صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الله كما نريد أن نراه
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدأت اللعبة مع اليهود في أيام رحلة موسى للقاء ربه حين واعده الله سبحانه بثلاثين ليلة ، وأتمها بعشر ، فتم الميعاد أربعين ليلة ،حتى إذا عاد الرسول الى قومه وجدهم عاكفين على  (حولي )  والحولي عند العراقيين هو ذكر البقر ،وهم يطوفون من حوله ،تخيل حال أمة من الناس يتركون عبادة الله ويعبدون البقر والنيران والأحجار ،وضوء الشمس ،وربما القمر ،وحتى أصنام تصنع من التمر والحجارة والشمع والذهب والنحاس والخشب ،فهولاء كالذي يستبدل ماهو أدنى بماهو خير، ويتسافل الى حد لايوصف ،ولايفهم معه حال من تسافل وتغافل وصار أداة بيد الشيطان ومطواعا لأمره .
الطريف في مصائب اليهود إنهم يرون الله بطريقة خاصة ويعدونه لهم لوحدهم دون غيرهم فهو الله وهم اليهود ومابقية البشر إلا حثالات وأغيار لاقيمة لهم . وتورد كتبهم أصنافا من التعاليم الغريبة التي تجيز لهم قتل الأغيار خاصة إذا كانوا عربا ، وكان من سوء حظ الفلسطينيين أن يكونوا ضحية إله اليهود المزعوم فأوسعوهم قتلا وتهجيرا وسلبا للأراض والدور، وحرقا للبساتين والضياع ،ونهبا للأموال وتشريدا في أصقاع الأرض بلا ذنب ولاجريرة سوى لرغبة شيطانية تمثلت في نية الإستيلاء على أرض وأملاك الغير ،وبناء وطن قومي مزعوم واجهته اليهودية ، وحقيقته الجريمة والكفر والضلال ،وفي كل ذلك يشاركهم إلههم فعلهم ويبارك فيه حيث تحفل التوراة بنصوص من تعاليم أبدعها حاخامات اليهود وهذبوها وجعلوها حاضرة في المعابد والمدارس والبيوت راسخة في النفوس والعقول.
مثل فعل اليهود تفعل أمم أخرى ذات الفعل . فبعض النصارى يحولون الله الى تشكيل ثلاثي الأبعاد ويصورونه بطريقة مخزية وكأنه يتزوج وينجب مع إن القصد في الأصل ليس الإنجاب الطبيعي والولادة الطبيعية لكنها القدسية الزائدة .وتجد بقية شعوب الأرض تتفنن في صناعة الآلهة ، حتى إذا عجزت عن إيجادها إبتدعت صور الإله في الحيوانات كالأبقار، وفي النباتات كالأشجار، وفي كائنات ضوئية وسواها من مخلوقات وعجائب صنعها الله لتدل عليه فصارت معبودة من دونه سبحانه..تقدم لها النذور وتطلب منها الحاجات في الأسقام والعلل والرغبات والنكبات ، وفي كل الحالات ،وربما بلا إستثناء.
عندنا نحن المسلمون يتوزع الله على المذاهب ، فلكل مذهب إله مختلف عنه لدى المذهب المناوئ ، وليس القصد في شكله ولونه وحسب،  بل في موالاته ونصره لهذه الفئة دون سواها. وكل أمة من الناس مخالفة لأمة أخرى تدعيه لها ناصرا ومعينا ومحبطا لأعدائها والخارجين عن الملة الصحيحة ، وتحفل كتب المسلمين بآلهة متنوعة وملونة وصاخبة فاعلة للأعاجيب ..ومن المسلمين من جعل الله عنوانا للقتل والتنكيل والتشريد ، متلذذا بدماء الناس من مسلمين وغيرمسلمين، يرى جثث خلقه متناثرة في الشوارع فلا يبادر لفعل شئ يناقض فعل القتلة سوى أن يكافأهم ببعض النعم الأخروية ، ويهب لهم الحور العين ليضاجعوهن بالطريقة التي يشتهون، بينما تتناثر الأشلاء في الشوارع والأسواق والملاعب والمؤسسات الرسمية والشعبية ، وحتى في المساجد حين يدمرونها لأنهم يعتقدون بضلالة المصلين الذين يتوجهون الى إله غير الإله الذي يعبدون ويكافحون لأجله ..
الله أكبر ، سبحان الله ، الحمدلله  ، لاإله إلا الله ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/20



كتابة تعليق لموضوع : الله كما نريد أن نراه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net