صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

الهجمات الارهابية على اربيل لها اكثر من دلالة
رفعت نافع الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  كثير من الوقائع والمؤشرات على الارض كانت تشير الى ان اقليم كردستان العراق يمكن ان يصبح ساحة لتصفية حسابات  اطراف عديدة مرتبطة بالوضع الشائك على الساحة السورية والاقليمية . فقضية الاكراد في سوريا وما رافقها من تطورات على المستوى العسكري والتعبوي من خلال الاشتباكات العنيفة مع مقاتلي جبهة النصرة وتنظيم  الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) ونزوح عشرات الالاف من النازحين  السوريين الاكراد لاقليم كردستان العراق من جراء ذلك ، وما سببة هذا النزوح الكبير والمفاجئ من ضغط  سياسي واقتصادي وانساني على حكومة الاقليم التي لايمكنها من تحمل اثارة ونتائجة المستقبلية ، انعكس اخيرا بشكل كبير على  الوضع الامني في الاقليم خلال الايام السابقة مما اسقط فرضية ان الامن مستتب ودائم ولايمكن لاية تنظيمات ارهابية من فعل شيئ مؤثر على الساحة الكردية . وخاصة ان الهجمة الارهابية في اربيل كانت تحمل دلائل ومعاني كثيرة عندما استهدفت وزارة داخلية الاقليم ومقر الامن العام ( الاسايش ) والتي تعتبر رمز لقوة الاقليم ورئيسة . 
                                                                                                  
ان ما تفرضة الروابط القومية المشتركة بين اكراد سوريا والعراق ...    دفع بالقيادة الكردية العراقية متمثلة برئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني من اطلاق خطابة المثير للجدل في 10 اب الماضي بالتدخل العسكري لحماية اكراد سوريا من خلال التوعد بدفع قوات البيشمركة للدخول لسوريا لحماية الاكراد وتقديم الدعم العسكري والمعنوي لهم . هذا الموقف اعتبرعلى مستوى العالم بانة خطاب اعلامي فقط  وغير واقعي ، وفي العراق اعتبرة اغلب السياسيين بانة تجاوز على بنود الدستور العراقي على اعتبار ان السياسة الخارجية هي من اختصاص الحكومة الاتحادية وليس الاقليم ، وان هذا التصريح يعتبر تدخل في شؤون الدول المجاورة وسوف يؤدي بالحرب الدائرة على الاراضي السورية بالانتقال لدول الجوارومنها العراق ، اضافة الى ان الاقليم لايمكنة من تحمل النتائج المستقبلية لهذا التدخل وليس لدية القدرة على اللعب في هذا الملف الخطركلاعب رئيسي لضعف امكانياتة وقلة خبرتة ومحدودية اختياراتة واعتماد اقتصادة بنسبة كبيرةعلى حصتة المالية من الحكومة الاتحادية  .   
 
كما ان للارهاب والتنظيمات الاسلامية المتشددة جذورقديمة وخلايا نائمة في اقليم كردستان العراق سبقت المناطق الاخرى في العراق ، وتعود لاكثر من عقدين من الزمان وخاصة مناطق القرى والارياف حينما كانت العصابات الارهابية تصول وتجول في الاقليم لقتل اصحاب المطاعم ومحلات الشرب وصالونات الحلاقة النسائية والرجالية لانها لاتتوافق حسب رؤاهم مع تعاليم الشريعة الاسلامية وما يؤمنون بة من افكارمستقاة من فكرالتنظيمات السلفية والوهابية والمتشددة . اذن ما حدث كان متوقعا بسبب جملة المؤشرات تلك ، اضافة الى ان تطلعات وتصريحات بعض القادة والسياسيين الاكراد فاقت حدود الممكن خاصة في هذة الفترة التي تشهد ولادة جديدة للمنطقة بعد ان فقدت مصادر القوة في العديد من دول المنطقة منذ العام 2003 وحسب رغبة وتطلعات الكباروعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ، فدعوة السيد مسعود البارزاني لمؤتمر قومي لاكراد العراق وسوريا وايران وتركيا في اربيل يمثل تجاوز لخطوط لاتسمح بة الدول المحيطة بالاقليم وخاصة ان الاقليم العراقي مجاور لدول لها وزن دولي واقليمي تستطيع ان تؤثر على مجريات الاحداث في الاقليم والمنطقة وما تشهدة سوريا خير دليل على ذلك . 
 
ان العالم اليوم على اعتاب مرحلة تاريخية جديدة ، بعد انقضاء نحو مائة عام على اتفاقيات سايكس بيكو ( 1916 ) التي قسمت منطقة الشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا بتاييد من الامبراطورية الروسية بعد افول الدولة العثمانية ... فالدول الكبرى المؤثرة في الساحة الدولية تدفع الوضع في المنطقة لجانب مصالحها واعتباراتها اي ان هناك خارطة جديدة لتجزئة الشرق الاوسط تضمن مصالح تلك الدول على المدى البعيد وبأدوات محلية من قادة وامراء وجيوش من الارهابين والتكفيريين الجاهزين . اذن مصطلح الدول القومية اصبح من الماضي والدليل بات واضحا من خلال وضع المنطقة العربية التي اصبحت مشاريع مستقبلية للتقسيم وليس للوحدة . كما ان الواقع الحالي لايمكن ان يسمح لدول متحدة قوية في منطقة تعتبر اهم مصدر للطاقة في العالم اجمع . كل هذة العوامل والمتغيرات القت بظلالها على الوضع المستقر النسبي في اقليم كردستان العراق لتحدث فجوة كبيرة وردات فعل مؤثرة على الشارع العراقي والكردستاني من خلال تلك الهجمات القاسية التي ايقضت الجميع من الخطر الداهم ،  وانة لايمكن التصدي والوقوف ضد هذا الارهاب من دون التعاون المشترك واستغلال الظرف الحالي للبلد لتقوية اواصر التلاحم ونبذ لغة التشفي التي يراهن بها البعض لان الخطريشمل الجميع  .  
 
نريد كردستان العراق واحة للتقدم والسلام والطمأنينة ، واحة تروى  احلامنا العطشى التي ذاقت لعقود طويلة اقسى انواع المعارك والظلم القسري  . يجب على قادة الاقليم وساستة النأي بالاقليم عن مشاكل المنطقة وصراعاتها والعمل لسعادة شعبهم في الاقليم وابعادة عن الحروب والقتال الذي  اكتوى بة الجميع وهناك الشواهد الماثلة للعيان عن ما عاناة الاكراد طوال تلك الفترات . فالسلام والاستقراروالبعد عن المشاكل هو الجاذب الرئيس للاستثمار والبناء ورؤوس الاموال الاجنبية والعربية . فلتصبح ارض كردستان اكبر مركز جذب سياحي وترفيهي  في المنطقة والعالم لجني المليارات من العملة الصعبة ... لتزدهر اكثر كل مناحي الحياة في الاقليم وترتقي بناة التحتية والفوقية من خلال رقي العملية السياسية التي اساسها التداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع ... واخيرا بناء الانسان واحترام كرامتة وحقوقة وتحصينة ضد من يريد زعزعة الامن والاستقرار وفرض الافكار المتشددة البالية امض رد على الهجمة الارهابية والقوى الظلامية . 
 
refaat.alkinani@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/04



كتابة تعليق لموضوع : الهجمات الارهابية على اربيل لها اكثر من دلالة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net