صفحة الكاتب : علياء موسى البغدادي

أرأيت أعلم أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
علياء موسى البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم

 
العملية التعليمية تضم العديد من العناصر كالمناهج والمباني والتجهيزات والتلاميذ وأدوات القياس والتقويم إلا أن للمعلم وضعاً خاصاً، لأننا قد نبدع في إعداد المنهج المدرسي الذي يشمل المادة التعليمية القوية، ورغم هذا يبقى توظيف هذا المنهج والاستفادة منه مسؤولية المعلم من الدرجة الأولى . 
من هو المعلم ؟
المعلم هو القائد التربوي الذي يتصدر لعملية توصيل الخبرات والمعلومات التربوية وتوجيه السلوك لدى المتعلمين الذين يقوم بتعليمهم نعم إنه قائد تربوي ميداني يخوض معركته ضد الجهل والتخلف ببسالة فائقة سلاحه الإيمان بالله تعالى ، ونور العلم الذي يتحلى به، وهو يحقق الانتصار تلو الانتصار في الصباح وفي المساء . المعلم هو الشمس الساطعة التي تضيء لنفسها وتضيء للآخرين .وهو الشمعة التي تحترق لكن لا تخلف رماد بل تخلف نور يسطع  في عقول الاجيال لبناء المجتمع وتقدمه 
المعلم هو سفير السلام والعلم في كل العالم .وكفاك رفعة قول الحق فيك  سبحانه (يرفع الله  الذين امنوا منكم والذين أتوا العلم 
درجات ) صدق الله العلي العظيم . المعلم مقاتل  في ميدان التربية سلاحه التربية والعلم .وهو حامل للأمانة  وان كان حملها ثقيل, يمتلك أروع لغة للحوار لها تاثير على مجتمعات عديدة وليس افراد . والمعلم هو الباحث المستمر عن الحقيقية والمعرفة . عيد المعلم هو عيد العلم، يعلم الأجيال جيلا بعد جيل، فهو النبراس الذي يضيء لهم الدرب نحو المستقبل الأفضل، هومعلم كل من يقدم العطاء للأرض للوطن، هو معلم من أصبح قائدا أو طبيبا أو مجاهدا، قال حكيم: ان أجلّ الناس في عيني من علمني حرفا هو المعلم صانع الأجيال، يهذب الأخلاق ينشئ العقول وهو زارع عظيم وإنما زرعه أغراس صغيرة يرعاها وكأنه بستاني ماهر يشذب شجيراته لعلها تغدو أحسن تقويما وأوفر عطاء.. ويعظم في نفسي أنه أب يحدب على تلاميذه كأنهم فلذات كبده، ويزيده نبلا في عيني انه يبذل زهرة عمره لغيره، يعمل متواضعاً صامتاً صابراً صبر العظماء. وبكل صدق علينا ان نكون واعين بشكل كبير لدور المعلم في المجتمع وانا عندي ايمان كبير ويقين بأن المعلم هو الذي يصنع النصر وهو الذي يكون سبباً في الهزيمة .
وحتى يقود المعلم المجتمع من داخل الصف وبنجاح عليه ان يتصف بعدة صفات وميزات  , أن يكون ذكيا سريع البديهة قادرا على التصرف الحكيم في المواقف الطارئة التي قد تعترضه أثناء عملة ، وأن يتسم بدقة الملاحظة ، ليتمكن من التعرف على المصاعب التي يعاني منها تلميذه ابتداء من صعوبات التحصيل العلمي ، وانتهاء بما يمكن أن يتعرض له من مخلفات سلوكية 
وللمعلم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة ، فقد كان أفضل الصلاة والسلام مربيا عظيما، ذا أسلوب تربويفذا ، يراعي حاجات الطفولة وطبيعتها ويأمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، أي يراعي الفروق بينهم، كما يراعي مواهبهم واستعداداتهم وطباعتهم. والمعلم الناجح يأخذ هذه المسائل بعين الإعتبار، فيرعى التلميذ الضعيف ليعالج ضعفة، ويتابع التلميذ الموهوب لصقل موهبتة،ومساعدته في رسم خطط لمستقبله، كما يمكنة من إشباع نزعته القيادية ، باسناد دور قيادي إليه . 
 
وينبغي على المعلم الطامح إلى جانب حب تلاميذه أن يتقبل آراءهم ، ولو كان بعضها مخالفا لرأيه فإن الإختلاف في الرأي لايفسد للود قضية ، ورأي الطالب ليس مجرد كلمات يتفوه بها وإنما هو محاولة منه لتحقيق ذاته. 
 
والمعلم المحبوب هو الذي يعمل على إشباع حاجات تلاميذه إلى المحبة والرضا ، وإلى المكافأة والتقدير فإن للحوافز المادية والمعنوية أثرا كبيرا في جلب المحبة وفي إثارة قابلية التلاميذ للتعلم والمدرسة بيئة يمارس فيها التلميذ أنشطته ، فتنمو قدراته وتشبع ميوله ورغباته بقدر ما يستطيع المعلم تنمية هذه القدرات وإشباع هذه الرغبات يكون امتنان التلميذ وحبه لمعلمه أعظم. ولا بد من تضافر جهود المعلم مع الأسرة لتربية جيل معافى جسدياً وعقلياً ونفسياً.سواء كان معلم ومربي في داخل الصف او معلم اداري يدير المدرسة ويحافظ على النظام ويير سير العملية التربوية  ويوصل المعلومة أيضا
وبشكل عام فإن النظرة الحديثة للمعلم تتمثل باعتباره معلم تراث ، معلم قدوة ويمثل دعامة أساسية من دعامات الحضارة فهو صانع أجيال وناشر علم ورائد فكر ومؤسس نهضة وإذا كانت الأمم تقاس برجالها فالمعلم هو باني الرجال وصانع المستقبل ، ولا عجب إذ ينادي رفاعة الطهطاوي بأن المعلمين هم خير من يمشي على تراب الأرض.
يتحتم على المجتمع بشكل عام والمجتمع التربوي والتعليمي من (وزارة ومديريه للتربية والتعليم والطلاب ) النظر بعين الاحترام والتواضع للمعلم فتواضعك له عز ورفعة لك . لذا فإن حق المعلم عليك تقديره وحسن الاستماع إليه والإقبال علية وألا ترفع عليه صوتك ولا تغتاب عنده أحد كما يجب الإذعان لنصائحه وتحري رضاه .المعلم هذا العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو النور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل والقاضي عليه وهو الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله لأنه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ,و إن مهنة المعلم هي مهنة جديرة بالتقدير فكيف لا يكون ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما بعثت معلماً " فالمعلم مربي أجيال وناقل ثقافة مجتمع من جيل الراشدين إلى جيل الناشئين كما أن وظيفته وظيفة سامية ومقدسة تحدث عنها الرسل والأنبياء والرجال الدين والفلاسفة على مر العصور والأجيال. المعلم انسان لا يعرف الانانيه يعيش من اجل الاخرين  رسالته كلها عطاء وسمو . يمشي المعلم الطريق البعيد وان كان طويل وان كان مستحيل  لانه يمشي من اجل الوصول .
يقول رسول الله صلى الله علية وآله وسلم :  إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في 
جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير " 
من هذا المنبر الحر أهني نفسي و كل المعلمين في العالم والعراقيين  خاصة بعيد المعلم .واتمنى ازدهار للعملية التربوية والتقدم بسواعد المعلمين  الشريفة والنزيه والاهتمام بشكل اوسع واشمل بالمعلم التربوي وتشجيعه ودعمه لانه اساس بناء المجتمع ونجاحه, دعم المعلم دعم لنجاح المجتمع وازدهاره وهو يستحق. وان معظم او اغلب الدول التي اهتمت وراعت المعلم كانت مؤمنه بهذا الشعار الذي نتمنى من الجميع  ان يدرك خطور أهمال المعلم وتهميشه و الأساءه  له  وأهمية  الشعار :
(المعلم هو الذي يصنع النصر وهو الذي يكون سبباً في الهزيمة .)  وانا مع كل معلم شريف ونزيه  ومربي فاضل يرفض الاساءه  للمعلم رسول العلم وسفير السلام ومربي أجيال المستقبل, ومع نقابة المعلمين العراقين التي تطالب بالاعتذار لكل المعلمين لما بدر من أساءه على لسان وكيل وزارة التربية بكلام غير تربوي ولائق بحق المعلم العراقي المظلوم .وأقول للسيد الاستاذ الفاضل وكيل الوزارة المحترم انظر ماذا يقول ويطالب رئيس مجلس الوزراء المصري السابق  للمعلم المصري :
قال الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، إن المعلم يستحق الحصول على أعلى راتب فى الدولة لأن وظيفته هى الأهم
واقول للاستاذ الفاضل نعم وظيفة المعلم هي ألاهم لانه الاساس لاي نجاح  في الحاضر والمستقبل. طموح المربي  العراقي كبيرلكن لن يصل الى اعلى راتب ؟؟   لكن كنا نتمنى ان نسمع منك هذا حتى وان كان من باب الاشادة والتحفيز للابداع والانجاز كنا نتمنى نحن المربين .وهذا حالنا دائما نتمنى ونتمنى و نتمنى ............!!
 كل المعلمين في العراق كانوا ينتظرون منكم شي؟  يقدم المعلم بشكل أفضل يوسع من مشاركاته ويقلل من تهميشه المتعمد وتناسي دورة الفعال ,لا  أن يساء له ..!!!!!
معلمي .. دعني أرسم لك العيد إكليلاً من باقات الزهور .. وأصافح يدك الطاهرة التي خطت لي أول حرف من اسمي ..معلمي  دعني أهتف باسمك لأتذكر أول كلمة سمعتها منك .. أنارت طريق عمري.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علياء موسى البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/03



كتابة تعليق لموضوع : أرأيت أعلم أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عبد فقير من : أرض الجراح ، بعنوان : مبكية حروفك في 2011/03/12 .

سلمت أناملك الكريمة بهذا الخط السليم
وأنه لمبكيةً حقا هذه الكلمات لأنها تنبع من متلقٍ لم ينس فضل معلمه ...
(معلمي .. دعني أرسم لك العيد إكليلاً من باقات الزهور .. وأصافح يدك الطاهرة التي خطت لي أول حرف من اسمي ..معلمي دعني أهتف باسمك لأتذكر أول كلمة سمعتها منك .. أنارت طريق عمري.)
وفقك الله بكل حرف وزاد عليك العطاء واللطف




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net