صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

هل فعلاً هؤلاء يمثلون الشعب العراقي ؟!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في كل عمليه ديمقراطيه ، وفي اي بلد كان ، تولد من رحم هذه العملية ،معادله وشخوص يمثلون هذا التظاهرة الجميله والتي تسمى الانتخابات ، اذ انها تعطينا درسين في حياتنا اليومية ، الاول : تعطينا الثقه بالنفس والقدرة  على تغيير الواقع ومهما كان ، والثاني انها تسمح لنا وتعطينا درسا في ممارسه الديمقراطية ، وعمليه التغيير ، فالشعوب المتحضرة هي من تصنع  حاضرها ومستقبلها ، وتقف عائقاً امام اي ديكتاتورية تحاول النيل من حريتهم ، وحقوقهم في العيش بكرامه .
المميزات التي يتميز بها العراق شعباً على البلدان الأخرى في كل المجالات لا تعد ولا تحصى، فإنه يختلف عن بلدان المعمورة بشكل يلفت الانتباه ويثير الاستغراب…
فعلى الصعيد الاقتصادي يعتبر العراق من أغنى دول العالم حيث فيه النفط وبقية المقومات الأخرى التي تجعل منه بلداً غنياً … ولو أن جزءاً منها توفر الى أية دولة فقيرة لاستطاعت أن تنتقل باقتصادها الى الأمام ويمكنها مواكبة ذلك الانتقال بشكل صحيح يخدم ابناء شعبها لزمن طويل… 
أما نحن ابناء هذا البلد فليس لنا من هذه الثروات وهذه الخيرات سوى الجوع والمعاناة .. فبلد نفطي ويستورد الوقود لم يسبق أن تميزت دولة بهذه الميزة وبلد زراعي ويستورد القمح والتمور والخضراوات والفواكه فهذه ميزة أخرى وبلد يمتلك مؤهلات السياحة بكل انواعها ولم يستطع ليومنا هذا أن يقترب من الدول التي تعتمد على السياحة كخط أول للدعم الاقتصادي لها فهذه ميزة أخرى …
بلد يمتلك ضمن تاريخه الطويل وحضارته الرائعة أثراً ومعلماً من الآثار التي تعد من عجائب الدنيا السبع ولكنه يتميز عن الدول الاخرى التي تمتلك المعالم الأخرى بأنه الوحيد الذي اندثر فيه ذلك الصرح الكبير … فهذه ميزة أخرى…
بلد يمتلك نهرين يمتدان من شماله الى جنوبه ولكن أغلب مناطقه ومدنه تشكو الشحة في المياه…
بلد له كغيره.. حدود مع الدول التي تجاوره ولكنه الوحيد الذي ليس له علاقات مصيرية وايجابية مع تلك الدول، بل مر عليه يوم كان فيه في حالة عداء مع جميع دول الجوار.. وهذه ميزة أخرى.. 
وهناك مميزات أخرى كثيرة لا تقل أهمية عن ما ذكرته مثل تميزه بأنه البلد الوحيد الذي لم يدخله الاعمار طيلة عشرات السنين وأنه البلد الوحيد الذي يطبق فيه نظام حكم بثلاث تجارب خلال عام واحد وكذلك يتميز بشعبه عن بقية الشعوب بكونه أما نائماً على الدوام أو ثائراً لا ينام .
من هنا انطلق لأقول ان الشعب العراقي هو وحده القادر على صنع مستقبله ، وفتح طريق لتطوره ، ويكون مع الدول القائمة في العالم الثالث على الأقل ، وهذا يأتي من خلال ثوره التغيير على الفساد ، وإعلان الحرب على الفاسدين من خلال إطلاق شعار ( معك ياعراق) ، وإعلان النفير العام ، والبدء فورا للتثقيف على ممارسه دوره الطبيعي في اختيار من يمثلك ، لان القادم مخيف اذا ما تم تغييره من اعلان ثوره التغير الكبرى في العراق . 
فالانتخابات ظاهرة حضارية ديمقراطية متطورة من اجل تجذير حكم الشعب والتداول السلمي للسلطة ديمقراطيآ وعبر صناديق الاقتراع والاختيار الديمقراطي من قبل الشعب للمرشح الافضل والانزه والأكثر حرصاً على مصالح شعبه وكفاءة لتمثيل الشعب في التنافس على خدمة المواطن دون ضغط او ترهيب او اغراء او اي محاولة لأفراغ الانتخابات من مضمونها وأهدافها.
اليوم هناك اشادة بأرادة هذا الشعب العظيم وتحديه قوى القتل والارهاب والجريمة المنظمة التي رفعت شعار العداء للعراق وعموم الشعب العراقي . 
إن ما يحدث في العراق اليوم والمتعلق بالانتخابات بنتائجها وصراع القوى والأحزاب المتنافسة منها والمؤثرة يدلُّ على ان العراق لم يزل بعيدآ عن فهم وادراك معنى الديمقراطية فكرآ وممارسة ، لهذا يجب ان يعرف الفرد العراقي ان إصبعه ممكن ان يكون محطه التغيير الكبرى في العراق ، وإذا لم يعطي إصبعه او لم ينتخب ، فهو بذلك قد حقق حلم الفاسدين في البقاء على سرقه أموال الشعب العراقي ، وسرقه ثرواته ، والتي أصبحت اليوم في كل مكان وفي كل بنك من بنوك العالم ، الذين سعوا الى بناء إمبراطوريتهم في الخارج . 
يجب ان يكون هناك موقف شعبي من كل ما يحصل، ليس بالمظاهرات ،ولا بالاضطرابات ، والاحتكاك مع القوات الامنيه ، والتي يسعى العدو الى احداث هذا الانقسام والمواجههد، ولكن يكون ذلك من خلال التظاهرة الكبرى يوم المشاركة بالانتخابات ، وتقديم ممثلين يكونون من رحم معاناه هذا الشعب الجريح ، وتبديل أمال هؤلاء المتسلطين ، وتبديل أحلامهم في البقاء مره ثالثه في السلطة ، لأنهم جاءوا بإراده لم تكن بإراده الشعب العراقي ، لأنهم لا يمثلون الشعب العراقي ، بل يمثلون أحزابهم وكتلهم ، ومصالحهم الذين يختبئون خلفها ، متناسين جروح وألم شعبهم الذي جعلهم اليوم ما هم عليه .
عليكم ان تثبتوا للشعب العراقي وكل شعوب العالم بانكم واحة للديمقراطية في العراق الجديد وإنكم فعلا ديمقراطيون وتؤمنون بالعملية الانتخابية ولا تنسوا ان هناك صولات وجولات قادمة في مسيرة عراقنا الديمقراطي الجديد و لتجربوا حظوظكم مرة أخرى واني على يقين ان القوائم الكبيرة لم تبقى كبيرة والاحزاب الصغيرة سوف تكبر وهذا يتأتى من خلال أعمالكم وجهودكم في المستقبل والتي تصب في خدمة الناخب العراقي وخدمة الوطن و عموم الشعب العراقي وبالتأكيد فان الشعب العراقي سوف يلفظ من لا يستحق صوته ألأنتخابي ولم يقبلهُ في المرة القادمة.
وكذلك لا يبخل عليكم الشعب العراقي بصوته إن كنتم صادقين واوفياء ومخلصين لعهودكم ومواثيقكم الانتخابية وتوجهاتكم الوطنية الديمقراطية وليكن همنا الاكبر جميعآ مصلحة العراق وخدمة شعبة الجريح ، وان تكونوا ممثلين له بحق . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/12



كتابة تعليق لموضوع : هل فعلاً هؤلاء يمثلون الشعب العراقي ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net