قال: (لا يستغني العاقل عن المشاورة).
وعن علي (عليه السلام) قال: (شاوروا فالنجاح في المشاورة).
وعن علي (عليه السلام) قال: (قـد أصـاب المسترشد ، وقد أخـطأ المستبد).
وعن علي (عليه السلام) قال: (كفى بالمشاورة ظهيراً).
وعن علي (عليه السلام) قال: (شاور قبل أن تعزم، فكر قبل أن تقدم).
وعن علي (عليه السلام) قال: (صواب الرأي بأجالة الأفكار).
وعن علي (عليه السلام) قال: (من استغنى بعقله ضل).
وعن علي (عليه السلام) قال: (من شاور ذوي العقول استضاء بأنوار العقول).
وعن علي (عليه السلام) قال: (عليك بالمشاورة فإنها نتيجة الحزم).
وعن علي (عليه السلام) قال: (من شـاور ذوي النهى والألباب ، فـاز بالنجاح والصواب).
وعن علي (عليه السلام) قال: (من استشار العاقل ملك).
وعن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (المشاورة راحة لك وتعب لغيرك).
وعن علي (عليه السلام) قال: (المستشير متحصِّن من السقط).
وعن علي (عليه السلام) قال: (حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء، ويضم إلى علمه علم الحكماء).
 
منذ تأسيس الدولة " آل..... وغيرهم من المش... " وتوحيد مدنها في نظام شمولي ، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة عمودية ، أو بشكل أوضح: علاقة فوقية استعلائية، تقوم الدولة بإدارة الحياة السياسية والحياة الخاصة للأفراد باتجاه رأسي ، وتتعاطى مع المتغيرات بشرط تجسيدها في جسم الدولة ، وليس لحرية الفرد قيمة إلا إن كانت تؤثر في حرية الدولة .
 
وتم تشريع تلك العلاقة كعادة أي نظام شمولي من خلال التسلح بأيدلوجيا محددة لتقود جميع فعالياته، ومن ثم تصبح عقيدة الدولة الرسمية .
 
ولأن هذه العقيدة غير قابلة للفصل عن جسم الدولة ، فإن جميع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية تطبع بالطابع الرسمي للسلطة السياسية ومن ثم تتحول العقائد ومؤسسات الدولة الدينية إلى أدوات للاستبداد والقهر والتدخل، والاستيلاء على الأفكار والحريات،حتى يصبح من المستحيل على كل التيارات الإصلاحية مواجهة محميات الحاكم إلا بمحميات مقاربة.
 
ولإتمام السيطرة تقوم الأنظمة الشمولية عادة باحتكار كل وسائل القوة والقمع ، ويتم عسكرة جميع وسائل الاتصال والإعلام والصحافة ... ولأن الإعلام متمرد بطبيعته ، ووسائل الاتصال الحديثة تمنح الفرد فرصة السياحة خارج الحدود، فقد قامت الدولة مؤخراً بمحاولة سن أنظمة وقوانين عقابية صارمة لجرائم المعلومات، ولا زالت تصرح بين فينة وأخرى بالتباحث حول تقنين الصحف الإلكترونية على الإنترنت! وقد أنشأت إدارات متخصصة في وزارة الداخلية ... لمراقبة المنتديات ، وهي محاولات ستبوء بالفشل ، فصحافة المواطن تؤذن بانقلاب هائل على إعلام السلطة أو المسمى بالإعلام التقليدي ، إلا أن كانت الدولة تنوي تجنيد نصف الشعب لمراقبة نصفه الآخر!!
 
من السمات البارزة في نظامنا الشمولي عدم المساواة بين الأفراد، أو بين الأعراق .
 
ولكي نكون منصفين : فإن الطابع العام للدولة مزيج من الروح الإسلامية العامة تلتقي مع طبيعة الملك القاهرة ، إلا أن هذه الروح الإسلامية أيضا لم تقوى على تلطيف طاقة العنف والبطش المختزنة في الدولة .فقد فرض النظام روحاً تبعية قاسية على كل منا شط الحياة ، وورط استبداد الدولة الشريعة الإسلامية بروح الكراهية السلطوية، وقصد إلى تطبيع الشخصية الإسلامية بطابع الغلظة والفضفاضة، وأخفى فيها معالم الرحمة واليسر والإنسانية. وانصب اهتمام مؤسسات الشريعة على ترسيخ الكيان القائم، بالترغيب والترهيب ، لأنها تستمد وجودها من قوة النظام وليس من ذاتيتها أو استقلاليتها، وتلك القوة لا تمنح إلا بشروط، وعلى إثر ذلك اصطبغت صورة العالم والشيخ ورجل الدين بأصباغ السلطة ومسلكها في العلاقات العامة والخاصة .
 
لقد انتهت معالم الشريعة على يد النظام الشمولي، وتم الاستيلاء على روحها وأحكامها ، وبلورت كعقيدة صالحة للاستبداد والقهر، وليس كشريعة صالحة لبناء الدين والدنيا، وأودعت ديوان الملوك كما تودع الأموال، وسلمت مفاتيحها بنفوس مطمئنة ليد الحاكم، يرسمها ويعيد تخطيطها، وصار أكثر دعاتها يفاخرون في كل المناسبات برعاية الدولة للشريعة ! وكلما اشتد الصراع مع التيارات المناهضة للتشدد احتموا بالدولة لتقيهم بأس المخالفين، فالدولة تصنع الخصوم والدولة ترعى الشريعة والدولة تحمي من الخصوم والدولة رب العالمين!
 
بدليل أن أدق التفاصيل صار لولي الأمر حق الإطلاع عليها ، ولم يعد الحياء مانعاً من إدخال ولي الأمر حتى على فراشك ليأذن لك بإنجاب طفل مستعبد يضاف لبقية القطيع!
 
لقد أشار المحللين  السياسيين  الشموليين للأنظمة وقدرتها وقال البعض:
أن على وضع العقول في حالة العبودية, وإعاقتها في منبعها الحي عن كل تمرد, ملغية فيها حتى إمكانية تبلور النية في ذلك .
 
إن أي نظام شمولي لا يعمد إلى الاستعباد والاستبداد فهو يعلن وفاته.
 
إن الاستعباد ليس سلوكاً اختيارياً يمكن أن يستبعده الحاكم من نظامه، بل لا يقوم النظام الذي يقوده "الحزب" الواحد دون قهر وتسلط ، ودون عقيدة مستخدمة لتسهيل الطاعة المطلقة التي ترى طاعة الحاكم إذا أمر بمعروف، وطاعته إذا لم ينهى عن منكر؛ خشية الفتنة، وطمس كل كلمات الرفض والاحتجاج باستدعاء المفسدة في ممانعة الحاكم حتى ولو ضرب ظهرك أو سرق مالك أو استباح عرضك .......
 
لقد أجمع دارسوا الأنظمة على سمات موحدة في كل الحكومات الشمولية، فمن الاستيلاء على التربية والتعليم, وإقامتها على قاعدة الإيديولوجية الرسمية إلى وضع شبكة من الرقابة على الأفراد شديدة الفاعلية، ومن تسخير التكنولوجيا الحديثة للسيطرة الكاملة الشاملة على كل نواحي حياة المواطنين إلى تنظيم السكان بشكل يُسهل إخضاعهم عقليا و جسديا, مستخدمة الأدلة كوسيلة ناجعة لغسل الأدمغة .
 
إن الأحكام الشرعية التي يطبقها النظام الشمولي، فتفرح لها قلوب بعض المؤمنين معتقدين أنهم البلد الوحيد في العالم الأقرب للشريعة لأن نظامهم يرعى الشريعة ، ليست سوى مصيدة لتمكين الاستحكام برقاب المحكومين .
 
ولإثبات هذه الفرضية نتساءل أولاً :
 
هل الغاية حماية الشريعة لحماية النظام، أم حماية النظام لحماية الشريعة ؟!
 
على من يقع البأس والتنكيل:
 
على من يتعرض لذات الحاكم أم على الذين يسخرون بالذات الإلهية ؟
 
وما الكتب التي يمنعها النظام الشمولي :
 
أهي كتب الخرافات والشعوذة أم كتب لوحظ فيها كلمة صغيرة في بحر لجي تجرح مشاعر النظام ؟!
 
إن واقع الأنظمة الشمولية في كل دول العالم مراعاة مصلحة النظام ولو ترتب على ذلك هلاك بقية الشعب.والحاكم الفعلي في تلك الأنظمة هي المصالح الخاصة، وكل مصلحة عامة فهي منتهية إلى تحسين حالة خاصة .
 
ودليل آخر :
 
أن الشريعة لا علاقة لها بسرقة الأموال العامة من الدولة ، والشريعة لا تحاسب الفساد المنظم ، والشريعة تستعمل في الحقوق الواجبة على الحاكم كدين مكمل ، وفي حقوق الإنسان كمرشد ،بل استعملت الشريعة لخدمة الإقطاع، وتم استحضارها في منح صكوك الأراضي وإطلاق يد ولي الأمر يهب ما يشاء كيفما شاء وقتما شاء لمن شاء دون مساءلة من الشريعة، بل الشريعة أصبحت مشاركة في نهب ثلثي أراضي الدولة على يد بضعة أفراد من السلطة ، فتضخمت أسعار العقار وعطلت التنمية وانتشرت الجريمة واعتلى سوق الرشوة وصار في كل بيت بطال وبطالة ، وصار المال دولة في يد الأغنياء، وكل هؤلاء الأغنياء إما سلطة مباشرة أو مقاربون لها أو مدافعون عنها مستنفعون منها.
 
 
إن الحلول غير الممكنة حالياً والتي تخيف الأنظمة الشمولية وتهدد قبضتها يمكن إجمالها فيما يلي :
 
أولاً: تغيير مفهوم التوحيد القائم على تنقية الإسلام من الخرافات والبدع إلى التوحيد القائم على معنى الحرية التي تفضي إلى الوحدانية المطلقة وإعلان انتهاء السلطان الأرضي ،وقيام الملك لله الواحد القهار فلا سلطان ولا ملك في الأرض، وإنما يحكم الناس بحاكم يكون في مقام الوكيل عن وكيله ، ويعزل بشوكة الأمة ، فالإسلام هو إعلان نهاية ملك القياصرة والأكاسرة ، والقرآن الكريم ردد قصة موسى وفرعون وجعلها أكثر السور وروداً في مواضع مختلفة من القرآن، فمن الحرية بدأ الإسلام، وبأفول شمسها غاب المعنى الحقيقي للدين .وقد بدأت معالم الحرية تظهر في كتابات وبحوث سلفية جليلة، ولكنها تقمع بشراسة بالغة من لدن تيارات سلفية أخرى تنسج بمكرها الكبار قطع رؤوس الأحرار، وتحيك في ظلامها الدامس بليل العبودية الإطاحة بنفوس تأبا معيشة الأحرار.
ثانياً: لا سبيل للتخلي عن الاستبداد إلا بالتخلي عن نظام الفرد الواحد الذي يحكم المجموع، لتكون الكلمة شورى بين المؤمنين في مسلك من يدير شؤونهم ويقول ربنا في المشاورة  وهي مرة الحث على المشاورة  لقوله تعالى : (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الشورى,, ؛ومرة أمر الإلهي لقوله تعالى : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) آلا عمران.
 
أما استمرار النظام الحالي بحالته الراهنة فهو استمرار للقمع والاستبداد، مهما أبدى النظام مرونة في سقف الحريات العامة للتعبير، لأن طبيعة الأنظمة هي التي تقرر مسلك الاستبداد وليست إرادة الحاكم سوى معطى ثانوي لا يضمن سلامة العدل والقسط بين الناس  كما ذكر في القرآن : (  نَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل.. 
 
إن معظم السلفيين اليوم يرون أن كل التيارات تقف ضدهم ، ويرون أن كل التيارات لا تستطيع مقاومتهم، وقد صدقوا في ذلك ، فلن يستطيع تيار فضلاً عن مجموعة من الكتاب والأقلام والبحوث ، مقاومة التيار السلفي "من ال آل...وغيرهم من المتغطرسين أصحاب الكتاب الأخ..." ، فهو محمي بسلطة تلتبس به ويلتبس بها ، وتدافع عنه ، ويدافع عنها ، ولكن المقابل هو القضاء على أصول الشريعة الكلية، فهذا هو الثمن الباهض الذي دفعه التيار السلفي وجعل خياره مع الاستبداد مقابل الحفاظ على مكتسبات حققت له وجوداً وانتشاراً في أوساط الناس، وهذه المكتسبات التي حققت وجوده ليس منها أي معنى من معاني الاستقلال والحرية والعدل، فلم يكن العدل والحرية والحكم الطبيعي هو السبب في قيام التيار السلفي ووجوده ، ولم تكن حقوق الإنسان ، وتجريد الطغيان ، والتضحية في سبيل كرامة الناس علة في ظهوره، بل عامة السلفيين هم في توتر بالغ من مسائل الحرية والعدل ، وظهرت لبعضهم كتابات مخزية لا يستحون من نسبتها لهم ولتيارهم ، بل عامة التيار السلفي والحركي على وجه الخصوص انقلب إلى طور جامعي جديد ، فطوفان الحداثة والعولمة والهيمنة الدولية على العالم قلبت لديه الموازين، وبدلاً من البحث عن تضحيات كبرى لأجل غايات الإسلام الكبرى باستعادة معاني التوحيد العظمى في العدل والشورى والحريات ، اندفع إلى تصدير قضايا المرأة كسلاح في الحرب على الليبرالية ليضمن مقعده في الوجود، فالمرأة هي السلاح وليست الحرية ، والمرأة هي الوجود وليس العدل فلماذا إذن تختطفون الديمقراطية منا؟ ......وبعد أن تعمقنا بما وهبنا الله من الحرية والديمقراطية في الإسلام يجب أولن أن نصلح أنفسنا مع الله حتى نكون مؤمنين ويداً واحدة ,وثانياً أن نكون أخوة متعاونين ومتشاورين فيما بيننا
ولا نحتاج إلى من يتدخل في شؤوننا ويفرض علينا من الخارج ما تنسجم مع مصالحه ! وما على الساسة إلا أن يغيروا ويهتموا بشعوبهم وأوطانهم وينعشونهم ويأمنون لهم الأمن الذي هو من أثمن ما يتمنها الإنسان إذن يداً بيد للتعاون والتآخي ليتسنى لنا أن نحارب المفسدين والانتهازيين الذين يردون بنا السوء !! ونعم من قال:
يا رافعـًا رايــة الشُّـورى وحـارسَهـا* جزاك ربُّكَ خيـرًا عـن مُحِبِّــيـهَا
رَأْي الجماعةِ لا تَشْقَى البـــلادُ بـــهِ * رَغْـَم الخـِلاف ورَأْي الْفَـرْدِ يُشْقِيهَا
وقد قيل هذا لنعمة المؤازرة المشاورة , والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/16



كتابة تعليق لموضوع : الحرية بدأت من الإسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net