صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح144 سورة هود الشريفة
حيدر الحد راوي
بسم الله الرحمن الرحيم
 
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ{12}
نستقرأ الاية الكريمة في خمسة موارد : 
1- ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ) : تترك تبليغ بعض ما يوحى إليك ، وهو ما يخالف رأي المشركين مخافة ردهم واستهزائهم به . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني ".
2- ( وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) : خشية ان يقترحوا بعض المقترحات . 
3- ( أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ ) : من المقترحات او المطالب المطروحة والمحتملة : 
أ‌) ( أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ ) : مال كثير يسد فاقته , ويغنيه عن الحاجة الى الناس او العمل ... الخ . 
ب‌) ( أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ ) : يصدقه ويصادق على قوله وفعله .     
4- ( إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ ) : ليس عليك الا الانذار بما جاءك به الوحي المقدس . 
5- ( وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) : الله عز وجل على كل شيء حفيظ , يدبر شؤون خلقه .           
الوكيل : هو الكافي أو الموكول إليه جميع الأمور و قيل هو الكفيل بأرزاق العباد و القائم بمصالحهم و منه حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ أي نعم الكفيل بأمورنا القائم بها و قد يكون بمعنى المعتمد و الملجأ و التوكل الاعتماد و الالتجاء . "المقام الاسنى في تفسير الاسماء الحسنى للكفعمي ". 
 
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{13} 
تذكر الاية الكريمة اقتراح او دعوة ثالثة غير الاقتراحين الذين ذكرتهما سابقتها الكريمة ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ) , كما بينا مسبقا , ان كل قوم لم يؤمنوا بنبيهم او رسولهم , ينبروا للدفاع عن الهتهم , ويبرزوا محاولين تفنيد ما جاء به , فأن لم يتمكنوا من ذلك , يلجئوا الى التهمة واتهام الرسول بأنه ساحر او مجنون او كذاب وغير ذلك , ومن ذلك دعواهم ان القرآن الكريم مفترى وليس من عند الله تعالى , ( قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ) , يأتي التأييد الرباني في النص المبارك , موجها النبي الكريم محمد (ص واله) ان يرد عليهم بالرد الامثل , ان كان القرآن الكريم مفترى كما تدعون , فأتوا بعشر سور مثله في النظم والبيان والبناء والتركيب والمعنى , مفتريات مختلقات من عندكم , كون امة العرب امة ادب وشعر , فصاحة وبلاغة , (  وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) , ليس ذلك فقط , بل ادعوا من استطعتم من دون الله تعالى على نحو الاستعانة وتقديم العون , لتثبتوا انكم صادقين في ادعاءكم هذا .       
 
فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ{14}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- (  فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ ) : في حالة عدم استجابتهم ( الكفار ) في العشر سور المقترحات وطلب المعونة والاستعانة . 
2- (  فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ ) : يؤكد النص المبارك ان ذلك ان دل على شيء فهو يدل على ان القرآن الكريم انزل بعلمه جل وعلا , ولا يتمكن ان يأت بمثله غيره عز وجل . 
3- (  وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) :  بذلك يتحقق ان لا اله الا هو جل جلاله , فهل انتم ثابتون راسخون في الاسلام .    
تنبغي وتجدر الاشارة هنا الى ان القرآن الكريم يخاطب الناس كافة , والمسلمين خاصة , في كل عصر وزمان , لذا فينبغي لقارئ القرآن الكريم والمستمع اليه ان يجيبوا على مثل هذه التساؤلات الواردة فيه ( فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) بما يناسب .    
 
مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ{15}
في الاية الكريمة عدة اراء نذكر منها : 
1- الكفار والمشركين , حيث يكون شغلهم الشاغل تحصيل امورا دنيوية كالمال والجاه والمنصب , وكافة الملذات الاخرى . "تفسير الجلالين للسيوطي ".
2- المرائين : حيث يعملون الاعمال الصالحة رياءا , من اجل كسب ود الناس او كسب ود اشخاص معينين , فيكون ذلك لهم , ينالون به ما يستحقون منهم , على ان لا يكون لهم شيء ( ثواب او اجر ) في الاخرة . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي ".
3- فئة خاصة قد يكونوا من المؤمنين او غيرهم , وهو ما اشار اليه السيد هاشم الحسيني البحراني في تفسير البرهان ج3 ( من عمل الخير على ان يعطيه الله ثوابه في الدنيا اعطاه ثوابه في الدنيا وكان له في الاخرة النار ) .   
 
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{16} 
تبين وتوضح الاية الكريمة , ان ايا كان المقصود في سابقتها الكريمة فأن لهم : 
1- ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ ) : فقد نالوا ما يستحقون من الاجر والثواب في الدنيا , ولم يبق لهم ما يستحقون  الثواب والاجر عليه في الاخرة , هذا من جهة ومن جهة اخرى . من المؤكد انهم قد اقترفوا سيئات ومعاصي في الدنيا , لم يعاقبوا عليها فيها , توجب ايقاع العذاب والعقاب عليهم في الاخرة .   
2- ( وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا ) : بطل اجرهم على اعمالهم الحسنة في الدنيا , لانهم كانوا يرجون ثوابها , ولم يكونوا يرجون ثواب الاخرة . 
3- ( وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) : لم يبق لهم من ثواب اعمالهم الحسنة شيء يستحقون عليه الثواب في الاخرة , لانهم كانوا يعملون للدنيا , فعمروها وشيدوها , ثم تمتعوا بما فيها , واكتفوا بذلك فقط  , فبطلت اعمالهم بذاتها , وبطلت وتوقفت عندها مقاصدهم وامالهم .    
 
أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ{17}
نستقرأ الاية الكريمة في سبعة موارد : 
1- ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ) : البينة البصيرة , والمراد بها هنا القرآن الكريم "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي " , اما الذي هو على بينة من ربه فهو النبي محمد (ص واله) ."تفسير الجلالين للسيوطي".
2- ( وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) : يختلف المفسرون بالشاهد من يكون ؟ :
أ‌) جبرائيل (ع) ."تفسير الجلالين للسيوطي , مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي".
ب‌) علي بن ابي طالب (ع) , (في المجمع : عن أمير المؤمنين ، والباقر ، والرضا عليهم السلام : إن الشاهد منه : علي ابن أبي طالب عليه السلام يشهد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو منه ) . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير البرهان ج3 للسيد هاشم الحسيني البحراني".
3- ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً ) : ومن قبل القرآن الكريم التوراة كتاب موسى (ع) , ( إَمَاماً ) في امور الدين وشرائعه وتعاليمه , ( وَرَحْمَةً ) لمن امن به وتبعه وتمسك به .   
4- ( أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) : اولئك الذين هم على بينة من ربهم يؤمنون بالقرآن , ويقتضي الايمان بالقرآن الكريم الايمان بالله تعالى والرسول (ص واله) .  
5- ( وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ) : الاحزاب من اهل مكة ومن تحزب معهم ضد الرسول الكريم محمد (ص واله) , ما دفعهم الى تحزبهم ومعاداة الرسول (ص واله) الا الكفر والشرك , (  فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ) مصيره ومأله .  
6- ( فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ) : في شك من القرآن , المخاطب النبي الكريم محمد (ص واله) والمعني به المسلمين بوجه خاص , والناس كافة بوجه عام . 
7- ( إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ) : يبين النص المبارك ان هذا هو الحق الثابت منه جل وعلا , (  وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ) لا يصدقون به جهلا او غفلة او تمسكهم بميراث الاباء من عبادة الاصنام وغير ذلك .          
بقي ان نشير الى كلمة للفيض الكاشاني حيث قال في تفسير الصافي ج2 ( أقول : وعلى هذا من كان على بينة يعم كل مؤمن مخلص ذا بصيرة في دينه ، وهذا لا ينافي نزوله في النبي والوصي ، وإلى التعميم نظر من فسر الشاهد : بالقرآن ، أي شاهد من الله يشهد بصحته ) . 
 
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ{18} 
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً ) : الكذب على الله تعالى يكون في وجهين : 
أ‌) في نسبة ما ليس له اليه , كنسبة الشريك والابن ( حيث ادعى اليهود ان عزيرا ابن الله , وادعت النصارى ان المسيح بن مريم ابن الله ) والبنات ( حيث ادعت العرب ان الملائكة بنات الله ) .
ب‌) الاحكام التي يختلقها الناس , ويدعون ان الله تعالى قد شرع لهم ذلك ( وقد تطرقنا الى ذلك مسبقا ) . 
2- ( أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ ) : يوم القيامة . 
3- ( وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) : الاشهاد جمع شاهد , ويختلف فيهم المفسرون : 
أ‌) الملائكة : حيث يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب ."تفسير الجلالين للسيوطي ". 
ب‌) الائمة الاثني عشر . "تفسير البرهان ج3 السيد هاشم الحسيني البحراني". 
ت‌) {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }النور24 . 
ث‌) جميع ما تقدم في ( أ – ب – ت ) .       
 
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ{19}
تذكر الاية الكريمة المقصودين في سابقتها الكريمة ( هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) , وتذكر لهم ثلاثة اعمال :   
1- ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ) : دين الله الاسلام . 
2- ( وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً ) : يطلبون لدين الله تعالى ( الاسلام ) الانحراف والزيغ والاعوجاج . "تفسير الجلالين للسيوطي , مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي , تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني ".
3- ( وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) : وهؤلاء لا يصدقون ولا يعتقدون باليوم الاخر .     
 
أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ{20}
تبين الاية الكريمة ( أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ ) , لم يكونوا معجزين الله تعالى في الدنيا كي يعاجلهم بالعقوبة فيها , ( وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ) , لم يكن لديهم انصارا يمنعون ويدرؤون العذاب عنهم لو اراد الله تعالى ان يعاقبهم في الدنيا , لكنه جلت قدرته اخر عقابهم ليوم القيامة , لان العذاب والعقاب هناك يكون اشد واكثر ايلاما , ( يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ) بضلالتهم وضلالتهم لغيرهم , ( مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ ) , ما كانوا يستطيعون سماع الحق سماع تدبر وعظة واعتبار , ( وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ ) , ضلالتهم وكراهيتهم للحق , اعمت بصائرهم , فما عادوا يبصرونها بصر تعقل وتدبر .       
 
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ{21}
نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 
1- ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ ) : خسروها بورودهم النار . 
2- ( وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) : غاب عنهم ما كانوا يفترونه ويدعون من دعاويهم الباطلة كنسبة الشريك له جل وعلا .   
 
لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ{22} 
تبين الاية الكريمة , ان لا احد ابين واكثر خسرانا منهم . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني ".
 
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{23} 
بعد ان تحدثت وبينت الايات الكريمة السابقة حال تلك الفئة الظالمة , المستحقة للعقاب والعذاب , سلطت الاية الكريمة الضوء على الجهة المقابلة لهم , فئة (  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ) , بالله تعالى و رسوله (ص واله) , (  وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ) , كل ما صلح من قول او فعل يراد به وجه الله تعالى , (  وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ ) , سكنوا واطمأنوا وانابوا وخشعوا وتواضعوا لله تعالى وعبدوه , (  أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) , اهلها وسكانها , واهلا ان يدخلوها ويخلدوا فيها .     
 
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ{24}
الاية الكريمة في مورد المقارنة بين الفريقين , الفريق الاول الكفار (  كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ ) , والفريق الثاني المؤمنين (  وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ) , (  هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ) , بالتأكيد كلا لا يستويان , (  أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ) , بضرب الامثال والتفكر والتأمل فيها , لاخذ العبرة والموعظة الحسنة . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/21



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح144 سورة هود الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net