يوجد في معظم دول العالم نوع من الفروق الطبقية بين أبناء البلد الواحد بسبب طبيعة العمل ومقدار الدخل وغيرها من الفوارق الاقتصادية التي تجعل الاختلاف في مستويات المعيشة امراً طبيعياً
لكن الملاحظ في أغلب الدول وخصوصاً الأوروبية منها أن الفرق الطبقة بين الحاكمة وبين الشعب هي مجرد فوارق بسيطة جداً اذ لايتعدى الرئيس أوالوزراء أو النواب في البرلمان,كونهم أكثر من مجرد موظفين بدرجة ما بمجرد ان ينهوا ادوارهم المناطة بهم سرعان ماينخرطون مرة اخرى في الحياة العامة, فمعظم رؤساء الولايات المتحدة,بمجرد أن تنتهي فترة حكمهم يبدأون بالبحث عن عمل في مطعم او شركة اومكتب خاص, كل بما يلائم تخصصه وتحصيله,وعلى سبيل المثال عمل الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون عازفاً في أحد المطاعم بعد أنتهاء فترة حكمه, وبعض الرؤساء يعيش حياة البسطاء حتى أثناء فترة حكمه مثل الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد الذي يعيش في منزل غاية في البساطة كأي مواطن عادي,وليس ببعيد عن ذلك رئيس وزراء هولندا الذي يذهب الى رئاسة مجلس الوزراء على دراجته الهوائية,في حين أن الوضع مختلف تماماً في العراق فداخل أسوار المنطقة الخضراء حياة مختلفة خالية من البؤس والمعاناة التي يكابدها المواطن العراقي,الذي بات يحلم بلحظة أمن واحدة أو لحظة يتمكن فيها من عبور الازدحام,أولحظة أخرى ينعم فيها بوجود التيار الكهربائي,فحياته أصبحت عبارة عن امنيات لم يتحقق أياً منها,بينما يوجد داخل أسوار المنطقةالخضراء أمتيازات وخدمات ومظاهر ترف لاينالها الاذو حظ عظيم,حتى أصبحت هذه الأسوار تمثل الجدار الفاصل بين النعيم الذي ينعم به من يقطن المنطقة الخضراء,والجحيم الذي يكتوي بناره البسطاء في كل وقت وحين
أن الحياة داخل وخارج المنطقة الخضراء تدل على عمق الهوة بين المواطن الذي يعيش في واقع مزري والمسئول الذي الذ يتمتع بأنواع الترف والبذخ,فالموضوع يتعدى المقارنة بين مواطن من الدرجة الاولى والثانية الى مقارنة من نوع آخربين مواطن درجة أولى,وشخص لايملك هوية أوأنتماء لهذا البلد فهو لايعتبرمواطناً من الاساس فخارج أسوار الخضراء,حياة لاتليق بمواطنين ابداً وداخلها حياة فوق مستوى الخيال ومايفصل بينهما أكثر من مجرد اسوار تقليدية, فالفاصل الحقيقي هو نعيم السلطة والكرسي وجحيم الحرمان
منشور في جريدة المراقب العراقي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat