صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

قراءة في ديوان (همسات من جوف الروح ) 3 للشاعرة المغربية احسان السباعي
علي جابر الفتلاوي

( احسان السباعي ) شاعرة الوجدان والحراك الروحي لشرائح في المجتمع خاصة شريحة النساء ، تتكلم عن مظالم وطموحات واحلام واحباطات وآلام المرأة والفتاة  في دائرة البيت ، او في دار الزوجية ، او المدرسة ، او الدائرة ، او في السوق او الشارع العام ، تتكلم عن ضحايا الظلم الاجتماعي بحكم الظروف القاسية ، رصدت الشاعرة بحسها المرهف الفتاة الحالمة في مرحلة المراهقة والشباب ، وواكبت المسيرة حتى رحلة نهاية العمر ، رسمت صورة البنت الضائعة ( المتسولة ) وتأثيرات هذا الضياع على البنت ونتائجه ، نقلت الينا هذا النموذج الانثوي الضائع قي قصيدة رائعة خارج الديوان اسمتها ( المتسولة ) ، وتكلمت في الديوان عن المشاكل الزوجية التي تحتل حيزا كبيرا في شعرها ، خاصة مشكلة الخيانة الزوجية  وتأثيراتها على نسيج العائلة ، والنتائج السلبية المتولدة من هذه الخيانة ،  في ديوانها ( همسات من جوف الروح ) خصصت الكثير من القصائد في الحديث عن الخيانة الزوجية ، وتأثيرات هذه الخيانة على الحالة النفسية للزوجة الطيبة المحافظة على شرفها وكرامتها ، رصدت حالة المرأة النفسية وهي تقاوم الظروف غير الطبيعية المتولدة من هذه الخيانة .

ما يخص المرأة في مجتمعنا ، تشعر وانت تقرأ شعر ( احسان السباعي ) أنها هي من يخوض هذه التجارب ، وهذه قدرة لايمكن ان توجد عند كل انسان ، لكن من الممكن ان نراها ونتحسسها عند الفنان والاديب فيما ينتج من ادب اوفن ، وهذه التجارب دروس تستفيد منها النساء عموما ، في ديوانها خصصت الشاعرة عدة قصائد للكلام عن الخيانة الزوجية ، وتأثيرات ذلك على العلاقة بين الزوجين ، هذا فيما يخص خيانة الزوج لزوجته ، اما لوحصل العكس ففي مجتمعنا العربي يكون الحسم سريعا ، اما بطلاق الزوجة وهذا احسن الخيارات ، او يكون بقتل الزوجة وهو الاسوأ ، لكنه هو المفضل في مجتمع عشائري ، اذ لا يمكن مسح عار خيانة الزوجة الا بسفك دمها ، اما اذا خان الزوج فعلى رأي المثل القائل :

 (( المسامح كريم )) ، اذا خان الزوج المجتمع يغفر له ، وربما يعتبرها جزءا من صفات الرجولة ، مثل ما كان المجتمع العشائري قديما يعتبر السطو ليلا على اموال وممتلكات الاخرين وحتى على نسائهم  رجولة وبطولة ، وهو مايسمى بالغزو ، الذي يقوم على قاعدة القوي يأكل الضعيف ، لكن الاسلام دين الانسانية ابطل هذه المفاهيم وان لم يقضِ عليها تماما ، اما اذا خانت الزوجة فلها شديد العقاب ، وهذه هي قيم المجتمعات العشائرية الذكورية ، ولابد ان ننصاع لها لأن خيانة الزوجة طعن في شرف وسمعة الرجل والعائلة ، واهانة لا يمكن تحملها في مجتمعاتنا ، اصبحت الخيانة الزوجية اليوم احدى معاول هدم البناء الاسري ، لذا نرى كثرة حالات الطلاق في مجتمعاتنا ، بسبب هذه الشكوك او الخيانات التي تقع فعلا حتى بالنسبة للمتزوجين الجدد ، واذ تتكلم الشاعرة عن حالات الشذوذ السلوكي للخيانة ، انما هي دقيقة في نقلها لمشاكل المجتمع ، وهذا دليل على شاعريتها وتحسسها آلام واوجاع الآخرين ، ويفترض بكل اديب  واديبة او فنان وفنانة ان يعكس مشاكل مجتمعه ومحيطه الذي يعيش فيه .

الخيانة الزوجية رحلة شاقة بالنسبة للخائن ايا كان ذكرا او انثى ، عندما يكون الرجل الزوج خائنا تكون الزوجة  ضحية ، ولا سبيل امامها الا ان تصبر وتتحمل المشاكل والنكد وعدم الراحة والاستقرار ، او تكون النتيجة الفراق والطلاق وهو ابغض الحلال عند الله تعالى ، اما الزوج المستسلم لهوسه الجنسي ، والميول العاطفية والشهوانية غير المنضبطة ، فهو ايضا ضحية ، اذ يعيش حياة قلقة وغير مستقرة  اضافة لعدم رضا الله تعالى عنه ، في رأيي ان المرأة التي تبيع نفسها لهذا الرجل او ذاك ، انما هي ضحية  الظلم الاجتماعي الذي يدفع بها لهذا المسار الخاطئ ، أنها ضحية سوء الضبط الاجتماعي ، وفقدان القيم التي تضبط العواطف والشهوات ، هنا يأتي دور التربية الدينية السليمة التي أمرالاسلام بها ، وهو دين الاخلاق وبناء القيم  يصف الله تعالى نبيه الكريم بقوله : 

(( وانك لعلى خلق عظيم )) القلم ، 4 

والرسول الاعظم يقول :(( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق )) 

 وخير ضابط للسلوك هي الاخلاق التي تعتبر معايير قيمية ورقيب ذاتي على الانسان ، فقدان الرقيب الوجداني هو من يدفع باتجاه الانحراف ، كذلك الظروف الاجتماعية القاسية ، والظروف النفسية المعقدة ، والصعوبات الاقتصادية ، كلها عوامل مهمة تدفع باتجاه الخروج عن الخط الطبيعي الذي فيه رضا الله تعالى .

الشاعرة في ديوانها ( همسات من جوف الروح ) تطرقت في عدة قصائد لمشكلة الخيانة الزوجية ، وكيف تعاني المرأة الزوجة نفسيا من هذه الخيانة ، ترى بعينيها خيانة زوجها ، فتصبر وتتحمل على رأي القائل :(( من اجل عين الف عين تكرم ))  تتحمل المرأة هذه المهانة من اجل ذاتها وأولادها ، أو من اجل بيت الزوجية حتى لا يسقط على رؤوس ساكنيه ، فتتجرع الصبر المرّ لأجل ذلك .

سأستعرض نماذج لبعض قصائد الديوان التي محورها الخيانة الزوجية ، تقول الشاعرة في احدى قصائدها (( اليوم اعلنت انكساري )) : 

((اليوم اعلنت انكساري 

ومزقت في وجهك كل خواطري 

فما عدت انا ، الحمامة البيضاء ، تحلق في سمائك ، بجناحي الهوى ، ... . ..

 فما عدت انا مثل امسي ، في صدرك بيتي ، وحضنك مكاني ، بين كفيك كل أوطاني   

 اليوم تجمدت مشاعري  

وما عدت من نظراتك ، انسى آلامي واحزاني 

ماعدت من اوامرك ، كالدمية تراقص لك كل الاماني 

... بسرعة تركتني ، على اهون الاسباب ، فلمن ابوح بشكواي ؟

... فيا خيبة الشاكي ، اذا فقد الهوى ، ومن الحبيب ، اخذ الرصاصة وانتهى  

فتذكر أنك قاتلي ))

حالة من الانكسار ، وخيبة امل كبيرة ، عتاب ولوعة ، مفردات القصيدة تعبر عن الم ووجع نفسي قاتل ، معاناة في السر والكتمان ، وهذه اصعب معاناة ، من هنا بدأت الرحلة الشاقة مع بطلة القصيدة وحبيبها ، وستعقبها مشقات وآلام واوجاع ، هذا لون من الوان المعاناة بسبب ابتعاد الحبيب عن حبيبته ، وهناك الوان اخرى تسلط  الشاعرة الضوء عليها في قصائد اخرى .

الشاعرة في قصيدة (( حوار مع المرايا )) ، تحاكي مرآتها التي يفترض ان تعكس صورتها الجميلة المتألقة المتأنقة ، وهي متأهبة لقدوم الحبيب ، لكن للاسف يحصل العكس ، تسقط غضبها وامتعاضها من تصرفات حبيبها المؤلمة على مرآتها :

((اليوم كسرت مرآتي ، حتى زجاجة عطري ، جلست ابكي حسرتي ...

اليوم لن اقف امامها ، أحدثها وتحدثني ، انها كاذبة مخادعة ، مثل حبيبي رفيق دربي 

ما عرفتني .. حقيقة ملامحي 

اليوم مرآتي ، صفحة دم مكسرة ، هي كلها دمي ...))

صور شعرية تنبئ عن حزن عميق ، وتعبر عن يأس ، في هذه القصيدة تتكلم الشاعرة بلسان بطلة القصيدة ، فتتوجه بالعتاب الى رفيق الدرب وهو الزوج لتعلن انه دمرها ، فتوجه له عددا من الاسئلة : 

((رفيق دربي دمرني ...

 كيف يارفيق دربي ، اهديك زهرة عمري ...

كيف من سماء مقلتي ، سقيتك المطر ...))

هنا تخاطبه بكلمة مؤثرة عندما تقول له : ((خدعتني)) 

 كأنه كان يعدها باحلام وردية لكنه كذب عليها ، ولم يفِ بوعوده .

بعد الوصول الى هذه المرحلة المؤلمة ، لم تفقد المرأة المتألمة من تصرفات رفيق الدرب التي ترسم صورتها الشاعرة ( احسان ) ، لم تفقد الامل من زوجها وحبيبها بل دعته ليعود الى عرينه قبل فوات الاوان .

 في قصيدة (( انتظر )) تخبرالزوجة رفيق دربها انها لم تفقد الامل تماما بل لا زالت تنتظر عودته لعرين الزوجية : 

((ما زلت انتظر ، رغم الرحيل ان تعود ، فهل سأظل انتظر ؟ ))

طبعا لا ، اجيب نيابة عن الشاعرة ، واستدل على هذا الجواب من قولها : 

((فاعلم أن بي شموخ وكبرياء ، كما النار تستعر ، وفي جوفي بركان 

 مع الغدر ينفجر ))

لوحة شعرية جميلة ، تعكس مشاعر طبيعية لكل امرأة تمر بمثل هذه الظروف الاستثنائية المؤلمة .

 الشاعرة ( احسان ) تصور الزوجة الضحية المتألمة في موقف المكاشفة مع زوجها  وتخاطبه بوضوح في قصيدتها (( سقط القناع )) ، تخاطب الزوجة زوجها وجها لوجه ، انك مكشوف وسقط القناع عن وجهك :

(( سقط القناع من عينيك ، سيدي ، فالمخادع تفضحه العيون )) تسأله بشكل مباشر : 

(( أتكتم سرّك عنّي ، وسرّك خبرته الذقون ، اعترف !!)) 

 تخاطبه :

(( ضيّعتَ حبّا بكت ، من فرط  لوعته السماء ))

 الشاعرة تناديه بلهحة تحذيرية :

(( ياسيدي أعلم ، أنّ غضبي اعصار ، ......

 ياسيدي أنا ألم ، على صهوة القوة يمتطي ، انا الحرباء في دمي الألوان ، والصباغ  أنا الحيّة تتلوى بالذلال ، وأخفي السمّ القاتل الفتّاك ، فاسأل عني الأهل والصحابا 

فأنا أحمل شموخا ، أرضعوني اياه من زمن الرضاع ، وما عرفت عنه الفطام 

يدي أقطعها بالسيف ، اذا امتدت اليك تطلب السلام ...))

 هذه اللهجة الانذارية التهديدية ، ماذا تريد الشاعرة من ورائها ؟

 تريد من رفيق دربها ان يستوعبها ويتعظ  بها ، وعليه ان يحمل هذه التحذيرات محمل الجد : 

(( دع عنك يا سيدي الأعذار ، فلا يجدي الندم ، ولا الأعتذار ، فالخطيئة عار 

لا يمحيها الزمان ، وما تكسر لا يعود كيفما كان ، ولا ترمّمه الايام 

 أنا ياسيدي امرأة ، بأحساس ، كما النساء يغلبها الحياء ، الا أني بكبرياء )) .

كلام صريح وواضح تعبر فيه عن ألمها ، وتكشف عن جرحها الذي لا يمكن ان يندمل بسهولة مع الايام ، هناك قصائد اخرى تتحدث عن الخيانة الزوجية وتأثيرات هذه الخيانة على نفسية المرأة ، ومحطات الشد النفسي ، والمشاعر الأليمة التي تملأ قلب المرأة وتقلقها ، سنختم قراءتنا بأحدى هذه القائد وهي قصيدة (( يا سيدي )) :

يا سيد العناد 

والصوت والكلام المباح 

............................

سيد أنت 

بملامح الجلاد

بسياط الطغاة 

............

سيد انت 

لا تفهم لغتي 

لا تستوعب أناتي 

لا تتوغل في مدارك فكري

الشاعرة تنادي الزوج بلهجة تهكم واستهجان عندما لا يفهم زوجته ، ولا يستوعب تطلعاتها ، ولا يدرك مشاعرها ، ولا يرقى مستواه الفكري والثقافي ليفهمها ، هنا تبدأ المعاناة هروب احدهما من الاخر ، ليعيش كل منهما في عالمه الخاص ،  وقد يكون الهروب الى المواقع الممنوعة وغير المباحة ، وقد تنتهي الرحلة بالفراق .

يا سيد الليل 

كيف تنشدني

دفقة مشاعر بالنقاء 

ووسادة نور 

تحط عليها بعد عناء 

دموعي منك تبكي الشقاء 

كيف تمزق روحي 

تبعثر جوارحي 

لا تمنح حقي 

ببوح العتاب 

ترسم الشاعرة صورة الرجل العابث الذي يسهر الليل من اجل شهواته وملذاته وتنعته (( سيد الليل )) ، وهي كناية لغوية جميلة ، تخبر الشاعرة هذا الرجل بان لا يتوقع من رفيقة الدرب ان تستقبله بمشاعر الانوثة ، او تقدم نفسها (( وسادة نور )) كي يرتاح عليها بعد عناء الليل الذي قضاه خارج عش الزوجية .

ماذا تفعل الزوجة عندما تجد زوجها في هذه الحالة غير الطبيعية ؟

تستقبله ببرودة اعصاب ، وبمشاعرة متجمدة ، وتنغلق على نفسها :

أنغلق على نفسي 

أسكن بيتي 

مثل الحلزون 

على  آناتي ابكي 

ألمي المحزون 

..................

لو اقدر.. 

لو أستطيع ..

أبيع غرس الاصول 

لأزلتك من أرضي 

جعلته زرعا عقيما 

ماله في حقل الرجال 

وجود

الشاعرة في ابياتها الاخيرة تعلن عن يأسها من أصلاحه ، وتعلن أنها لو تمكنت لمسحته من حياتها ، لكن هناك اعتبارات والتزامات ، لا بد أن تصبر حتى يحين الوقت المناسب ، ويأتي الفرج من الله تعالى ، الحالة التي تتحدث عنها الشاعرة عن الرجال الازواج ، هي حالة شائعة في المجتمعات العربية ، وليست حالة خاصة بالمجتمع المغربي ، ولها اسبابها الموضوعية والشخصية والمجتمعية ، وتحتاج لتضافر الجهود من جميع اصحاب الشأن والمسؤولية للتخفيف من هذه المشاكل التي تسبب التفكك العائلي .

الشاعرة المغربية المبدعة احسان السباعي ، شاعرة الوجدان والاحاسيس الصادقة المعبرة عن مشاعر الكثير من النساء اللواتي يعشن مثل هذه التجارب في مجتمعاتنا العربية .

اقول للشاعرة ( احسان السباعي ) : صورك شاعرية تعكس حرارة النفس الانسانية بعفوية وعاطفية وصدق قي التعبير ، لا تكلف في شعرك ، تنساب الحروف من بين اصابعك ، كنبع ماء صاف نقي ، يتمنى الاحباب ان ينهلوا من معين مائه الطاهر  اتمنى لك التوفيق .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/31



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في ديوان (همسات من جوف الروح ) 3 للشاعرة المغربية احسان السباعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net