صفحة الكاتب : حيدر عاشور

الثقافة ودورها الريادي العتبة الحسينية المقدسة إنموذجاً
حيدر عاشور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المثقفون خاصة العاملون في مجال الإعلام والصحافة اغلبهم  في أزمة فكرية وثقافية وسياسية واجتماعية ودينية،ويفتقدون مستلزمات التفكير والتعبير عن الرأي والحوار والمناقشة والحريات الفردية وحرية الصحافة وضرورات وشروط الإنتاج الفكري الناضج نتيجة عشوائية العمل الصحفي والإعلامي والأدبي الذي ينتمون اليه وانحيازهم وراء الظلم والاستبداد،وترك مبادئ وعقائد دينهم وحبهم لوطنهم كوطنيين،وأصبحوا ينظرون للأنظمة الفاسدة بافتعال موقف وتملق والتقرب من السلطة التي تسيرهم والتي هم أصلا بمعيتها ويروجون لها الغث والسمين ويطبلون في الكثير من الأحيان فهم بذلك ينسلخون عن محيطهم العام بين المجتمع والوطن ،لكونهم مسؤولون إزاء مجتمعهم ووطنهم  لتحقيق الأهداف النبيلة التي من المفترض يناضلون من أجلها، وهي العدالة والمساواة والحرية والقيم الإنسانية.نحن ألان نمر ونعيش الأزمات المتعاقبة والضغوطات المميتة في الشارع العراقي واغلبها من الجهلاء في معرفة دينهم  والبعيدين عن الحس الوطني والمواطنة،الآن توجهاتهم الثقافية والإعلامية تتجه صوب علاقة خضوع وخنوع واستسلام، ومع كل الأسف بدأوا ينشرون ثقافة الاستسلام والرضوخ، وثقافة التملق،وهذا النوع من المثقفين يطلق عليهم بأشباه المثقفين ،بعد أن غيروا مسار مبادئهم. فلا مستقبل لأمة بدون مفكرين ومثقفين ينتقدون الباطل والفساد ويحاربون اعوجاج ساستهم ويضعون النقاط على الحروف بكشفهم نقابهم المتخفين خلفه، ويدافعون عن الحق ،ويكشفون اّلية الإرهاب النفسي أو المادي أو الفكري التي ينادي به المتطرفون من(القاعدة، جبهة النصرة، الإخوان المسلمون) وغيرها من الجماعات التي تدعي الإسلام وهي نماذج تتخذ مقولة (من ليس معنا فهو ضدنا) وعلينا تصفيته أي قتله  ... يعملون بكل وقاحة على القتل الشامل بلا مخافة من الله عزوجل،هؤلاء علينا فضحهم بكل السبل المتاحة للإعلام وخاصة  بأقلام المثقفين والإعلاميين لكي يفضحوا أفكارهم المتطرفة ... ولان الإعلام لم يواكب فضحهم بشكل علني وواقعي  ،إذن هي أزمة من أزمات الفشل التي تقود الصحافة الى التبعية والخصوصية لا صحافة حرية وفكر وعدالة والديمقراطية .
لا شك أن التخلف الإعلامي والصحفي الذي تعانيه الكثير من المؤسسات الاعلام،يعود إلى سوء الاختيار وسوء التوظيف،فالأشخاص يتم اختيارهم حسب كفاءاتهم وقدراتهم على أداء العمل المكلفين به،ووضعهم في المواقع الأقرب إلى مسؤولية الاحتكاك بالواقع الميداني تتغير وترتبك قدراتهم ويفشلون علنا والمؤسسة  الإعلامية تبقيهم لكونهم يجيدون حرفة ومهنية الكذب والتصنع  .. أي بمعنى آخر اختيار الشخص غير المناسب، ثم وضعه في مكان أبعد ما يكون عن إمكانياته!في المقابل، فإن كل المؤسسات الاعلامية المتفوقة في عراقنا ، إنما يبدأ نجاحها من التوظيف السليم لوسائلها، وأولها العنصر البشري،ووضع الضوابط والمعايير اللازمة لذلك.. فإذا غابت الضوابط، ضاع العمل وضاق الأمل. لذلك نقول:الإعلام والصحافة في تطور مستمر طالما هناك جهات غايتها التطوير والتقدم .. نجد مثلا في كربلاء المقدسة مؤسسات إعلامية بدأت تنشط وتنشط كوادرها وتسعى للحضور في معترك الإعلام المرئي والصوتي والمقروء ونشرات وكتب ودورات وشبكات إعلامية متقدمة واستقطاب مثقفين ذو كفاءات إضافة الى العالم الخاص في الطفولة والمسرح.. فكانت النموذج المتحضر للإعلام والصحافة ونخص بالذكر العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية .. حيث احتفلت العتبة الحسينية مؤخرا بتوسيع مدايات إذاعاتها لتصل الى البصرة وقد تتوسع لتشمل العراق مستقبلا وهي تبث بحيادية كل ماهو جديد ومؤثر على الساحة الإعلامية والصحفية في عراقنا الحبيب لذلك ،فالمثقف إذن يكون مرتبطا بواقعه وبمجتمعه، يتفاعل معه، يؤثر ويتأثر به وهذه هي متطلبات الخدمة الإعلامية والصحفية الحقيقية والفعالة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عاشور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/07



كتابة تعليق لموضوع : الثقافة ودورها الريادي العتبة الحسينية المقدسة إنموذجاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : براء حسين العبيدي ، في 2013/09/08 .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكاتب المحترم حيدرعاشور
تحية وود
المقال جدا حساس وموضوعي ووطني يلامس الواقع والحقيقة التي يمر بها الوطن وانفلات اعلام نحو توجهات غرائبية ... علام لا يستقر على مقرر او هدف .. اعلام توجهي تعبوي ... يفيد اعداء العراق اكثر من ابناء العراق ... مع الاسف هذا التوجه المريض ... وما ذكرته عن العتبة الحسينة المقدسة فعلا انموذجا لكل الطروحات الاعلامية والثقافية فهي مؤسسة متكاملة ولها مجلات وكتب ومكتبة واذاعة وفضائية جميلة جدا في طرحها وهي ترتقي الى مصاف الفضائيات العالمية ولكن تختلف عنهن بالتوجه والنظام واحترام الانسان وتسعى الى تطويره دينيا ... بارك الله بجهودهم وبارك الله فيك استاذ حيدرعاشور على التنويه لمكانات كربلاء الاعلامية التي تتالق يوما بعد يوم بجهود المهنيين في الاعلام والصحفيين والكتاب الذين لهم بصمة واضحة في الابداع ... وبارك الله على القائمين عليهاجميعا وعلى الامين العام للعتبة الحسينة المقدسة الذي يوفر ويذلل الصعاب لخدمة كربلاء الحسين .
شكرا لك ولهم
ومزيدا من الابداع
والله الموفق
براء حسين العبيدي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net