لدى المسلمين أعياد عديدة, وكل عيد له اسم سمي به, فعيد الفطر بعد صوم شهر عن الأكل والشرب ,وكل ما يمت إلى المحرمات والمكروهات بصله, وعيد الأضحى بعد إنهاء مراسم الحج, والصعود على جبل عرفات, وهذين عيدين متفق عليهما عند المسلمين كافة, وهناك يوم هو أهم الأيام والأعياد عند أتباع علي عليه السلام, لاقتران ذلك بخطبة للرسول محمد صلى الله عليه وآله, فقد أوقف المسلمون وتم تبليغهم بمضمون بيان إلهي, ألا وهو تنصيب الولي من بعد الرسول, حيث أبلغهم أن هذه هي الحجة الأخيرة للنبي, إذ ليس من المعقول أن يترك الله عز وجل خلقه بدون حاكم يرتضيه له دراية تامة بأمور الدين العقائدية ,ومتطلبات حكم ألامه .
تجمع المسلمون قبل تفرقهم في منطقة غديرخم, وهي مفترق طرق بين مكة والمدينة واليمن .
هناك تمت الرسالة بالوصية للمسلمين بتولية علي بن أبي طالب (ع), ونودي للناس أن بايعوا وليكم من بعد الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله, فصافح الرجال الأمير, ووضع يده بطشت ماء, لتبايعه النساء بوضع أيديهن, وانصرف الجميع الى مدنهم وقراهم .
فَيا لَهُ من عيد أغرٍبه اكتمل الدين , وافترق المسلمين فرحين, بالرغم من ألم فراق النبي الكريم. قد يسأل البعض ,لماذا تم الاختيار لعلي دون غيره من المسلمين ؟مع أن عمره أصغر بكثير من بعضهم , هل هي محاباة كونه ابن عم محمد(ص),ولكن الكل يعلم بأن الخالق لا يحابي أحدا, هل كونه حارب وقتل المشركين؟ ألكونه بات في الفراش يوم كادت قريش للرسالة وحاولت وأدها؟ أم لأنه زوج البتول ؟ لا اعتقد أن هذه الأمور بالرغم من أهميتها هي الوحيدة . فماذا بعد ذلك ؟ لقد شرحت أحاديث تقدمت هذا اليوم وفي مناسبات عده, ناهيك عن الآيات الواضحات في حقه, فهو الإيمان كله في معركة الخندق, وكرار غير فرار, يحبه الله ورسوله, ويحب الله ورسوله, في معركة خيبر, وقول الرسول وحي من عند الله, وفعله أمر إلهي, لقد حاول الباحثون عبر أكثر من 1400عام أن يعرفوا من هو علي وما فضله, فلم يتوصلوا إلى نهاية , فهو البداية المرتبطة بعرفانية الخالق جل جلاله بحديث نبوي صادق يكلم به الرسول (ص)علي (ع) فيقول:يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله وأنت ولا يعرفك إلا الله وأنا. فهل من بعد ذلك جدال ؟إنه القول الفصل في الاختيار.فما هو علي ؟ولد بالكعبة واشتق اسمه من العلي, وأول ما وضع في فمه إبهام الرسول, وفي حديث آخر لو لم يخلقك الله, لم يكن هناك كفء لفاطمة .فقد جمع الصفات في الخلق والشجاعة والفصاحة والعدالة , ما لم يتفوق عليه أحد من المسلمين, بل من الناس أجمعين, ولا أراه إلا هبة من الرحمن الرحيم لعباده, اجتباه واختاره ليقود العالم إلى بر الأمان, وعبادة الخالق المنان. ولكن هل التزمت الأمة بما خطط له الإله ؟هيهات فقد حيكت مؤامرة دنيئة حسدا لشخص عظيم, وأقصي الحق عن مكانه.واستلم الحكم من هو ناقص في أحكامه.وها نحن ننتظر, فلا بد أن يحقق الخالق مراده ويحكم الأرض أولياؤه.فلا زال في الأرض بقيته, ليستلم تاج الملك, مَكَّنَنا اللهُ لنصرته.