صفحة الكاتب : واثق الجابري

خسائرنا شهيد واحد !!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكذب حل سهل يلجأ إليه الضعفاء  والأغبياء ,ودليل على الخوف وضعف الشخصية , وهو خطيئة مزدوجة تخفي ورائها خطيئة اخرى اوغطاء  لسابقة , وناقل الكذب ايضاً كذاب وشريك في نقله وانتشاره ,ومازال الكذب موجود في مجتمعنا علينا التدقيق في اي خبر نسمعه,ويقال ان (حبل الكذب قصير)، وغالبا ما ينكشف وقد يكون بسبب الكبرياء وإخفاء للجهل . والكذابون دائماً تجدهم يصنعون من أنفسهم ابطال لقصص وهمية لتعويض النقص الذي يشعرونه , يتحدثون في كل مكان وزمان عن عنترياتهم , وفي أحد الايام كان أحدهم جالس مع اصدقائه وهم يتحدثون عن غابات الأمازون والحيونات المفترسة , فأنبرى يقص لهم قصة ببطولته من الخيال ,فقال: كنت في يوم في جولة سياحية وأحمل معي البندقية وأستنفرت العتاد ولم تبقى سوى طلقة واحدة , وإذا بأسد ونمر يخرجان من خلف الأشجار ,قال: أتعرفون كيف قتلتهم ,فتحت الأذان والعيون لسماع النتيجة , فقال : أخرجت السكين وأنبتها في الأرض وسددت عليها وأذا بالطلقة تقسم نصفين نصف الى قلب الأسد والأخرى الى النمر , كبر الجالسون فقال هل هذه كذب قالوا انت لا تتحدث الاّ الصدق !! , وقد عرف الحكام المستبدين المتفردين بالحكم بالكذب وخداع الشعوب لتمرير مشاريعهم , يختارون متحدثيهم للخداع , وكان (الدكتاتور إصديم )في معاركه العبثية يستخدم هذا الأسلوب حينما تطحن كل يوم المئات و تسمع بياناته , ( خسائرنا شهيد واحد لكل القواطع ), والغرض من ذلك المحافظة على هيبة وهمية ولكنه خدع نفسه وصدق كذبه وأصبح كمن يقول ( أكذب إكذب إكذب حتى يصدقك الناس ) , اليوم في العراق تحصد الالأف من الأرواح شهرياً والكثير منهم لا يتم إحصائهم , فيما تحاول الحكومة التقليل من حجم الخسائر , و الحكومات التي تدرك قيمة مواطنيها مثل الكويت في حرب الخليج أخذت طفلة للأمم المتحدة وصنعت منها قضية وتعاطف دولي , المسؤولين في العراق طالما يعلنون إنهم سحقوا  الارهاب و في أنفاسه الاخيرة , وبعد فضيحة الفضائح في ابو غريب والتاجي أطلقت عملية (ثأر الشهداء ) وقالوا حققت أهدافها ؟!, ولكن في نفس اليوم إحترق العراق من الشمال الى الجنوب بأكثر من 11 مفخخة , الغريب ان قناة العراقية الحكومية مستمرة في برامجها الأعتيادية من أغاني ومسابقات العيد ومسلسلات , و يخرج علينا الناطق بأسم عمليات بغداد و بأسم الداخلية ويقول إن الاعلام يهول الحقائق والخسائر 2 شهداء و 50 جريح  , وإن الأرهابين لم يصلوا الى غايتهم والوضع تحت السيطرة , ونتسأل وما هي الغاية أليس القتل المجاني ؟  وهذا ما حدث , وأين هي السيطرة ؟! .الأرهاب يستهدف التجمعات البشرية والأسواق وألعاب الاطفال ولو قسمنا هذا الرقم بحساب رياضي قولهم لا نهتم للمفخخات لأنها لا تقتل او تنفجر في الصحراء او ( ملاعيب العيد ) ؟؟!! , وتماشياً لم تعلن القناة العراقية والقنوات الحزبية للحكومة حجم الخسائر وإكتفت بالقول (عدد من الشهداء والجرحى ), ولم نجد مسؤول أمني وستراتيجي وفي بث مباشر لتنبيه المواطنين على الخطر في المناطق , هذا الحدث في العيد رغم قطع معظم الشوارع الرئيسية والأستنفار الأمني , الأجهزة الأمنية عاجزة وأصبح الأرهاب هو من يملك زمام الأمر ويختار الزمان والمكان , والمسؤولين لا يملكون الاّ الكذب والخداع الحقائق و تزيف الحقائق ,والكذب الوسيلة الاكثر رواجاً لدى المسؤول العراقي بداً من الكهرباء وإنتهاءً بتلك الأرواح  وأنهار الدماء , والشعور بالمسؤولية غائب بغياب الرؤية والضمير ,ولابد من محاسبة المقصرين وتبديل القادة وضخ الدماء الجديدة والبحث عن أسباب الثغرات قبال كل عملية , وترك الكذب ونقل الحقائق كما هي وإستعطاف الرأي الدولي تجاه مظلومية الشعب العراقي .

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/13



كتابة تعليق لموضوع : خسائرنا شهيد واحد !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net