صفحة الكاتب : زكية المزوري

خفايا مؤامرات الحكومة ضد المتظاهرين في يوم جمعة الكرامة
زكية المزوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   
 
ما ان اقتربت من منافذ ساحة التحرير صباح يوم الجمعة المصادف 4/3/2011م للمشاركة في تظاهرة جمعة الكرامة حتى ايقنت بوجود نية سوء لدى قوات الجيش وقوات منع الشغب التي طوقت المنافذ الاربعة المؤدية الى ساحة التحرير ومنها شارع السنك والسعدون وشارع الشيخ عمر وجسر الجمهورية وقد عملت تلك القوات بالف اصبع كي تمنع المتظاهرين من الوصول الى الساحة .. غير ان الناس توافدوا شيئا فشيئا حتى صاروا بالالاف بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا .. 
وهنا كانت المؤامرات تحاك خلف كواليس تلك القوات التي زاد عددها عن عدد المتظاهرين ، فبعد أن احتشد المتظاهرون قبالة نصب الحرية وزاد عددهم عن الخمسة الآف صرخ احدهم عبوة  ناسفة تراجعوا اهربوا وما ان ابتعد الناس عن المكان واصابهم الرعب فأذا بالعبوة الناسفة والمزيفة مجرد قطعة جير مكعبة الشكل ملفوفة باسلاك ( واير أبيض اللون ) يزيد طوله عن المترين وقد وضعت في كيس أخضر تحت أقدام المتظاهرين .
عاد المتظاهرون الى مكانهم وهم يهتفون : باطل باطل باطل 
أما المؤامرة الثانية لاجهاض انتفاضة الشعب وتشتيت شملهم وتفريقهم كانت ان جاء احد المسؤولين ليجمع الشباب المتظاهر حوله وليوزع عليهم بطاقات تشغيل العاطلين ومرجعيتها مجلس محافظة بغداد والتي تم رميها على الشباب كما ترمى قطعة العظم على الكلب وللاسف  
  
انطلت الحيلة على البعض وراحوا يرمون بانفسهم على الارض لالتقاط احدى تلك البطاقات بعدها راحوا يرمون على الناس بطاقات شحن الموبايل وبعض الدنانير والتي تلقفها البعض بكثير من السعاده وغادروا ساحة التحرير على اثرها فيما وقف البعض الاخر بالضد من هذه العطايا وامتنع عن لمسها وراحوا يصرخون : هذه مؤامرة لتفريقنا انتبهوا ايها الشباب انتبهوا .
اما المؤامرة الثالثة والتي قضت بالفعل على معظم منظمي التظاهرة في ساحة التحرير ان خرج احد المسؤولين وراح يصرخ بمكبر الصوت من على البناية الواقعة تحت المطعم التركي قائلا : ليخرج الي عشرة منكم وليقدموا طلباتهم .. وراح يكرر : اريد عشرة فقط .
وهنا خرج اليه وجهاء القوم ممن كان يحمل ملفات مدون فيها الكثير من الطلبات وتم تسليمها الى هذا المسؤول وبعد لحظات خلت الساحة منهم وممن كان يهتف معهم ، وقبيل الساعة الثالثة  خلت الساحة من الاف المتظاهرين ومن كاميرات الفضائيات والتي غادرت الساحة بعد قيامها بتصوير الهتافات الاولية في التظاهرة .
وهنا دب الفزع بين من تبقى في الساحة من الشباب والنساء والاطفال وكبار السن حين بدأت قوات منع الشغب بمغادرة اماكنها بعد اصدار الاوامر باخلاء الساحة وراحوا يركضون وراء المتظاهرين ويلاحقونهم الى اواخر منافذ الساحة وهم يضربون كل من تقع عليهم يدهم بالهراوات والعصي والركل والرفس ، ولم ينجو منهم ضعيف او كسير ولا طفل ولا كبير وراحت النساء يركضن بين المحال التجارية في محاولة للنجاة باطفالهن الايتام .
في هذه الاثناء لم يتواجد في الساحة من الصحفيين والاعلاميين غيري انا وثلاثة من الصحفيين ممن رصد الحدث بعين كاميرته فما كان من تلك القوات الاثمة الا ان صادرت كاميرات الجميع وجميع الاجهزة مع التهديد والوعيد بكسر الاجهزة ومنع التصوير ، واقترب مني ما يقرب الاربعة من عناصر قوات منع الشغب واخذوا مني كاميرتي بالقوة غير اني قمت بابعادهم عني وعن زملائي الصحفيين ونحن نصرخ : من حقنا ان نصور الحدث .. انتم تضربون الناس وتمنعوننا من التصوير .. 
  
وهنا اصدر احدهم اوامره بالابتعاد عنا ومنعنا من التصوير بطريقة مؤدبة بعيدة عن الضرب 
بعدها بلحظات حضر مسؤول قاطع الرصافة وبمعيته عضو من مجلس نقابة الصحفيين وقادة وضباط كبار وراحوا يستفسرون منا سبب غضبتنا ثم قال : لم يعتدي احد عليكم فلم تصرخون وانتهت التظاهرة بدون اي متاعب .
فقلت له : لا لم تنتهي التظاهرة بل انتم من عمل على انهاءها تامرتم على الناس وفرقتموهم بالحيلة ثم قمتم بضرب وملاحقة من تبقى في الساحة ومنعتمونا من تصوير قوات الجيش والشرطة وقوات منع الشغب وهم يهجمون على المتظاهرين بالعصي والهراوات وهذا مخالف للدستور ولكل الشرائع والقوانين ، وهنا سألني عضو مجلس النقابة : هل اخذوا منك كاميرتك ؟ّ!.
فقلت له : وهل يجرأون  .. بعدها صاح احد القادة باللغة العامية : يلله امشوا .. خلصنا من قادسية صدام النوب هذوله  . وراح يضحك باعلى صوته .
بالقرب من ساحة الامة حين كنت أهم بمغادرة المكان باتجاه شارع الشيخ عمر المؤدي الى باب المعظم وكان  برفقتي بعض النسوة المشاركات في التظاهرة  مرت من امامنا فرقة للجيش وحدجنا أحدهم بنظرة ساخطة وصرخ قائلا : اخوات المناويج روحن لبيوتكم اذا الجبناء انهزموا انتن شعدكم باقيات  ، بينما رد عليه اخر قائلا : والله صارلي اسبوعين ما نايم بسبب هذوله الجريدية شفتوا اشلون انهزموا من أول عصا ؟!
فصرخت فيهم واوقفت الفرقة بالكامل : وتحدثت الى ضابط الفرقة وقلت له : احد كلابك تلفظ علينا بالسب والقذف  ، وعندما سأله الضابط نكر الجبان ما قاله ونكر الاخر رده عليه ، فقلت له : لو لم تكن جبانا ما نكرت قولتك  وقلت للآخر باللغة العامية : ليش انتوا اجيتوهم بزودكم لو بزود عصيكم وهرواتكم اللي حتى الحيوان ما يتحملها والله عيب عليكم تضربون شعب مسالم وعار عليكم تركضون وره الناس ولو عدكم غيرة وشرف ما تسبون النسوان .. والله انتوا عار على العراق وعار على الاسلام وعار علينا ... 
وهنا امروني بمغادرة الساحة فورا والا ساندم  فما كان مني الا ان صرخت فيهم وكانوا بالمئات حتى سمعتني تماثيل نصب الحرية وارتعدت من صرختي جنبات بغداد وانا  أقول : تضربون الناس المسالمين ياجبناء بالعصي والهراوات هي هاي رجولتكم .. ليش تضربون الناس ليش .. انتوا عار على انفسكم قبل ما تكونون عار علينا حسبي الله بيكم ونعم الوكيل .. 
  
 
صمت الجميع للحظات فمنهم من تجمد وتصلب في مكانه ومنهم من نكس رأسه ومنهم من تفوه بالفاظ نابية مع السب والقذف والشتم ومنهم من طلب مني بأدب بالغ ان اغادر الساحة واخبروني باحتمال اعتقالي فيما لو بقيت .
هذا ما حدث وما خفي كان اعظم ، ولا اعلم بمصير بقية الصحفيين ممن تواجد معي في الساحة بعد أحداث الساعة الثالثة عصرا .
العار لكل من يدعي الديمقراطية ويتآمر على شعبه ويثور على ثورته ويقمعها بالاعتقال والضرب والتخويف والحيلة  .
العار لكل القنوات الفضائية التي اسرعت بمغادرة ساحة التحرير بعد لحظات من ظهور المسؤول الحكومي .
العار لكل منظمي التظاهرات ممن تهافت على تسليم طلباته الى المسؤول وامر من كان معه بمغادرة الساحة ليتركونا بين ايدي تلك القوات الاثمة لتنهال على الشباب والنساء وكبار السن بالضرب والاهانة والركل والرفس .
العار لكل من ارتمى على الارض وتلقف هبات المسؤول من بطاقات تشغيل وهمية وبطاقات شحن اجهزة الموبايل وبعض الدنانير البخسة والرخيصة والتي جاءت لتفريق جموع المتظاهرين وقد نجحوا .
العار لكل الاقلام الكبيرة التي تصمت امام معاناة وثورة الشعب البائس وهم يوظفون اقلامهم للكتابة عن الراقصات والجميلات والمشاعر الشخصية الزائلة التي لا ينتفع منها لا دين ولا انسان .
العار لمجلس البرلمان العراقي الذي يتشدق بالدفاع عن الحريات وعن مطالب الشعب ثم يصمت بعدها . 
العار لكل من يؤمن ويسكت عن نقابة الصحفيين ذات القيادة البعثية بقيادة مؤيد اللامي وهو احد قادة فدائي صدام ومشمول بقرار الاجتثاث ومستمر بقيادة النقابة تحت حماية الحكومة وبعلم السيد نوري المالكي رغما عن ضحاياه من مناضلي الانتفاضة الشعبانية في العمارة البطلة .
 لقد راى عضو مجلس الصحفيين المدعو زياد بام عينه ما حدث  في ساحة التحرير من انتهاكات بحق الصحفيين وبحق المتظاهرين ثم لحق بقادة الامن وبمسؤول قاطع الرصافة وهو يضحك ولا اعرف ما الذي اضحكه في تلك اللحظة . 
العار لكل من يسكت عن حقوق الشعب ويزايد على وطنية المتظاهرين ويتهمهم بالبعث الاثم وهو يحمي قادة فدائي صدام تحت امرته وقد ذكرنا اعلاه مؤيد اللامي نموذجا ، فلماذا يتستر السيد نوري المالكي على امثال مؤيد اللامي والذي التقى به قبل جمعة 25 فبراير الدامية ،  ثم يتهم الشعب بالانتماء للبعث والتظاهر من اجل البعث بينما هو نفسه نصب مؤيد اللامي نقيبا على الصحفيين .
الحياة لشعب العراق 
الكرامة لارامل  وثكالى العراق 
تسقط الدكتاتورية البعثية المقنعة بالديمقراطية الجديدة . 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زكية المزوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/07



كتابة تعليق لموضوع : خفايا مؤامرات الحكومة ضد المتظاهرين في يوم جمعة الكرامة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net