صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

الموت يبتدع الحياة في العراق
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في كل أصقاع الكون....هناك مايميز حياتنا البشرية ذات العواطف والخلجات والمشاعر والفرح والحزن....شيء كنهيته الغرائبية.... ان كل البشر يمرون به أو هو يمّر بهم حاصدا بمنجله الهلامي،أرواحهم وهو الموت...والتراجيديا في شيئين لاغير... شكل مغادرة الحياة وقصص تصاحب ذاك النهوض الساكني في ذواتنا وهذه الميزة بنجاح منقطع النظير تجد تلافيفها وأفعوانيتها بل وعنفوانها وهضابها وجبالها واوديتها ومحيطاتها وخلجانها وغدرانها.. في بلد شرق او سطي إسمه العراق أسطع إشراقا من الغير... فهنا تجد كل متناقضات الكون من حب فطري للحياة وحب  مقابل مواز..لإستقبال الموت الرخيص كل آن بكل لون كيمياوي الصبغة لاالتركيب.. لإن العراقي قد يموت وهو في متنزه أوهو مع عائلته أو في دكان حلوى ويموت بحيث كل  ذرات آواصر الكيمياء تحسده على إنتظار إبتكارات الموت ب مالايعرفه العلم من أسباب لاوراثية للموت ولكن؟ كل قصص الموت تنحني امام قصص الحياة فهي بتنوعها لاتشبهها اي خارطة جينية واي تفاعل ذري في الكون كله قصص عندما تسمعها بعد الموت لاتشعر بقشعريرة او يكون دمعك ملبيا نداء الحزن بل تشعر أيضا إنك قريب من الموت نفسه قد يحتضنك وقد يعانقك وقد يمد يديه لينتزع أنياط قلبك الذي بقي هيكلا فقط لامخزنا للتآوهات والتحسرات والصبابة والجوى.. وترى الموت هو يرتدي هذه آزياء البلادة ويحصد ارواح العراقيين بلاهوادة. بعد كل موت في العراق تسمع قصصا أبطالها تحت التراب...وهذه القصص يستحق أبطالها المنسيون تماثيلا في متحف اللوفر او تكون كملحمة الالياذة ولكنها ملحمة ( من اللحم) وليست ملحمة شاعرية إبتدعها هوميروس.. ولكن في العراق نطوي يوم الموت لنستقبل يوما آخر قابل للطي واللي والآحياء بروحية الحياة وزهوها العنفواني يسيرون غير مبالين وبلاهواجس لانك هنا قد تهرب من الموت إليه... فهل ستبقى هذه الحقبة؟ بل كم ستستمر؟ لن أجيب... لإن إستشراق المستقبل بفنجان التحليل لابقرائته... فيه قتوم وقتوم وقتوم وسوداوية لامثيل لها. ولكن لو كنا ننتقي قصص الحياة ونسطرها كان الجيل بعد 1000 سنة سيعرف صبرنا وآهاتنا بالابعاد الثلاثية المتطورة. حسينية التميمي مساء الاربعاء11/9/2013... كان الموت يتربص لمصلين ولج لهم عفن فكريا يرتدي طائفية مقيتة لكي يقبض الموت الرخيص  بجسده..منهم أرواحا بريئة وطموحات دنيوية وأدتها جثة هذه العفن... رن هاتف الموبايل.... كان الرقم للعائلة معلوما.. ولكن الصوت ليس صوت الخال!!! قال المتصل... وجدت هذا الهاتف في جيب الجثة... اي جثة  قالت العائلة التي توتر جوها وتكهرب وانقبضت الاسارير وتاهت الملامح وأصفرت الوجوه...كان المتصل قد اتصل بإخر رقم للميت بالآحياء وهو دار آهله...اعادوا الاتصال بعد ان زهقت روح الآحياء وهم محشرجو الصوت... ليعلموا أن أبنهم الذي ذهب ليزرق إبرة لكونه مريض يومها قد عرج على الحسينية ليصلي وقال لمرافقه الحي الناجي... تفاصيل عن إلتزامه الديني ولم يكن يعلم أن المنية أنشبت أظفارها... علا النياح والصراخ والعويل وووو لاأرسم المشهد في ذات العوائل العراقية... ولكن وهنا قصص الحياة! كان الخال قد أكمل مستلزمات قرعة السفر للحج بعد ظهور إسمه في القرعة السنوية! فستذهب أمه وحدها  وكانت متيقنة من صحبته..وقد لاتذهب! وترك للاطفال بسمة آبوية مفقودة مكنونة فقد كان له بنتان وكان جذلا قبل شهرين بالتمام لانه رزق بصبي..لن يرى ضحكته ولن يناغيه للابد...بعد أن فرح بوليمه طهوره... فسيحمل اطفاله سمات الإيتام.. وترك زوجة  سيكتب الدهر عليهاتسمية  أرملة.. وسترتدي السواد سنوات وسنوات ..وترك للكاتب لوعة كل يوم لاتنتهي  نغمات نشيجها في أوردته وشرايينه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/13



كتابة تعليق لموضوع : الموت يبتدع الحياة في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net