صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

عنترة رضي الله عنه
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
 
 
بدأ المسلمون يغادرون رويدا المساحة التي شغلوا أنفسهم بها ليتغاضوا عن روح الشر التي تتنازعهم وتضطرب في دواخلهم المحتقنة بمشاعر البغض لبعض والحقد والتعصب المذهبي والإنقسام دون تردد من أجل مصالح ذاتية غير ذات قيمة في حضرة الله ، ولايمكن أن تؤدي بهم الى نتائج تبعث الطمأنينة وتنجح سعيهم لمستقبل أكثر إشراقا وتقدما كالذي تعمل عليه أمم وشعوب أخرى في الأرض ،وقد حققت ذلك التقدم الذي وعدت به أبناءها رغم أنها تتلقى يوميا النقد وعبارات التشهير والتكفير من أكثر من داعية إسلامي وجهة ومؤسسة ومنبر يتحدث بضلالتها وإنحرافها لأنها لم تتبع الإسلام على وفق الآية المباركة التي جعلها الله عنوانا نهائيا للعلاقة به ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) مع إن الله دعا عباده المؤمنين بدينه الخاتم الى إحترام الكنائس والصوامع ودور العبادة لغير المسلمين ، ومنع من التجاوز عليها تحت أي عذر، ونهى عن إنتهاك كرامة المرأة والشيخ والطفل ، وجعلها أمانة في أعناق المقاتلين الذين يخرجون في حروب عنوانها الإسلام والدفاع عنه .
هذه المرة شرع المسلمون بتبني الخطاب الطائفي الممقوت ،وصاروا يستهدفون بعضهم بعبارات التكفير والتخوين والضلالة ،وينشئون جماعات مقاتلة تستهدف الناس على أساس الطائفة والدين ،ويؤسسون لقنوات تلفاز تبث السموم والفرقة والأذى وتخدش المسامع والقلوب والضمائر وتدفع الناس الى العداوة والبغضاء وإعتبار إخوانهم في الدين كأنهم من ملة أخرى، فلا الشيعي مسلم، ولا السني بمسلم، وكلاهما في النار عند بعض المتعصبين من الفريقين وهذا مايستدعي حراكا عاجلا حتى لو أدى الى نشوء دكتاتورية حازمة تعمل بالدين لكنها لاتفرض شكلا ما على الناس و تمنع الحكم بالدين المشوه والإنجراف الى التحريف وتشويه صورة الآخر ولعل الدكتاتورية الجزائرية والدكتاتورية المصرية الناشئة في مصر على أطلال الإخوان بعد إسقاط نظام الرئيس المعزول مثال لما يمكن أن يفيد المسلمين، فكلما قامت حكومات دينية على أساس مذهبي وشرعت لصحتها وضلالة مخالفيها ،كلما كان الهوان حاضرا والذل والفرقة والضعف والتشتت وفقدان الأمة لهيبتها الحضارية والإنسانية ونكوصها وتخلفها الذي لايمكن أن تعود عنه أبدا ، ومالم تسارع الى إتخاذ خطوات عملية على يد علمائها المعتدلين ومؤسساتها الدينية ك(الأزهر الشريف وحوزة النجفالمقدسة) ليكون التواصل أعمق والحل أقرب وإلا فإن الخطاب المتشنج لن يقود المسلمين إلا الى مزيد من الإحتراب والتشدد ونشوء جماعات تفجر هنا وهناك وتنشر الفوضى والشك والإضطراب في النفوس..فمن يفجر في المناطق الشيعية هو نفسه من يفجر في المناطق السنية في العراق ومن يستهدف الشيعة في الضاحية الجنوبية من بيروت هو نفسه من يضرب في عمق الشمال الطرابلسي ليقتل السنة وهم يصلون والهدف واضح هو نشر الفرقة وليتقاتل الناس وينتفع من هو راغب بالفوضى ساع لها مؤمن بها ليكون سيدا على الجميع.على جميع المتحاربين دون أن يشعروا ،أو أن يشعروا فليس مهما شعورهم..
ملاحظة أخيرة : كان السياسي يتحدث عن الأخوة والتسامح، وذكر المسلمين وتوادهم وشجاعتهم ،وضرب مثلا بعنترة بن شداد العبسي في الجاهلية ، وعلى مايبدو فإن هذا السياسي يظن بعنترة مسلما وصحابيا، فقال حين ذكره..لقد كان عنترة ( رضي الله عنه) شجاعا للغاية.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/28



كتابة تعليق لموضوع : عنترة رضي الله عنه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net