صفحة الكاتب : علاء كرم الله

تداعيات عملية الهروب من سجن ابي غريب والتاجي؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكن يوم الأحد  الموافق 21/7/2013 يوما كباقي الأيام  في العراق ولا طبيعيا في حياة العراقيين حيث أزدادوا رعبا وخوفا في هذا اليوم  ومما ستخبأه لهم قادم الأيام، فقد أهتز في هذا اليوم الوضع الأمني المهزوز أصلا هزة عنيفة وضرب بخاصرته! حيث  سجل الأرهابيين من تنظيمات القاعدة  نصرا واضحا على الحكومة وعديد قواتها الأمنية، بعد أن أستطاعوا من تهريب أكثر من ألف  من السجناء من عتاة المجرمين من تنظيمات القاعدة في عملية أقرب الى الخيال وعلى طريقة افلام هوليوود! من سجن أبي غريب وسجن التاجي (الحوت) فيهم أكثر من (300 ) من المحكومين بالأعدام!! ولم يتم التنفيذ بهم؟؟. الخبر تناقلته كافة وسال الأعلام والفضائيات المحلية والعربية والدولية بأهتمام كبير مع شيء من الفرح الواضح! لدى بعض الفضائيات العربية والمحلية المعروفة بتوجهاتها الصفراء ضد العراق والتي تعرف كيف تدس السم بالعسل!. عملية الهروب تركت ورائها جملة من الأسئلة والأستفسارات وعلامات الأستفهام الكثيرة والكبيرة:كيف تم تهريب هذا العدد الكبيرمن السجناء؟ وهل تمتلك تنظيمات القاعدة هكذا عقول تخطط  لمثل هذه العملية النوعية والفريدة؟ وأي سبات عميق كانت تغط فيه أجهزتنا الأمنية والمخابراتية والأستخبارية ؟! وأسئلة كثيرة راودت عقول كل العراقيين، ولكن هل نجد أجوبة وافية ومقنعة لكل ما نطرحه من أسئلة؟ الجواب كلا لا نجد أية جواب!! سوى ألقاء اللوم على هذا الطرف الأمني أو ذاك العسكري!وأعادة النظربالخطط العسكرية والأمنية وتبديل القيادات الأمنية للحرس وأحالة قسم منهم الى التقاعد وطرد بعض منتسبي الحرس لأهمالهم بالواجب! هذا ما يحدث في كل خرق امني كبيرأو تفجير أرهابي مروع وينتهي الأمر!!. أن مثل هذه العملية النوعية تركت الكثيرمن الأسئلة و الأثار والتداعيات الخطيرة والسلبية منها:
1- أسقطت هذه العملية آخر ورقة توت كانت تحمي عورة القوات الأمنية والأستخبارية وأثبتت هشاشتها وضعفها على مقارعة الأرهابيين.
2- أثبتت هذه العملية بشيء لا يقبل الشك بأن زمام المبادرة لا زال بيد القوى الأرهابية وتمسك به بكل قوة  فهي من تختار وتحدد  الهدف والزمن والتاريخ والمكان.
3- أثبتت هذه العملية الجريئة بقدر ما هناك خرق كبيرداخل الأجهزة الأمنية والأستخبارية من قبل الأرهابيين!، فهناك أيضا عقول جبارة مدربة تدريبا عاليا من الداخل والخارج تتعاون مع القاعدة في التنفيذ والتخطيط لمثل هكذا عمليات وتقوم بتقديم كافة الخدمات المعلوماتية والمالية واللوجستية من عدة وعتاد وأية خدمات أخرى!.
4- أثبتت هذه العملية أن أستمرار الفساد الذي نهش بجسد الدولة بكل موؤسساتها المدنية والعسكرية وسهولة شراء ذمم الكثير من منتسبي القوى الأمنية والعسكرية وعدم ولائهم الصادق  للعراق الجديد بعد التغيير هو السبب الرئيسي الذي يقف   وراء نجاح مثل هذه العمليات، لا سيما أن التنظيمات الأرهابية تستعمل أسلوب الترغيب بمئات اللألاف من الدولارات والترهيب بالقتل والأبادة الكاملة لعائلة الشخص الذي يرفض التعاون معهم!.
5- هروب هذا العدد الكبير من عتاة المجرمين فيهم اكثر من 300 سجين صدرت بحقهم أحكام بالأعدام من قبل القضاء وتمت مصادقة أحكامهم من قبل محكمة التمييزولم يتم تنفيذ الحكم فيهم؟! يثير اكثر من علامة أستفهام؟: هل تم فعلا المصادقة على احكامهم من قبل رئاسة الجمهورية؟ وأذا تم  ذلك على من تقع مسؤولية عدم التنفيذ؟، وهل تم فعلا ارسال كافة ملفاتهم القضائية الى ديوان الرئاسة للمصادقة على الأحكام الصادرة بحقهم؟ وأذا تم ذلك، لماذا لم يتم التوقيع على الأحكام الصادرة بحقهم من قبل نائب  رئيس الجمهورية؟ تبقى الحقيقة غائبة؟
6- هل للقضاء العراقي دور في تأخيرعملية أصدار الأحكام على المجرمين وأنهاء ملفاتهم بالسرعة الممكنة؟، لا سيما وان القضاء العراقي متهم من قبل بعض الأحزاب السياسية بالتسييس؟!
7- أثبتت العملية ان هناك دورا واضحا لمنظمة حقوق الأنسان (هيومن رايتس) المسيسة أمريكيا!! بالحفاظ والدفاع عن المجرمين والقتلة!!! بحجة حمايتهم من التعذيب وأمتهان كرامتهم  داخل السجون العراقية، في حين لم نسمع ولا مرة واحدة ان هذه المنظمة دافعت وطالبت بحقوق الضحايا الذين يموتون من جراء أفعال هؤلاء المجرمين والقتلة!!.
8- في الجانب السياسي أسقطت هذه العملية من يد رئيس الحكومة ورقة فرض القانون وأشاعة الأمن التي نجح بها بدورته الأولى وأستقطب أصوات الناخبين أليه في الدورة الثانية، حيث لا أمل له بدورة ثالثة كما يريد ويرغب ويخطط وخاصة في ظل هذا الوضع الأمني المتردي، هذا ألا أذا كان لأمريكا وايران كلام آخر!!.
9- أثبتت العملية أن عديد قواتنا من جيش وشرطة (يبلغ عددهم اكثر من مليون وربع المليون) أن  تطوعهم ليس عقائديا ودعما لمسيرة العراق الجديد، بقدر ما دفعتهم الحاجة والبطالة الى التطوع بالجيش والشرطة، لذلك نراهم ومع الأسف  يولون الأدبارفي أول مواجهة مع أعداء العراق وشعبه!.
10-أثبتت العملية ان هناك بعض الأحزاب السياسية في الداخل والتي تحاول أعادة  عقارب الساعة الى الوراء والتي شكلت حجر عثرة أمام نهوض العراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن !! تعمل كمظلة سياسية وأعلامية للدفاع عن المجرمين والقتلة بأكثر من طريقة وطريقة وبحجة حقوق الأنسان والحريات وما الى ذلك وبمساندة منظمات دولية عالمية!!، وهذه الأحزاب  طالما طالبت بقرار العفو العام عن المجرمين والقتلة؟! الذي يرفضه عموم العراقيين.
 
11-على الجانب الأقتصادي، أن التردي  الأمني الواضح الذي يشهده العراق منذ أشهروحدوث مثل هذه العمليات العمليات النوعية بين الحين والآخرفأنها ومما لا شك فيه ستقف عائقا امام قدوم الشركات العالمية للأستثمار بالعراق، حتى ولو كان حجم الأستثمار بمليون دولار؟!!.
 
12-أثبتت العملية ان الحكومة بمكوناتها (شيعية –سنية –كردية) وبرئاساتها الثلاثة تعيش  في واد والشعب في واد آخر، فبالوقت الذي تتناقل وسائل الأعلام أنباء هروب المساجين من سجن أبي غريب والتاجي، كان أعضاء البرلمان يصوتون وبالأجماع على تخصيص 40 مليار دينار عراقي في موازنة 2014 لشراء البايسكلات!! وعلاج الأسنان وأيفادات وامور ترفيهية أخرى لأعضاء البرلمان وهذا مافضحته النائبة المستقلة عالية نصيف في مؤتمر صحفي!!!.
 
13-أثبتت العملية أن منطقة أبي غريب التي ناصبت  الحكومة العداء منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن لا زالت تمثل أحد الحواضن المهمة للأرهابيين، حيث منها أنطلق المجرمين لتنفيذ عمليتهم وفي بيوتها ومضايف عشائرها أختفوا الهاربين!!.
 
14-تسبب مثل هذه العملية وغيرها من العمليات النوعية حالة أحباط وانكسار كبير لدى غالبية منتسبي الجيش وقوى الأمن، لا يخلو من خوف!حيث سيكون الكثير من الضباط ومنتسبي قوى الأمن هم وعوائلهم هدفا للأرهابيين بعد هروبهم من السجن ونفس الشيء بالنسبة للقضاة الذين اصدروا أحكامهم بحق هؤلاء المجرمين، وقد وقعت  الكثير من عمليات الأنتقام والتصفية لضباط ومنتسبين من الجيش والشرطة وكذلك لعدد من القضاة من قبل على أيدي أرهابيين خرجو أو هربوا من السجون؟!، مما يولد حالة من التراخي والتردد في تنفيذ أية واجبات مستقبلية ضد العناصر الأجرامية والأرهابية خوفا من العواقب؟!.
 
15-أن أي منتسب من الجيش أو الشرطة أو قوى الأمن الداخلي هو أبن البيئة التي يعيشها وهو يسمع ويرى حالة الفساد المتسرطنة في عموم دوائر الدولة ومؤوسساتها المدنية والعسكرية، وخاصة ما ينشر من أخبار وقصص مهولة عن فساد بعض الأجهزة الأمنية والعسكرية وبأسماء ضبط كبار يتلعثم اللسان عند ذكرهم!!، مما يخلق سؤال في داخله:(لأجل من أضحي بنفسي)! لاسيما وأنه رأى وسمع عن زملاء له ضحوا بأنفسهم وقاتلوا الأرهابيين، ولكنهم لم يحصلوا على أي تكريم او تقاعد من قبل الدولة!،وأن صدر أمر بتكريمهم فأن الكثير من الدوائر قد عرقلت وتلكأت في تمشية معاملاتهم؟!.
 
16-شكلت هذه العملية النوعية وغيرها من العمليات حالة أستقواء لدى الأرهابيين بأستثمارهم لحالة الأنكسار الأمني والنفسي الذي تعيشه قوى الأمن والجيش، بقيامهم بأكثر من عملية تفجير بالسيارات المفخخة زادت على العشرة وخمسة عشر سيارة  في اليوم  ولأكثر من مرة في الأسبوع وبعموم المحافظات العراقية ناهيك عن الأستمرار بعملية الأغتيالات المبرمجة؟!.
 
17-من صور الأنفلات الأمني المخيف الذي زادته مثل هذه العمليات  هو عودة السيطرات الوهمية على الطرق الخارجية وخاصة التي تمر بالمدن والمحافظات الساخنة، حيث وقعت الكثير من الحوادث المؤسفة وقتل الكثيرين من الناس على الهوية الطائفية! وآخرها مقتل 15 من سواق الشاحنات كونهم من الشيعة؟!.
 
18-تدهور الأوضاع الأمنية وبهذا الشكل المروع والمخيف دفع بالكثير من العراقيين الى تصفية أعمالهم والأقامة النهائية في كوردستان حيث الأمن والأمان وقسم آخرطلب اللجوء الأنساني الى دول الغرب وترك العراق الى لا رجعة والكثير منهم من حملة الشهادات العلمية ومن أصحاب رؤوس الأموال ؟!.
 أن الخراب الأقتصادي والأجتماعي وحالة اللاستقرارالتي يعيشها العراق والأنفلات الأمني غير المسيطرعليه وأستفحال الفساد بشكل فاق كل التصورات ليس ببعيد عن انظار الأمريكان! الذين يشرفون على تحطيم العراق خطوة خطوة!!! منذ أحتلالهم له عام 2003 ولحد الآن، حيث ذكر (أنتوني كوردسمان) وهو أحد اهم مدراء المراكزالأستراتيجية في أمريكا وبعد خروج الأمريكان من العراق حسب الأتفاقية الأمنية المبرمة بين الطرفين) :بأن الأمريكان سيجعلون العراقيين يعضون أصبع الندم !عندما أصرت الحكومة العراقية  ممثلة بالأحزاب الأسلامية وجماهيرها تحديدا! على ضرورة خروجهم من العراق بتنفيذ الأتفاقية الأمنية). أخيرا نقول:لا أحد يعرف وحتى يتكهن كيف سيكون مستقبل العراق في ظل هذه الأحزاب السياسية غير المتصالحة والمنشقة وغير المتألفة حتى مع نفسها !منذ عشر سنوات ولحد الآن من اجل السلطة والجاه والمنصب والمصالح الشخصية والفئوية والحزبية الضيقة، فالقادم لن يحمل أي خير للعراق لأن قادته من (شيعة وسنة وأكراد) هم طلاب سلطة وليس بناة دولة!!. اللهم أحفظ العراق وأهله من كل سوء، اللهم آمين.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/03



كتابة تعليق لموضوع : تداعيات عملية الهروب من سجن ابي غريب والتاجي؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : نمير محمد الكبيسي ، في 2013/08/04 .

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

• (2) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/08/04 .

كلام جميل ومشكوو على المعلومات القيمه لكن هناك اسئله كثيرة لماذا الدولة باجهزتها زمكانياتها وعدد الاجهزه الامنيه والاستخباريه ان تعمل على غربلة وتصغية الاراهابين والمتواطئين معهم من تصفيتهم واحالتهم الى الجهات المسولة هذه نقطه الما الثانيه فاتعجب لماذا لا يحكم القاتل الذي عبث في الارض فسادا ان يعدم بعد ان تثيت ادانته ويعرض في التلفاز ليكون عبره لمن غيرة لماذا هذا هذا التاخير اما عن حقون الانسان العالمية فلتذهب الى ادراج الرياح حتى الكتب السماوية تجيز ان يقتل القاتل بعد ان تثبت ادانته........ اللهم بحف شهرك وبحق ليلة القدر ان يفرج عن هذا اليلد ويفجع كل من قتل العراقين باهليهم ويفضحم بالدنيا قبل الاخرة امين امين امين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net