صفحة الكاتب : جواد البغدادي

نقتل انفسنا.....؟
جواد البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد يكون العنوان فيه نوع من الاستفهام, ولكن عند سرد الاحداث والمعطيات التي يمكن برهنتها بموجب الحقائق التي نلمسها من واقعنا المرير, رغم ما تعرض العراق من ارهاصات سياسية بعد سقوط الامبراطورية العثمانية وظهور القوى الرأسمالية ,التي منحت الادوار الرئيسية لقيادة امور البلاد لشخوص يكون ولائهم مطلق لتلك الدول المهيمنة, توجد عادات وتقاليد عرفية متوارثه عبر الاجيال في المجتمع العراقي وتختلف من مدينة الى اخرى , من يسهب بها ويتفنن بتلك التقاليد , والقسم الاخر يقتصر على تأديتها حسب الشرع السائد في الاسلام وان كان جزئيا , هذه العادات سوى  كانت اعراف او تقاليد شرعية ام لم تكن فأنها رسمت مسارات الحياة الاجتماعية للفرد العراقي على مر السنين التي توارثوها عن اسلافهم ومنها الافراح والاحزان و الشعائر الدينة المرتبطة بعقيدة هؤلاء الناس . ربما لا تغيب الوان الطيف العراقي الى اذهان المتتبع لتاريخ هذا البلد, تعيش بسلام وامان رغم تنوع الحكام وتعددهم عبر التاريخ كنا لا نميز بين طائفة واخرى الافي بعض المناسبات, ولم تؤثر على هذا الخليط بل كان مزيج اجتماعي مبني على حق المواطنة والمصاهرة, فلم نرى ولأنسمع اي من الاعمال الارهابية من قتل وذبح وسلب الا بعد احداث 11سبتمبر . تغيرت  الاحداث السياسية والتحالفات الدولية واصبحت سياسية القطب الواحد الذي تقودها امريكا وحلفائها, كانت بداية التغيير في خارطة الطريق بعد احداث 11 سبتمبر , شملت افغانستان ثم الاطاحة بالنظام البعثي الصدامي عام 2003 على يد قوات الاحتلال الامريكي وحلفائها ومنهم ملوك ورؤساء وامراء من العرب وفق السياسة الجديدة التي نادى بها بوش الابن, فكانت بذور هذه السياسة التي تم سقيها بدم العراقيين بكافة اطيافهم, بعد نجاح الادارة الامريكية من بث روح النعرة الطائفية واستخدامها اقذر الاساليب بترويج مخططاتها, مستخدمة ادواتها من القاعدة والوهابية بالقتل  على الهوية , فاصبح الشيء الغير مألوف على مدى التاريخ ظاهرة جديدة اخذت تنمو في حاضنة بقايا الزام الطاغية وعقيدة الفكر الوهابي وتصدي تنظيم القاعدة الى محاربة كل شيء يتعارض مع أفكاره الدامية المبني على اساس التكفير , برعاية امريكية خليجية تركية ومن يتامر على التجربة الديمقراطية. ظهرت بوادر التحالف التكفيري والبعث الكافر بعد التفجيرات والانتحاريين والعبوات الناسفة على طيف من اطياف الشعب العراقي, فقد عنا الارهابيين على قتلنا من خلال مناسباتنا الحزينة( الفواتح) بعدم استخدام التدابير الامنية والافراط المسرف في ( الفواتح) بأمور ما  انزل الله بها من سلطان , ونتيجة لهذه الاعراف التي تتعارض مع مبادئ الاسلام جعل الارهابيين يتفننون بقتلنا . فعلى رموز العشائر دحر الارهاب من خلال جعل ( الفواتح) بالجوامع او القاعات المخصصة لمثل هذه المناسبات وعدم الانجرار وراء المخططات الارهابية وتشكيل لجان شعبية مع الاجهزة الامنية ونكون بذلك تصدينا للقاعدة ومن يمولهم, على حلحلت خلافاتها مع مكونات الشركاء في العملية السياسية حتى لا نعين الارهاب على قتل انفسنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/06



كتابة تعليق لموضوع : نقتل انفسنا.....؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net