صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

العَسَل والضِلال
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال الله عز وجل "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس"النحل 69
إن ما مطروح في الأسواق من عسل متنوع المناشيء, منه ما هو صناعي, مليء بالسكر مضاره عديدة, وقسم منها طبيعي له نكهات مميزه, كل له فوائده يحمل نفس الاسم, باختلاف في الخصائص والفوائد, فليس كل عسل حتى إن كان طبيعيا له نفس الفوائد! الكثير من الناس جربوا نوعيات مختلفة, وبطرق عده, كي يتمكنوا من معرفة المغشوش سعياَ للأصيل, ولكن كم منهم استفاد من التجارب السابقة؟ وهل إن الجميع له سعة الصدر للبحث؟ هذا عائد للإرادة, واجب على من يعرف الجيد من الرديء, أن يدل الناس على الأجود, ولا يبقى ساكتا يتفرج فالساكت عن الحق شيطان أخرس. ومن هذا المنطلق لنفترض أن كل الكتل هي عسل, فهل هذا يعني أنها جميعا مفيدة وأصيله؟ هل لها نفس المبادئ, وجادة لتفعيل الشعارات, المكتوبة على الورقة الملصقة على عبوات العسل, لقد تم سماع الخطابات خلال الدورات الانتخابية السابقة, وكلامهم منمق جميل, مستحسن لدى المواطن, فصياغة الجمل, متناسقة مبهرة للجميع, ومخارج الكلمات رائعة, (أناس خدومين), يطرحون ما لذ وطاب من المشهيات, قالوا سيجعلون من بغداد دبي ثانيه! والبصرة, ستكون قبلة للمستثمرين, الأهوار ستصبح مرتعا للسياح, لا أريد هنا استعراض اليافطات القديمة, فالجميع قد سمع عنها ورآها, أريد أن أرى ماذا تحقق منها, فالبطالة لازالت مستشرية, الفساد ضارب أطنابه في كل مجال, مدارس طينية, شوارع وبنايات متهرئة, إذا فإن أنواع العسل التي اختارها المستهلك, كانت غير مفيدة, فما هو السبب؟ هل هي مكونات المادة ؟ أم كان أداء النحل ليس كما يجب؟ على ما يبدو بعد البحث أن الجهود تضافرت, فأصبح الناتج بدون طعم ولا رائحة. ما هو المطلوب من المكون حتى يكون ناجحاُ؟ اتفق الجميع يجب أن يكون مخلصا لا يأكل الحرام, مثابرا يشعر بالجميع. وبالمقارنة هل نجد قائمة, حزبا, تكتلاً, يتصف بمقومات العسل الخالص؟ وبعد استعراض سريع, حيث كان النقاش في شركة الضِلال, تارة تحت الشمس, وأخرى أثناء الوقوف في الطابور, جاءت المشاركة بسؤال: أهناك قارورة من العسل لم يصل إليها المشترى؟ فقد أعياه التقلب بين هذه عبوة وأخرى, سأل شخص لمن تصدى لبدء النقاش: إلى أين تريد الوصول؟ ما هو الحل؟ فالمريض يحتاج هذه المادة السحرية, وكيف يتمكن المواطن معرفتها, هو جديد عهد بالعسل؟ حيث كان يأكل ما يقدم له بدون اختيار, يتجرعه مجبرا, متحملا المرارة, فيدفعها بماءٍ خالٍ من الفوائد, وليس له خاصية إلا دفع المرارات, ذلك هو الصبر. فانبرى صاحب الرأي العارف بالعسل, نعم هناك قارورة, بل جرةٌ كبيرة, أُخِذَ منها ملاعق, جُرِّبَتْ, لكن رُكِنَتْ جانباً, فسأل سائل, لماذا تركت؟ فأتى الجواب: لو عرف المواطن لكسد المعروض. عجبا من صاحب المحل! ألا يَعرفُ أَنّ الغش حرام؟ وإظهار البضاعة الجيدة واجبه, يا صاحب الرأي, قد يقول لك أحدهم كما قيل  للحسين(ع), لقد أبرمتنا بكثرة كلامك, بل نقول نورنا عن قائمة هي كالعسل, مفيدٌ ولا يؤذي, لقد ضاعت الثروة بين هذه البضاعة وتلك, فلا خدمات ولا أمان, بل شعارات, اجتماعات, توافق, تخبط في الأداء, أزمات, سرقات, فساد كما نرى منذ أيام من أجل الترقيم لسياراتنا, ولن نحصل على رقم ألماني لحد الآن, بالرغم من كل ما صرفناه, فقد أفرغ الموظفون جيوبنا, بلا نتيجة, وكما قال الرسول الكريم "صلى الله عليه وآله" من استخف بصغائر الأمور, هانت عليه كبائرها. فقد تُهْنا بين "الكرفانات", ومابين هذا وذاك, ضاع البلد. نريدُ خارطةً واضحة, فمنذ الاحتلال البريطاني, قبل 80 عاما, فالاستعمارُ له نفس المخطط, يحاول جاهدا تحقيقه, فالتأريخ يعيد نفسه, المعادلات السياسية في المنطقة توحي للتغيير, أفلا من الجدير أن نسعى إلى تحصين أنفسنا؟ واختيار المناسب لخدمةِ المواطن, فالبصرة عاصمة العراق الاقتصادية, ولد وسعى الفاسدون لخنقه. قانون التقاعد العام, خلطوه بالمطالبات الشعبية لينكلوا بالمواطن, كي لا يطالب بحقوقه, وكذا المعوقون واحتياجاتهم, أطفال العراق وصندوقهم. يا أخوتي ليس لنا غير قارورة واحده لم تجرب بالكامل لحد الآن, فيها امتداد للمرجعية, والنسب لرسول الإنسانية, في مكوناتها العلاج الناجع والدواء الشافي دون كل المشافي, فلا تحتار وأحسن الاختيار,وكما في سورة أهل الكهف" فلينظر أيها أزكى طعاما.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/16



كتابة تعليق لموضوع : العَسَل والضِلال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net