صفحة الكاتب : الشيخ علي عيسى الزواد

معرفة الحسين عليه السلام
الشيخ علي عيسى الزواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
وردت الروايات في فضل معرفة أهل البيت بالنورانيّة، وأنّها مرتبة عالية من مراتب معرفتهم عليهم السلام وينبغي للمؤمن أن يعرفهم عليهم السلام بها.
 
حتى أنّ صاحب البحار وغيره أدرجوا في كتبهم عنوانا خاصا في معرفتهم عليهم السلام بالنورانية.
 
وفي بعض الأحاديث أنّه يجب معرفتهم عليهم السلام بالنورانية.
 
و معرفتهم هذه تخرجك عن فهمك للنبي وأهل بيته عليه وعليهم السلام من حدود هذا العالم المادي إلى عالم النور الذي كله هدى ومعرفة.
 
قد يتحدّث البعض عن كرم أهل البيت عليهم السلام ويجعل الملاك في ذلك الصرّة التي يدفعها الإمام عليه السلام ومقدار ما يبذل فيقارن بذلك بين عطاياه وعطايا غيره من البشر العاديين، ولكن لا نسبة بين الأمرين، لا تقارن العلة بالمعلول، فلقد قالوا نحن صنايع ربنا والخلق صنايعنا، فكل كرم في غيرهم هو من صنايعهم فلا نقيسه عليهم بل هم الخير الفياض الذي لا ينضب ولا يعرف حدّا هكذا أرادهم الله تعالى وهكذا كانوا.
 
ومن هنا قد يرى البعض أن النبي صلى الله عليه وآله عندما ينزل من على المنبر عندما يأتي الحسنان عليهما السلام ويقول إنما أموالكم وأولادكم قتنة، يعتقد البعض أن الحسنين أيضا فتنة لرسول الله صلى الله عليه وآله هكذا يفهم البعض، في حين اننا لابدّ ا، نفهم القضايا على غير هذا فإننا نقول إن النبي صلى الله عليه وآله يريد أن يقول إنما أولادكم قتنة لا أولادنا، وإن مثل الحسين يستحق أن ينزل له من على المنبر وهو على صغر سنه أولى من مخاطبة الناس أجمعين.
 
فإننا نجد أن الكثير حتّى من عاش مع النبي وآله ورآهم فإنّه لم تتجاوز معرفته بهم حدود المظهر المادي، بل حتّى المظهر المادي لفقدان البصيرة فإنّه لم يره على حقيقته فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
 
ولكنّ المؤمن من خلال ما وهبه الله تعالى من بصيرة فإنّه علاوة على رؤية الظاهر على حقيقته يرى أيضا ما وراء ذلك من نور ومن هنا يتفاوت الناس في معرفتهم بأهل البيت عليهم السلام وتختلف مقامات إيمانهم ومراتب اعتقاداتهم.
 
نعم تختلف مراتبهم في معرفتهم بالنورانية.
 
فمن ذلك ما ورد في حق الحسين عليه السلام:
 
خلقت الجنّة والحور من نور الحسين عليه السلام هكذا روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وروي أيضا أنّ ذلك من نور الحسن عليه السلام، وورد في حقّ الحسن عليه السلام أنّه خلق من نوره العرش.
 
كما أنه خلق من نور الحسين عليه السلام تسعة أئمة معصومين عليهم السلام.
 
وعلى كلّ حال فالذي يظهر من أكثر من رواية أنّ الجنة والحور خلقوا من نور الحسين عليه السلام، والحسن والحسين نور واحد.
 
فما مدلول هذا الكلمة العظيمة في معناها، الجليلة في مضمونها، الكبيرة في شمولها للخير كلّه.
 
هذه الكلمات لا يحصيها بيان، ولا يمكن أن يتفوه بها لسان، إلا أن يكون كلسان رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكن الذي يخطر ببالنا أمور:
 
الأوّل:
 
المقارنة بين الحسين عليه السلام والجنّة بما فيها:
 
إنّ معنى ذلك ان كلّ رائحة طيبة في الجنّة ليست إلا نفحة من نفحات الحسين عليه السلام، وما مسك الجنّة إلاّ قطرة من دم الحسين الزكي.
 
وكل نسيم عليل في الجنّة ما هو إلاّ أنفاس الحسين الطاهرة.
 
وما في الجنّة من جمال فما هو إلا دون جمال الحسين عليه السلام وما هو إلا بسمة على شفتي الحسين عليه السلام.
 
وما في الجنّة من أنهر من عسل فما هو إلاّ بعض رحيق ريق الحسين عليه السلام.
 
وما في الجنّة من أنهر عذبة ما هي إلا قطرة متساقطة من جبين الحسين عليه السلام.
 
الثاني:
 
نستفيد من تلك الرواية الشريفة أن لا دخول لأحد الجنّة إلا بمعرفة حق الحسين عليه السلام، ولا يدخل أحد الجنّة إلا برضى الحسين عليه السلام.
 
الثالث:
 
إن الحسين عليه السلام غاية في الخلق لأنّ الجنّة يدخلها العابد لله والعبادة غرض الخلق، فلولا الحسين عليه السلام لم تكن جنّة ولولا الجنة لم تكن عبادة ولولا العبادة لم يخلق العالم.
 
الرابع:
 
انّ الحسين أشرف واعظم من الجنّة لأنّها خلقت من نوه فهي فرعه المنبثق منه.
 
سلام الله على أصحاب الحسين عليه السلام، عرفوا من ينصروا فلذا قالوا ما هي إلا سويعات ونعانق الحور العين.
 
ألا ومن مات على حبّ محمد وآل محمد مات مغفورا له.
 
ألا ومن مات على حبّ محمد وآل محمد مات شهيدا.
 
اللهم أمتنا على حب وولاية محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ علي عيسى الزواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/22



كتابة تعليق لموضوع : معرفة الحسين عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net