صفحة الكاتب : الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)

بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي عن التفجيرات الارهابية في العراق
الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)

 بسم الله الرحمن الرحيم

 في خضم التفجيرات الارهابية التي تعّم العراق, وتسلب أمن الناس واستقرارهم, وتفجعهم في أغرائهم, وتُخْلَّفُ كل يوم أسراً جديدة منكوبة لا حيلة لهم في العيش الا الله.... ندعوا الله تعالى أن يكف عن المؤمنين شرّ هذه العصابة المجرمة التي تزرع الموت والرعب والكوارث في كل مكان.
وندعو المسؤولين أن يضاعفوا من الجهد الأمني لحماية الناس من هذه العصابات المجرمة.
وندعو جماهير الناس ان يتضامنوا مع المسؤولين في مواجهة هذه الجرائم البشعة.
*                                    *                                  *
إنّ العمليات الارهابية التي تجري في العراق تُشكّل جزءاً أساسيا من مشروع مؤامرة واسعة تخطط لها امريكا من وراء المحيطات والسعودية وقطر وتركيا من دول الجوار بشكل سافر.
والشطر الآخر من هذه المؤامرة الفتنة الطائفية التي تؤججّها رؤوس الفتنة والنفاق في العراق, في الفلوجة والرمادي مع احترامنا لهاتين المدينتين العريقتين في تاريخ العراق, وفي ومناطق أخرى في خطب صلاة الجمعة ومن خلال فضائيات الفتنة المعروفة للشعب العراقي.
وتراهن امريكا ودول الجوار التي ذكرناها على زعزعة النظام وزعزعة ثقة الجمهور بالنظام من خلال هاتين الاداتين (الارهاب والفتنة والطائفية).
ويجب أن يعرف جمهور الشعب أن المسألة في حسابات هذه الانظمة جديّة لاتقبل الحوار والتغيير والتنازل, ولو لا إبتلاؤها الفعلي بالمواجهة في الساحة السورية لصبّت هذه الانظمة كل جهدها التخريبي على العراق.
والغاية هي انتزاع السلطة والقرار في العراق من الشعب واعادة العصابات التي كانت تحكم العراق الى مواقع القرار والسلطة والمال. وعودة القتل, والسجن, والتعذيب, والمطاردة, والملاحقة الامنية, والاعدامات, والمقابر الجماعية الى حياة الناس مرة اخرى, بعد أن أنفذنا الله تعالى من هذا الكرب العظيم.
إنّ الذاكرة العراقية قوية ولن تنسى الكوارث والمصائب التي حلت في العراق خلال خمس وثلاثين سنة من تسلّط عصابة البعث الفاسدة على العراق.
فلم تسلم في العراق دار من الحرائق التي أشعلها حزب البعث.
ولقد تجرعنا وتجرع مرارة هذه الفترة جيلان على الأقل.
وبعض ذلك يكفي أن نَحْذَر ونُحَذَّرَ جمهورنا من أن تعود هذه العصابات الفاسدة الساقطة الى مواقع القرار والحكم مرة أخرى.
ان العمليات الارهابية والفتن الطائفية التي تراهن عليها امريكا لعودة هذه العصابات سوف لن تضرنا إلا أذى كما يقول تعالى :(لن يضروكم إلا آذى) اذا واجهناها بوعي, وتضامن الشعب لمقابلتها وإفشالها مع النظام المنتخب من قبل الناس, وتضامن النظام مع الناس لإفشال هذه المؤامرة وسعى الى وإحكام قبضة الأمن, ومكافحة الفتن الطائفية وتضامنت الأطراف الصالحة في النظام بأن يجمعوا شملهم وكلمتهم ويوحدوا كلمتهم ومواقعهم لعبور هذه المرحلة الصعبة من تاريخ العراق المعاصر.
واذا تضامن شيعة العراق وأهل السنة فيه وتحركوا, كما يريد الله تعالى منا معتصمين بحبل الله, لاجتياز هذه المرحلة.
أقول اذا واجهنا هذه الفتنة بالوعي والتضامن ووحدة الموقف وقبل ذلك كله بالإتكال على الله لن تضرنا هذه الفتنة إلا آذى كما يقول تعالى.
إنّ المواجهة حقيقية لا هزل فيها, والصراع على المصير, وهو اقسى انواع الصراع, واذا تمكن منّا اعداؤنا في هذا الصراع فسوف لايرحمونا ابداً.
فلا نستهين بالأحداث الجارية في الساحة من التفجيرات, والاخلال بالأمن, والفتن الطائفية, والاعلام المضلل الذي تنهض به قنوات الاعلام الفاسدة, وعلينا ان نتلقى هذه الاحداث بوعي, وعزم, وتضامن وترفع على الخلافات الجانبيّة, واتكال على الله.
ولا نورث ابناءنا ما تجرعناه من الكوارث اكثر من ثلاثة عقود من الزمان.
(ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)
 
 
محمد مهدي الآصفي
النجف الأشرف
24/شوال/1434ه

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/03



كتابة تعليق لموضوع : بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي عن التفجيرات الارهابية في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net