صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإدراك الديمقراطي!! ما لا يُدرك كلّه لا يُترك جُلّه"
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الديمقراطية حالة إدراكية فكرية ثقافية متوافقة مع تطلعات إيجابية لتحقيق السعادة الإنسانية. 
ولكي ندركها يتوجب علينا أن نعرفها ونعيها ونتمثلها , ونرتقي إليها نفسيا وروحيا وعقليا , فنبتكر الصياغات السلوكية المعبّرة عن جوهرها وقيمها المنيرة.
البعض يقول بأنها تحلّق في سمائنا منذ عشرة سنوات , وغيرهم يقول منذ إنطلاقة الربيع العربي من تونس الثورة والأمل والحياة. 
وآخرون يذكرون بأنها إنبثقت من قلوب وأعماق الشباب المصري المنوّر بثقافة العصر الذي ينغمس فيه.
وفي جميع الأحوال , فأنها ترفرف في أجوائنا , وما وجدت وكرا يصلح لبناء عشها , ووضع بيوضها الحضارية وتفقيسها ورعايتها.
وكأن البيئة ليست بيئتها , والفضاء يشاكسها , فأصبحت كالطير المستورد بقفصٍ من جزر الكناري , الذي أطلقه صاحبه بعد أن تألم لوحدته وإنحباسه , فحسب أنه يفعل خيرا , لكن الطير راح يتخبط حائرا , كالخفاش المطلوق في عز الظهيرة الساطعة , وكل مَن يُمسكه يطعمه طعاما يأباه , فإنتهى به الأمر , أن يعود إلى قفص صاحبه , الذي أدرك بأنه قد تورط مع هذا الطير , وعليه أن يبقيه في القفص حتى يسافر إلى تلك الجزر فيطلقه هناك , أو يصنع له بيئة مشابهة ويجد له خليلة تساعده على البقاء , وصناعة الحياة والتآلف مع البيئة الجديد.
وبقي صاحبه يبحث عن وسيلة لتربيته وتكاثره في بلادٍ لا يَعرفها ولا تعرفه , فهل سيفلح , أم أنه سيبقيه في أسره؟!
 
فكرةٌ جاءت وفينا عُسِّرَتْ         هلْ بوعيٍّ سَنراها يُسِّرَتْ؟ 
 
وبغياب الإدراك الديمقراطي , نبدو وكأننا لا طاقة لدينا ولا قدرة على القيام بواجباتها ومتطلباتها , وإنما أخذناها إلى مسالك لا ترضاها , ومتاهات لا تعرفها , وقد تحولت عندنا إلى "ثريد" ولكن حول صحوننا الفارغة!
فهل أنها معسورة ولا ندرك ما فيها من الميسور , أم أننا سنتفاعل بما تيسر منها حتى ندرك معاسيرها , ونتمكن من صناعتها في مجتمعاتنا.
 
"ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها" البقرة:286

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/31



كتابة تعليق لموضوع : الإدراك الديمقراطي!! ما لا يُدرك كلّه لا يُترك جُلّه"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net