صفحة الكاتب : قاسم محمد الخفاجي

سياسيو الشعب و سياسيو السلطة
قاسم محمد الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قليل هم اصحاب المناصب الذين يركبون الكراسي فعلاً ، فالغالب ان الكراسي هي التي تركب اصحابها ، يقولون : ان (الرئاسة تصنع الرئيس ) ، الحقيقة ان الناس متفاوتون في هذا الشأن ، فبعضهم يصنع الرئاسة ، وبعضهم تصنعه الرئاسة ، والبعض الاخر يضيع الرئاسة ، واخر تضيعه الرئاسة ، وهناك نوع اذا أصبح رئيساً : حطم الرئاسة ، وحطم نفسه ، وحطم الناس ، وحطم الوطن ، والمواطن .

تناولت وسائل الاعلام المختلفة قبل اسابيع ظاهرة وهي ان رئيس حكومة احد الدول الاوربية ظهر متنكر ويقود سيارة تكسي ، وكان هدفه من ذلك القرب من المواطن ومعايشة حياته اليومية وتشخيص الاخطاء والاحتياجات ، فهذا المسؤول ، لم يعتمد على مستشارين لينقلوا له ما يحتاجه المواطن وما يعانيه في حياته اليومية ، كما يفعل المسؤولين في دول الشرق الاوسط عموما او في العراق خصوصاً ، بل دفعه الى ذلك شعوره بالمسؤولية وحبه للوطن والمواطن ، نحن العراقيون نفتقر لمثل هذه الظاهرة فلم نرى من سياسيو السلطة وعلى رأسهم المالكي او علاوي او النجيفي او الجعفري او الخزاعي وهؤلاء كلهم مسؤولون وعلى راس السلطة التنفيذية والتشريعية ، لا نقول افعلوا كما يفعل رئيس وزراء السويد بل نقول احذوا حذوا السيد عمار الحكيم .
المعروف ان عمار الحكيم رجل دين وابن المرجعية الدينية وهو سياسي له ثقله ، وعندما يصدر منه كلام ليس مجرد كلام فبخبرته وعلمه بخفايا وخبايا الامور ، وما يترتب على اساس ذلك من حقوق للمواطن العراقي ، فكلامه ذو فائدة وعبرة ، معتبراً ايه تكليفاً شرعياً ووطنياً ، سمعته في الملتقى الثقافي الاسبوعي يوصي المسؤولين : ( بان يكون المسؤول على باب المواطن وليس المواطن على باب المسؤول ) .
عبر الحياة متناثرة في كل زوايا الحياة ، انما عين الحكيم وحدها القادرة على التقاطها ، دون غيره من السياسيين ، وان مبادراته جميعها مستمدة من خلال زياراته الميدانية واطلاعه على الواقع ، فالرجل يلتقي بالمواطنين سواء في الجامعات واقسامها الداخلية ويطلع على احوالهم كما يظهر في الفضائيات ، او يزور ضحايا الارهاب في المستشفيات ، ويزور الدوائر التي تهم ذو الاحتياجات الخاصة ورعاية الطفولة ، وجميع ما يهم الشعب ، ويدخل بيوتهم عبر وسائل الاعلام التي تبث الملتقى الثقافي الاسبوعي ومن خلاله يوعي الشعب بحقوقه ، ويذكر الحكومة بواجباتها ويعطيها الحلول ، ويرفدها بكل ما يسهم في بناء الدولة فالحكيم بهذا العمل يكون قريب من المواطن و يحاكي همومه وهموم ومشاكل الوطن ، علاوة على ذلك فالحكيم شاهدته بأم عيني وهو يمشي بين الناس في مناسبات كثيرة كالأعياد والمناسبات الدينية ويسلم على الناس والناس تسلم عليه ، ولم يسكن المنطقة الخضراء كالسياسيين الاخرين ، فعلا يعتبر الحكيم سياسي الشعب وحكيم الشعب من الشعب والى الشعب .
نعلم ان كل صاحب سلطة محكوم بالموت ، وكل قوة محكومة بالفناء ، وكل حكومة آيلة للسقوط ، ولا نتوقع ان يكون الحاكم من الملائكة ولكن لانقبل ان يكون من الشياطين ، فبعض المسؤولين في وقت الانتخابات يمثلون دور الملائكة ويقفون على باب المواطن وبعد الحصول على مبتغاهم يكونوا جنود ابليس ويذلون المواطن ويتنكرون له.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/22



كتابة تعليق لموضوع : سياسيو الشعب و سياسيو السلطة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net