صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

العراق ومعضلة هاملت
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

مأساة او معضلة هاملت , هي نسخة طبق الاصل لما يعانية ويقارعه الشعب . من اغتصاب او الزواج من كرسي العرش , والسيطرة الكاملة على سلطة المال , وعلى حياة المواطن , الذي اصبح رهينة في قبضة , حفنة من السياسيين الجدد , الذين سيطروا على كل منافذ الحياة العامة , وتركوا الشعب يلوكه الاحزان السوداء والاحباط والقنوط , واليأس من الحياة برمتها , التي تحولت الى احلام مرعبة وفضيعة , حيث لا امن ولا استقرار , سوى انها سجن كبير وخانق , فقد تركوا القادة السياسيين الجدد , الشعب في مهب الريح الصفراء , لذا فان معضلة الشعب عويصة ومعقدة ومتشابكة , في سبيل اعادة كرامته وانسانيته التي تمزقت في الوحل . هل ينتفض على الواقع الميئوس ؟ , وينتقم من الذي اغتصب السلطة والحياة ؟ ام يترك شريعة الانتقام , من هؤلاء الذين أطفئوا بهجة ونور الحياة , وجلبوا الخراب والهزائم والكوارث , التي صارت تعصف بالعراق من كل جانب وصوب , بالبشر والحجر , وضياع هوية الوطن , بوضعه في دهاليز مظلمة مقفولة الابواب . ان سياسات الصعاليك الجدد , احدثت خرابا عميقا , حتى وصلت الى تلف نفسية ومزاج المواطن , باسلوب تفكيره وسلوكه , حتى وصل بهم  , التدخل في خصوصيات حياته الخاصة وشطب الحياة  العامة . ان هذا الخراب الهائل , لا يمكن اصلاحه بقرارات فوقية وهامشية , سرعان ما تذهب مع الريح . ان تجربة العراق في السنوات الماضية , او عقد من الزمان , بعد التغيير , شهدت تجرع العلقم , والتي تمثلت بالقحط والجدب وسموم الجفاف والعجاف . فقد تحول العراق الجديد , الى بلد متعدد الاقطاب والحواجز والخنادق والسواتر . والانكى من ذلك , بان هذه الاقطاب المتنافرة والمتحاربة والمتخندقة , لاتعترف بوجود الاخر او حق الاخر في العيش تحت شمس العراق , ولا يجمعها قاسم مشترك , سوى نظرية اللغف والشفط والنهب والمال الحرام , والاستحواذ والانفراد بالغنيمة والكعكة العراقية , بذلك بزغت ونشأت مملكات وامبراطوريات مالية , قوية الشكيمة والمتراس والنفوذ , ولكن الادهى والغرابة والعجب , بان بركات وخيرات هذه المملكات المالية , التي ولدت من السحت الحرام , يكون نفعها وفائدتها وخيرها وبريقها اللاهب , خارج العراق وليس داخل العراق , اي باقامة المشاريع والشركات الصناعية , بمختلف صنوفها , او استثمارها لتشغيل البشر , من هذه البلاد المظلومة , واصلاح حال العراق , فان هذه الاموال بارقامها الخرافية , تخرج من ضلع العراق بكل حرية وأطمئنان , وتخرج من سطوة العراق , كأن اصحابها يشعرون , بان وجودهم او اقامتهم في العراق , موقت ومحدود , وليس دائم , او انهم يحسبون الى  اليوم الاسود , او عوادي الزمان المتقلب , قد ينقلب ضدهم , ويذهب جهد اللغف والنهب والمال الحرام , والاغرب من كل ذلك , بان هؤلاء الذين فتحت لهم ابواب الجنة بعصا سحرية ( افتح ياسمسم ) , بان هذه الفئة التي ارسلها القدر لمعاقبة الشعب , يحتكرون صكوك الوطنية , والزهد والدين والايمان والتقوى , والكلام المعسول بدون رصيد , بمساعدة المظلوم والمقهور والمكرود والمسكين , بانهم هم الاصل وغيرهم دغش وزيف , لذا فان هاملت العراقي وليس ( الدنماركي ) , امام معضلة الوجود , هل يعترف بالامر والواقع وماكتبه القدر , ويمتثل الى شريعة الغاب, بالقنوع والخنوع والذل والمهانة ؟؟ ام يتمرد ويمتشق شريعة ,( نكون او لانكون ) وهل يستسلم للزوابع والعواصف الملبدة بالغيوم الطائفية ؟ هل يترك الثعابين , الذين سيطروا على الارض والبشر ؟ هل  يستسلم لموت المجاني ؟ ان مأساة هاملت العراقي , هي مأساة شعب , يلوكه الضعف والتردد والعجز والاحباط والخنوع , ويحبس المارد الجبار , الذي يغلي ويفور بداخله , لينسف هذا العالم المتجبر بالظلم والفساد 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/14



كتابة تعليق لموضوع : العراق ومعضلة هاملت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net