صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح150 سورة هود الشريفة
حيدر الحد راوي

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ{84}

تنعطف الاية الكريمة لتذكر قوم مدين , ونبيهم شعيبا (ع) , حيث قال لهم : 

1- ( قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ) : هذا هو ديدن الرسل والانبياء (ع) , جميعهم يدعون الى التوحيد , ونبذ كل ما سواه جل وعلا من اوثان واصنام او اي آلهة اخرى . 

2- ( وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ) : كانت مدين تشتهر بالتلاعب بالموازين , فينهاهم (ع) عن ذلك . 

3- ( إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ) : في النص المبارك نلاحظ كلامه (ع) نابعا من قلبه , نصحا وتحننا على قومه : 

أ‌) ( إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ ) : يشير النص المبارك الى ان قوم مدين كانوا في سعة من العيش , وكانت اسعارهم رخيصة "تفسير البرهان ج3 للسيد هاشم الحسيني البحراني " , ما يغنيهم عن التلاعب في الموازين . 

ب‌) ( وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ) : يصرح شعيب (ع) أن لم توحدوه جل وعلا , وتنتهوا عن التلاعب الميزان , فأني اخاف عليكم من عذاب مهلك , لا ينجو منه احد , وقد يكون في الدنيا او في الاخرى , او انه ( العذاب ) في الدنيا والاخرة معا .    

 

وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ{85} 

يستمر خطابه (ع) في الاية الكريمة , وفيه ثلاثة موارد : 

1- ( وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ) : يأمرهم (ع) ان يقيموا المكيال والميزان بالعدل . 

2- ( وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ ) : نهي عن ان ينقصوا حقوق الناس , ( تعميم بعد تخصيص فإنه أعم من أن يكون في المقدار أو في غيره ) "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" . 

3- ( وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) :  هذا أيضا تعميم بعد تخصيص فإن العثو يعم تنقيص الحقوق وغيره من أنواع الفساد من السرقة والغارة وقطع السبل وغير ذلك . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .  

 

بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ{86} 

يستمر خطابه (ع) في الاية الكريمة , وفيها موردين للتأمل : 

1- ( بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) : ما ابقاه الله عز وجل لكم من الرزق الحلال بعد تجنب الحرام , خير لكم مما جمعتم بتطفيف الميزان , لكن بشرط الايمان , حيث ان الثواب والنجاة من العقاب لا يمكن حصولهما بدونه ( الايمان ) .

2- ( وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ) : وما انا عليكم برقيب , احصي اعمالكم واحفظها لكم , انما انا نذير .   

 

قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ{87}

تضمنت الاية الكريمة جواب القوم له (ع) , حيث قالوا : 

1- ( قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ) : تضمن النص المبارك جواب قوم مدين لشعيب (ع) وفيه استهزاء , حيث انه (ع) كان كثير الصلاة , ونسبوا دعوته (ع) الى وساوس تنتابه من كثرة صلاته , فأعلنوا انهم غير تاركين ما ورثوه عن اباءهم من عبادة الاصنام , استجابة لوساوسه وخواطره (ع) . 

2- ( أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء ) : في النص المبارك يعلن قوم مدين انهم لن يستجيبوا لندائه (ع) بالامتناع عن تطفيف الميزان , بحجة انها اموالهم ولهم حرية التصرف فيها كيفما شاءوا .    

3- ( إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) : النص المبارك يحتمل ثلاثة امور : 

أ‌) انهم قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء والسخرية . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي" .   

ب‌) انهم لم يقولوا ذلك , بل قالوا ( انك لانت السفيه الجاهل ) , فحكى الله تعالى قولهم فقال ( إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني نقلا عن القمي ".  

ت‌) كل الرسل والانبياء (ع) الذين اختارهم الله عز وجل لحمل الرسالة والنبوة كانوا يتصفون بالحلم والرشد , وكان شعيبا (ع) يتصف بهاتين الصفتين ايضا , فقالوا له ذلك بنوع من السخرية والاستهزاء من باب صدور فعل غير محبب ما كان ينبغي ان يصدر من شخص اتصف واشتهر بخلافه , كالمثقف مثلا عندما يلقي الاوساخ في الشارع , يخاطبه الناس معاتبين لائمين مستنكرين هذا الفعل منه , فيقولوا له ( يا مثقف ما هذه افعال المثقفين ! ) , فبعد ان اتصف شعيبا (ع) بالحلم والرشد , دعا قومه الى نبذ الاصنام والكف عن تطفيف الميزان , وفي ذلك مخالفة العرف المتعارف لديهم , فخاطبوه بهذه العبارة كأنهم يريدون ان يقولون له ( ما هذه افعال صاحب الحلم والرشد ) ! .     

 

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ{88} 

تضمنت الاية الكريمة رده (ع) على جوابهم :  

1- ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي ) : اشارة الى ما اؤتي (ع) من العلم والنبوة . 

2- ( وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً ) : يصرح (ع) ان الله تعالى رزقه الرزق الحلال . 

3- ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) : النص المبارك تناول موضوعين : 

أ‌) يصرح (ع) بعد ما اتاني الله تعالى من العلم والنبوة ما اميز به الطيب من الخبيث , الصحيح من الخطأ , الطريق المستقيم من الطريق الاعوج , وبعد ان رزقني عز وجل المال الحلال , فلم اشوبه بتطفيف الميزان وغيره , فلا يسعني عندها ان اخون وحيه جل وعلا , واخالفه في اوامره ونواهيه , وما اريد بمخالفتي اياكم بعبادة الاصنام وتطفيف الميزان الا ابلاغ ما امرت به . 

ب‌) يصرح (ع) انه لا يريد بمخالفتهم ان يدعوا لنفسه , او كما يقول المثل ( خالف تعرف ) . 

4- ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ ) : في النص المبارك يصرح (ع) انه لا يريد الا اصلاح قومه , ( مَا اسْتَطَعْتُ ) , ما دمت استطيع ذلك , ولو اني وجدت ما انتم عليه صلاحا لما نهيتكم عنه .    

5- ( وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) : (  وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ ) , بهديه ورعايته وسنده وتأييده جل وعلا , ( عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ) , ( فإنه القادر المتمكن من كل شيء دون غيره ، وفيه إشارة إلى محض التوحيد الذي هو أقصى مراتب العلم بالمبدء "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" , ( وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) , إشارة إلى معرفة المعاد نبه بهذه الكلمات إلى اقباله على الله بشراشره فيما يأتي ويذر وحسم أطماع الكفار وعدم المبالاة بعداوتهم وتهديدهم بالرجوع إلى الله للجزاء . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .        

 

وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ{89}

يستمر خطابه (ع) في الاية الكريمة , ( وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي ) , لا يكسبنكم خلافي ومعاداتي , ( أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ ) , من الغرق , ( أَوْ قَوْمَ هُودٍ ) , من الريح , ( أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ) , من الرجفة , ( وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ) , هناك اطروحتين حول النص المبارك : 

1- الزمان : يعني انهم اهلكوا بزمن قريب , فأن لم تأخذوا العبرة بما جرى على الذين سبقوهم , فخذوا العبرة مما جرى عليهم . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي" . 

2- المكان : حيث ان قوم لوط اقرب من غيرهم لقوم مدين . " تفسير الجلالين للسيوطي" .          

 

وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{90}

يستمر خطابه (ع) لقومه : 

1- ( وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ) : اطلبوا منه جل وعلا المغفرة .  

2- ( ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ ) : ثم ارجعوا اليه بالطاعات . 

3- ( إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) :  الله جل وعلا كتب على نفسه الرحمة , ودودا بعباده , يوجههم الى كل ما فيه نفع لهم .  

يستفاد من الاية الكريمة عدة امور نذكر منها : 

1- ان باب التوبة مفتوح من جانبه عز وجل , لا يغلقه بوجه عباده ما لم يغلقوه هم من جانبهم . 

2- تؤكد الاية الكريمة على حصول التوبة لمن استغفر واناب اليه جل وعلا , فيما يدل على انها وعدا الهيا . 

 

قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ{91} 

تروي الاية الكريمة جواب القوم له (ع) , وفيه يتبين عدم مبالاتهم لكلامه ودعوته (ع) ونستقرأها في ثلاثة موارد : 

1- ( قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ ) : لا نفهم شيئا مما تقول . 

2- ( وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ) : ضعيف بمعنى لا قوة لك ولا عزة , ولولا عشيرتك لرميناك بالحجارة , ثم لقتلناك شر قتلة . 

3- ( وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) : لست كريما ولا يمنعنا شيء عن رجمك سوى عشيرتك فهم الاعز لدينا .     

 

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{92} 

يرد شعيب (ع) عليهم في الاية الكريمة , ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ ) , تقدمون عزة عشيرتي ( قومي ) على عزة الله تعالى , وارادتهم ازاء ارادته جل وعلا , فتتركون رجمي ( قتلي ) لاجلهم , ولا تحفظوني في انفسكم  لله تعالى , ( وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً ) , وجعلتم الله تعالى وراء ظهوركم , غير مبالين لامره جل وعلا , ولزمتم ما انتم عليه من عبادة الاصنام وغيرها , ( إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) , لا يخفى عليه جل وعلا شيء , والمحيط هو الشامل علمه و أحاط علم فلان بكذا أي لم يعزب عنه . "المقام الاسنى في تفسير الاسماء الحسنى للكفعمي" .    

 

وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ{93}

يستمر خطابه (ع) في الاية الكريمة وفيه ثلاثة مواقف للتوقف : 

1- ( وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ) : ابقوا والزموا حالتكم واعملوا على طريقتكم , فأني عامل ومستمر على ما انا عليه . 

2- ( سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ) : سيأتي اليوم الذي تنكشف فيه الحقائق , ويتبين عندها امرين : 

أ‌) من يحل عليه عذاب الخزي ( الذلة والهوان ) . 

ب‌) بعد تبيان الحقيقة سينكشف الكاذب , انا ام انتم ؟ ! .    

3- ( وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) : انتظروا عاقبة الامور , فأنا منتظر معكم , يستقرأ من النص المبارك ان فيه تهديد شديد اللهجة .      

 

وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ{94} 

نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 

1- ( وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا ) : يروي ان النص المبارك عند نزول الاذن منه جل وعلا بحلول العذاب والهلاك بحق قوم مدين , انجى شعيبا (ع) ومن امن معه برحمته جل وعلا . 

2- ( وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) :  تروي التفاسير ان الصيحة كانت من جبرائيل (ع) , اهلكتهم جميعا , فأصبحوا ميتين باركين على الركب , جثث لا حراك فيها ." تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي".   

 

كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ{95}

نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 

1- (  كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ) : كأن لم يقيموا فيها , ولم يعمروا فيها طويلا . 

2- (  أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ) : هلاكا لمدين كما هلكت ثمود , وقد اشتركت القبيلتان في الصيحة , الا ان الصيحة لمدين كان مصدرها من فوق , اما الصيحة لقوم ثمود كانت من تحت .     

تجدر الاشارة الى ان شعيبا ( ع ) كان يسمى او يلقب بــ ( خطيب الانبياء ) ." تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/05



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح150 سورة هود الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net