صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

حفلات الشواء الآدمي لا تتوقف
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لو كان الشعور بالمرارة من مبطلات الصوم لكنت الان امارس جريمة النقر على لوح المفاتيح بيد ، فيما تزهو بيدي الاخرى قطعة من حلويات نعوش حسنة الصيت . ومنشأ هذا الاستياء ليس طاحونة الموت التي تهرس بعظام العراقيين الاصلاء يوميا ، فقد اصبح هذا المشهد مالوفا حد اننا نفتقده لومر يومان من دون مأدبة شواء كبرى يختلط فيها اللحم البشري الابيض بحديد السيارات الاسود . مبعث هذا الاستياء العقلية التي اقل ما توصف بانها "ماصخة وبلا ملح" وهي تتوج أدمغة البعض ، وبدلا من محاولة اضافة مكعبات سكر لتحليتها ، فحاملها يتبجح بما يظنها هبة الله من ينابيع الحكمة . فقد فوجئت وانا اتلمس كالاعمى جدار الفيس بوك بصديق الكتروني يكشف بحسه المرهف ومصادره الموثوقة بان الاميركي الذي احرق نسخة من المصحف الشريف ودعا الاميركيين والعالم المسيحي الى التأسي به قد اقتص الله منه واورده الجحيم يصلاها غير ماسوف عليه ، حالفا بالايمان المغلظة بان بلاد العم سام تخفي الخبر تحاشيا للتورط في اثبات احقية الاسلام . فهل ثمة جهل مركب كهذه الطامة الكبرى التي نزلت على أشباه الادمغة . يا ابن الحلال ، يوميا يلفظ انفاسه ما معدله خمسون مسلما على ايدي المسلمين انفسهم في بلاد الاسلام ، دون ان يكون للنتن ياهو ضلع او لبوذيي بورما يد في تلك المجازر . ومع هذه المفرمة السريالية تنهار مساجد وتتحول مصاحف الى رماد وتتطاير احلام طفولة . فما قيمة احراق مصحف في اقصى الارض او نشر صور كاريكاتيرية في أدناها . ما يفعله المسلمون اليوم بانفسهم من انتهاك لحرمة الانسان ، يضع القس "تيري جونز" وامثاله في الشرق والغرب في خانة الانبياء . و يكمل اخونا في الله نبأه العظيم بأن راح يتهدد ويتوعد صانع الفيلم "المسىء" للرسول بالويل والثبور وعظائم الامور مالم يتب من فعلته الشنيعة على حد وصفه الرومانسي جدا . وليت من سن سنة وصف "المسىء" لهذا الفيلم كلف نفسه ووقته نصف ساعة فقط للبحث في مصادر وقائعه ،ليكتشف بنفسه بان الروايات التي استند اليها السيناريو بقضها وقضيها مثبتة في كتب التراث المقدسة حد اللعنة والتي تعج بالاساءات للرسول محمد "ص" . ففي هذه المؤلفات من اهانة للرسول ما تعجز هوليوود عن الاتيان بمعشاره ولو جندت كل سعالي السينما لهذا الغرض . فلماذا لا نحاكم مؤرخينا المسلمين المحاطين بهالات التقديس من الذين قدموا هذه اللقمة السائغة للغرب ، كي نجتث الفتنة من جذرها النتن . ما نراه اليوم من استسهال للقتل هو افراز طبيعي لتلك الكتب المسمومة التي لا تحث الا على الكراهية والتي يكمل رسالتها السوداء اليوم خطباء منبر الرسول الذين يتقاطر اللعاب الاحمر من افواههم وهم يجلدوننا بخطبهم العصماء ويسلقوننا بالسنتهم الحداد يوميا . ماذا علينا ان نتوقع من امة افتتحت صفحات تاريخها المشين بركل صدر ابنة نبيها بسنابك الخيول العربية الاصيلة ؟ وكيف نصنف امة تبشر عورة عمرو بن العاص بالفردوس المقيم مع الصديقين والشهداء الذين حسنوا رفيقا ؟ وماذا علينا ان نتوقع من امة افتتحت تاريخها المخجل بسب اشرف خلق الله بعد الرسول على منابر الرسول ؟ وماذا نتوقع من امة اصبحت تلاحق ذراري نبيها في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة وهي تصلي على آل محمد في كل فريضة ؟ فهل بعد هذا الهوان من هوان ؟ اللهم اننا لا نسألك رد القضاء ، بل نسالك قطع دابر خطباء دينك فهم منبع كل جهل وآلة كل تجهيل . طاب يومكم وصومكم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/31



كتابة تعليق لموضوع : حفلات الشواء الآدمي لا تتوقف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net