صفحة الكاتب : محمد ابو طور

فوضوهم ... فهم الملاذ الآمن للوطن
محمد ابو طور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 رفعت قلمي فجف حبري بإرادتي عقب الموجة الثالثة لثورة 25 يناير 2011 المجيدة التي أغرقت شوارع مصر فى 30 يونيو 2013 ، توقفت عن الكتابة طواعية في استراحة محارب متدبرا ما حدث  محاولاً استشراف مستقبل بلادي بعد المشاركة الفعالة في معركة شرف إسقاط نظام فاشي ديكتاتوري مستبد ، واليوم أجدني مضطرا للتسلح بقلمي مرة أخرى فى مواجهة فلول الإرهاب والعنف.
 
كنا نعلم  ( الكبار سناً)  أن الجماعة المعزول مندوبها فى الاتحادية لن تسكت بل ستملأ الدنيا إرهابا ، قتلا وتفجيرا ، حرقا وتدميراً ، فقد خسروا كل شيء وأنتهي حلم التمكين ، ولاحت لهم بوابات السجون والمعتقلات و أعواد المشانق قد دنت من أعناقهم ، ومصدر علمنا هو تاريخهم الدموي الذي ينضح كذبا وغدرا وإرهابا ، لذلك استقبلنا بشيء من الريبة والقلق دعوات البعض للمصالحة معهم وعدم إقصائهم من المشهد السياسي ، وفي ظل تنامي العنف الموجه لنحر الشعب المصري وسقوط الجرحى والقتلى تحولت تلك الدعوات لهلاوس فكرية وخزعبلات نفسية فلا مصالحة مع قتلة مجرمين بل لا يكفي الإقصاء والحظر ولكن الاجتثاث هو المطلب الشعبي الوحيد.
 
ولمن لا يعلم التاريخ الدموي للخونة يمكنه الرجوع لكتب ومذكرات أعضائها لمعرفة حجم الوحشية التي تعاملوا بها مع الشعب المصري في الأربعينات حتى الستينات وما أدراك ما الستينات ، وافتخارهم وزهوهم بالقتل والتفجير في محاولتهم المستميتة لإنشاء دولة الخلافة المزعومة حلم مدرس اللغة العربية في المدرسة الابتدائية الأميرية بالإسماعيلية في الثالث والعشرين من مارس عام 1928 حسن البنا الذي لقب نفسه بالمرشد وكان عمره اثنين وعشرين عاما فقط .
 
وقد وضع البنا أسس التكوين متمثلة في ثلاثة أجيال ، الأول جيل التكوين ( سمع فقط بلا طاعة)، والثاني هو جيل الجهاد والتنفيذ ( السمع والطاعة فرض عليه)، وأخيرا جيل الانتصار وهو الذي سيتولى أمر المسلمين بعد الانتهاء من الحروب التي ستخوضها الجماعة لكي يحكموا بالشريعة الإسلامية في دولة الخلافة التي تتوارث الحكم .
 
فى ذلك الوقت كان الملك يعانى من قوه الأحزاب السياسية و يحتاج قوه داعمة مضادة لمواجهتها وعندما سمع عن الأخوان فى الإسماعيلية قام بتسهيل انتشارهم فى القاهرة  كبديل معارض للأحزاب السياسية  ، وتلقت الجماعة أول دعم من الجيش الانجليزي 400 جنيه - مما عزز شائعات دور المخابرات البريطانية فى تكوين تلك الجماعة - فانتقلت بمركزها للقاهرة وأصدرت مجلة أسبوعيه وصار لها فروع خارج مصر في سوريا ولبنان والسودان وفلسطين .
 
في عام 1938 أنتقل البنا بجماعته للجيل الثاني جيل الجهاد والتنفيذ فحول جزء منها للعمل العسكري منشئاً فرق للجوالة بلباس عسكري تحولت إلى كتائب مسلحة عرفت باسم الجهاز الخاص أو التنظيم السري ، تم اختيار عناصرها بدقة متناهية تحت شعار الموت في سبيل الجماعة والتضحية بكل ما هو غالي ونفيس من أجلها.
 
وفي 1945 قام محمود العيسوي أحد الخلايا النائمة في الحزب الوطني باغتيال أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر .. و قد أقر الشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ سيد سابق المنتميان لجماعة الإخوان المسلمين في مذكراتهما بأن محمود العيسوي هذا كان عضواً بالإخوان المسلمين.
 
وفي  1946 اندلعت في مصر مظاهرات عديدة ، كان للإخوان فيها النصيب الأكبر ، حتى قام التنظيم السري للجماعة بتفجير عدد من أقسام الشرطة ، وفي العام ذاته تم تجنيد خالد محي الدين وجمال عبد الناصر وكمال حسين كخلايا بالجيش للعمل مع النظام الخاص وقد أقسم ثلاثتهم بالإضافة لجمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا يمين الولاء على المصحف والمسدس للجماعة والتنظيم السري .
 
مع بداية عام 1948 وهو عام الكوارث الأول للخونة وبالتحديد في السابع والعشرين من فبراير وقع انقلاب على نظام الحكم في اليمن اغتيل فيه الإمام يحيى حاكم اليمن على يد المعارضة التي ساندها الإخوان بزعامة عبد الله الوزيري ، وكان لحسن البنا والجماعة الدور الأكبر في هذا الانقلاب بالتعاون مع البدر حفيد الإمام يحيى لإعداد اليمن لتكون أولى دول الخلافة  ، ولكن الانقلاب لم يدم لأكثر من ستة وعشرون يوماً فقط ، وكان ما حدث بداية التوتر بين الملك والجماعة.
 
في 22 مارس من العام ذاته قام التنظيم السري باغتيال القاضي أحمد بك الخازندار وهو يعبر الطريق على يد عضوي الجماعة حسين عبد الحافظ ومحمود زينهم ، بعد قيام القاضي بالحكم المشدد في قضايا أطرافها أعضاء بالجماعة .
 
في 15 نوفمبر 1948 أمسكت الشرطة سيارة جيب بها مستندات تخص الجماعة شملت مخططات تفجير حدثت أو ستحدث و قوائم اغتيالات فضلا عن قنابل ومتفجرات وأسلحة ، وألقي القبض على ثلاثة اشهرهم مصطفى مشهور أحد مؤسسي التنظيم الخاص والمرشد الخامس فيما بعد.
 
 في 04 ديسمبر 1948 خرجت مظاهرة بكلية الطب بجامعة فؤاد (القاهرة) وإذا بطالب ينتمي للجماعة يلقى بقنبلة من الطابق الرابع فسقطت أمام اللواء سليم زكي حكمدار القاهره فمات على الفور.
 
 في 06 ديسمبر صدر الأمر بإغلاق صحيفة الإخوان ، وبعدها بيومين في تمام الساعة الحادية عشر مساءاً أعلن راديو القاهرة أمر الحاكم العسكري العام رقم 63 لسنة 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها ، وعلى الفور قرر المجرمون الانتقام من النقراشي باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ردا على حل الجماعة، وفي العاشرة من صباح يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1948 وفي بهو وزارة الداخليه تنكر شاب من شباب الإخوان المسلمين في زى ضابط وقام بإطلاق الرصاص على النقراشي باشا بين أفراد حراسته فارداه قتيلا ً .
 
زاد الاحتقان بين الجماعة وكل الناس تقريباً ، فالجميع في ترقب وانتظار لحادث إرهابي جديد من الإخوان ، وفي صباح الثالث عشر من يناير عام 1949 قام شفيق أنس أحد المنتمين للجماعة بحمل حقيبة وذهب بها إلى محكمة الاستئناف بباب الخلق بوسط القاهرة ، وأدعى بأنه مندوب من أحدي مناطق الأرياف جاء بقضايا للعرض على النائب العام  وترك الحقيبة في المكتب بداخل المحكمة وذهب بحجة تناول الإفطار ، وبعدما غادر المكتب بدأت شكوك الموظفين بالمكتب حول الحقيبة ، فتم استدعاء الأمن وأخذوا الحقيبة خارج المحكمة فانفجرت بالشارع العام ، وبعد القبض على شفيق أنس أعترف بأن الغرض من التفجير كان نسف المحكمة للتخلص من أوراق ومستندات قضية السيارة الجيب القضية الأشهر فى تاريخ الخونة ، وكان ذلك بأمر من سيد فايز مسئول التنظيم الخاص ، والغريب أن "السيد فايز" قد تم قتله فيما بعد على يد نفس التنظيم الذي كان يقوده بواسطة علبة حلوى مفخخة ، الأمر الذي يدل على خيانتهم وانعدام مبادئهم حتى تجاه بعضهم البعض ، وفي تبرير وقح  للحوادث الإرهابية التي أرتكبها الإخوان بدماء باردة وضمير ميت قال البنا  : "من خدع الحرب أن يضلل المسلم عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله ، وأنه من الواجب قتل أعداء رسول الله ومن يحميهم حتى وان كانوا مسلمين وأن الإسلام يتجاوز في ذلك الأمر أهدار دم المسلم " ، بالإضافة لكتابات عن وجوب مناصرة الجماعة وأن من يقف في سبيلها أو يناوئها مهدرة دماءه.
 
أما عن العمالة والتخابر مع الأعداء فحدث ولا حرج فكثيرة هي الكتابات التي كشفت ارتباط الإخوان بالمخابرات البريطانية ومنها كتاب الباحث والصحفي البريطاني مارك كورتس الشؤون السرية: التواطؤ البريطاني مع الإسلام الراديكالي عام 2010، والذي اعتمد فيه على وثائق المخابرات البريطانية نفسها التي تكشف تعاون مخابراتي سري بين الإخوان المسلمين وبريطانيا، وكون العمالة وخدمة أهداف الغرب والصهيونية منهجاً متجذراً لدى حركة إخوان مصر وسوريا والأردن ، ففي الفصل الرابع يكشف الكاتب استعانة بريطانيا بإخوان الأردن، لمواجهة التيار القومي العربي في العاصمة عمان عام 1957، والتي كانت تقدم لهم الدعم المالي والأسلحة بتوجيه من الملك حسين لإسقاط حكومة القوميين العرب.
 
كما كشف الدور ذاته في سوريا حيث كان إخوانها الأداة الرئيسية التي راهن عليها الغرب لضرب التيارات القومية واليسارية العربية عام 1957، وكان المخطط أن يتحرك الإخوان لتنفيذ عمليات شغب واغتيالات، بالتزامن مع تحركات عشائرية في دير الزور ودرعا، وبمساندة الأردن والعراق، وحشد قوات تركية على الحدود الشمالية لتتدخل قوات الغرب عسكرياً بحجة تقديم العون للشعب السوري لإنقاذه من مؤامرة شيوعية إلا أن وعي الشعب العربي السوري حال دون ذلك في حينها ، وهو بالمناسبة ما يتم الآن .
 
مجرمون  قتله و عملاء خونة ، ولم يبقى أمام الشعب المصري إلا أعطاء تفويضاً للجيش والشرطة لبتر هذا الجزء المصاب بالغرغرينا السياسية حفاظاً على سلامة وحياة الوطن.
 
أمنحوهم التفويض يرحمكم الله.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد ابو طور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/26



كتابة تعليق لموضوع : فوضوهم ... فهم الملاذ الآمن للوطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net